الهدية تبقى لها قصة وذكريات لا تنسى في تاريخ أي شخص، لا سيما تذكارات الأماكن المقدسة التي لها روحانية خاصة في قلوب المسلمين، فحين يعود الحجاج إلى ديارهم سالمين يحملون معهم الهدايا البسيطة المتنوعة بعد جولتهم لمكة المكرمة أو المدينة المنورة لإدخال السرور على قلوب أبنائهم وأقاربهم الذين يأتون حمدا على سلامتهم وسماع تجربتهم لهذه الرحلة الروحية في حياتهم التي لا تنسى.

وتتعدد أنواع تذكارات الحج حيث استطلعت مندوبة بعثة وكالة الأنباء السعودية  للحج آراء بعض الحاجّات خلال تجولهن في الأسواق والمراكز التجارية، فقد بيّنت الحاجّة المصرية مروة الشربيني أنها حرصت على شراء بعض سجادات الصلاة المزخرفة بصور الحرمين الشريفين والتي ستزين بها جدار منزلها وبعض التمور والعسل والحلويات الشعبية لأنها من أكثر الأشياء المحبوبة والمفضلة لدى الجميع، فيما فضّلت الحاجّة السودانية سعدية رضى شراء تحفة "برج الساعة في مكة" والتي تمثل أكبر ساعة في العالم ومن المعالم المشهورة في المملكة المتوفرة بأحجام وأسعار مناسبة لتذكرها بالرحلة الجميلة التي عاشتها خلال زيارتها، بالإضافة لشراء بعض العطور العربية والعود المختلفة الأسعار والتي لا تتوفر في بلدانهم.

كما اكتفت الحاجة اليمنية أحلام سلّم بشراء قوارير ماء زمزم وبعض مسابح الصلاة التي تستعمل للدعاء والمسواك كونها أول ما يخطر على أذهان الحجاج وتعتبر هدية تقليدية متوارثة، مستشهدة بقول الرسول "تهادوا تحابّوا" لأن الهدية بمعناها لا بقيمتها وهي مفتاح للقلوب المغلقة، مشيدة بجهود المملكة ووقوفها الأخوي المحب تجاه الشعب اليمني الشقيق، موجهة الشكر على استضافة المملكة لهم والتي أسهمت في تخفيف أحزانهم وآلامهم من مصاب الاعتداء الحوثي الإرهابي عليهم.

أما الحاجّة المغربية مريم مصطفى ففضّلت شراء تعليقات وأساور من ذهب المنقوشة بزخارف إسلامية لتقديمها لوالدتها وأخواتها كما توارثت ذلك من جدتها وأمها إلى جانب بعض الهدايا التقليدية المعروفة الواجبة التي لا يمكن التخلي عنها كالمسابح والسجادات.

وعدّت الحاجة المواطنة روان الجديعي الهدية التذكارية أنها عُرف لا بد منه لكل من يقوم بأداء فريضة الحج أو العمرة أو السفر عامة، مكتفية بشراء المصاحف الصغيرة المنقوشة بالاسم الخاص لصاحبه كون الوقت لا يسمح بالتسوق لتقضيه بالعبادة.

وأوضحت الحاجّة المواطنة صاحبة حساب على أحد مواقع التواصل الاجتماعي هدى السهو أنه تقوم سنويا بتجهيز هدايا الحج قبل فترة لعرضها في حسابها والمكونة من علبة تحوي على شوكولاته ومسواك ومسبح وسجادة الصلاة وماء زمزم داخل أكياس مزينة وعليها عبارة "حج مبرور وذنب مغفور"، إلى ذلك عرضها لهدايا لكل المناسبات الاجتماعية والمحلية والأعياد والتي تلقى طلبا ملحوظا بسبب تفضيل السيدات التسوق الإلكتروني عبر الانترنت والذي ساهم في مساعدة الزبائن وتوفير الوقت والجهد والمال.