لا مسيرات احتفال هذه السنة، لقد أجبر الحجر المنزلي البرتغاليين، على إحياء الذكرى الـ 46 لثورة القرنفل، بطرقة مختلفة، تتلاءم مع مقتضيات الظرف الراهن، فلم يجدوا من طريقة أكثر تعبيراً من الغناء من شرفات المنازل.

خرج البرتغاليون بكثافة إلى الشرفات، حاملين أزهار قرنفل، ليحيوا جيرانهم، وينشدوا أغنية «غراندولا فيلا مورينا»، رمز التغيير في 25 أبريل 1974، الذي أنهى 48 عاماً من الديكتاتورية، و13 عاماً من الحروب الاستعمارية، وألقوا بعدها النشيد الوطني.

ووجدت الدعوة التي انطلقت في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، دعماً من «جمعية 25 أبريل»، وريثة «حركة النقباء»، التي مهّدت الطريق للديمقراطية، وعدة أحزاب يسارية، وكذلك بلدية لشبونة.

من جهتها، قالت الأستاذة الجامعية المقيمة في أفيرو، إليزابيت فيغيريدو «53 عاماً»: «من المحزن بعض الشيء، عدم القدرة على النزول إلى الشارع، لكن الخروج إلى الشرفة، هو الطريقة الوحيدة الممكنة الآن».

وأضافت فيغيريدو، والتي كانت من أوائل من اقترحوا هذه الطريقة البديلة، لإحياء ذكرى الثورة: «ما يميّز 25 أبريل، هو حرية النزول إلى الشارع للاحتفال بنهاية تلك الحقبة الحزينة من تاريخنا».

وفي البرلمان، شارك كبار المسؤولين السياسيين صباحاً، في احتفال موجز، احتراماً لقواعد التباعد الاجتماعي الصحيّة. 

وقال الرئيس المحافظ مارسيلو روبيلو دي سوسا، في خطابه خلال جلسة برلمانية، أراد بعض نواب اليمين إلغاءها، إنه في هذه الأوقات الاستثنائية، التي تشهد ألماً ومعاناة وحداداً وتباعداً وحجراً، من المهم استذكار الوطن والاستقلال والجمهورية والحرية والديمقراطية. بدوره، اعتبر رئيس الحكومة الاشتراكي، أنطونيو كوستا، أنّ حال الطوارئ لا تعلّق الديمقراطيّة.