طرح رئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان بليبيا عبد المنعم الحر تساؤلات حول صفات رئيس ليبيا القادم.

وقال الحر في تدوينة له بموقع "فيسبوك" بعنوان "صفات رئيسنا القادم الذي نريد" "بداية وجب التنويه بأن هناك سنة كونية   تقول لكل بداية نهاية، هذه السنة   مهما  خبئناها  تفرض نفسها   ولا يمكن تجاوزها، والحكيم من يتعامل مع النهاية وما بعدها قبل وقوعها، واضعا كل البدائل أو البدايات لأمر آخر في متسع من الحال والاحمق من يتوارى عنها أو يحاول أن يواريها إلى أن تُسد في وجهه أبواب التفكير المتأني، وتتلاشى من بين يديه البدائل ".

وأضاف الحر "أكتب هذا المقال في هذه اللحظات والشعب الليبي كله تقريبا يضع علامة استفهام عن أفق  ومستقبل هذا الوطن خاصة وأنه لم يعد يفصلنا عن موعد أختار رئيس لهذا الوطن إلا شهور معدودة  تنطوي بدخوله الرئاسة المرحلة الانتقالبة بمآسيها".

وطرح الحر سؤال حول مواصفات الرئيس القادم؟ قائلا "طال الزمن أو نقص لابد من الإجابة عن هذا السؤال، هل هناك بصنّاع القرار في ليبيا من يعمل على إعداد المرشحين لهذه المسؤولية الثقيلة، وتقديمهم للشعب، وأعني هنا رجال السلطة الفعلية في ليبيا، وعلى رأسهم قادة الإجهزة الأمنية والعسكرية، وشيوخ القبائل، و قادة الأحزاب ذات القاعدة الشعبية، ولماذا لا يكون هـــناك حوار مجتمعي يتخلله متسع من الوقـــت لوضع برامج تعرض على المواطنين لدراستها واختيار أفضلها، وتهيئة الأجواء على الصعيد النفسي لتقبل حركة انتقال السلطة من مرحلة انتقالية إلى مرحلة دائما، من دون ارتدادات قد تعصف بالبلد إلى ما لا يحمد عقباه من جديد ".

وأردف الحر "من المؤسف القول هنا، إن تركيبة السلطة اليوم بليبيا تقوم على مجموعة تعقيدات ودوائر نفوذ داخلية وخارجية عديدة، تتجاذب بتناقضاتها ومصالحها الذاتية الحكم والسيطرة على مفاصل الدولة " وتابع "سيكون لكل دائرة من دوائر النفوذ مرشحها الذي لم تقدمه للشعب في وقت وظرف معقول، بالتأكيد لن يكون لأي منها استعداد لقبول مرشـــح غيرها، ليس طبعا للصالح العام وإنما خوف على مصالحها الضيقة، فضلا عن الخشية من فقدان توازن القوى لصالح هذه الجهة أو تلك".

وأضاف الحر "الحقيقة أن المعارضة السياسية التي تصدرت المشهد منذ  2011 لم   تضع  بدائل بين يدي الشعب، وفشلت بشكل ذريع في كسب ثقته أو حتى إقناعه ببرامج واضحة عملية والأخطر من ذلك أنها  قدمت نماذج أساءت بشكل كبير للعمل السياسي، وأثبتت أنها اتخذت من أحزابها مجرد سجلات تجارية تقايض  بها الحكومات المتتالية ".

وتابع الحر "تكاد قناعتي ترقى لليقين بأن تعقيد الأوضاع في  ليبيا سيبلغ مستوى، لن يسمح للسلطة الحالية المشرفة على عملية الإعداد الانتخابات الرئيسية ولا للمعارضة (الاصطناعية) بأن .....الخ من تلك المواصفات المطلوبة بالرئيس المنتظر".

وتحدث الحر عن صفات شخصية الرئيس قائلا "أن تكون شخصيتة   مخضرمة بالسلطة  يتمتع  بعلاقات نافذة داخل كل دوائر سلطة العهد الحالي والعهد السابق، وبالأخص منها العسكرية والأمنية، وأن تحظى باحترام جل قادتها ورموزها  أو وجه جديد لم يتعد صاحبه عقده السادس، له شهادة جامعية عليا، لم تشوه من قبل صورته، له كفاءة في الإدارة والتسيير  وخبرة بشأنهما، لا يحسب على طرف سياسي معين ." مضيفا "وجود هذه الشخصية وارد لا محالة، فليبيا تفيض بطاقات هائلة" متسائلا "هل هذا يكفي".

وتابع الحر "أعتقد أن الشعب لن يمهل تلك الشخصية أكثر من عهدة واحدة، يثبت فيها ميدانيا وعمليا، سعيه الجدي لبناء دولة القانون والعدالة الاجتماعية، وهذا لن يتأتى ما لم يكن فريق عمله يقاسمه ذات الهدف، وما لم تتضافر جهود جميع أبناء الوطن للانتقال ببلدهم إلى دولة بمواصفات مؤسسات متطورة ومستقلة وفاعلة، يفرزها دستور حضاري بروح مكونات وخصوصيات هذا الشعب"وختم بالقول "يا ترى ماهي مواصفات رئيسنا القادم ؟".