في ظل سيطرته على مناطق واسعةٍ في البلاد،يواصل الجيش الوطنى الليبى عملياته العسكرية لتحرير العديد من المناطق الليبية من التنظيمات الإرهابية والعصابات الإجرامية التى حاولت السيطرة على مفاصل الدولة،مستغلة في ذلك تردي الأوضاع الأمنية وتواصل الصراعات بين الفرقاء وسط غياب تام للدولة واجهزتها.

وأطلق الجيش الليبي عملية عسكرية شاملة منتصف الشهر الجاري؛لتحرير الجنوب وفرض الأمن بالمنطقة والقضاء على التنظيمات الإرهابية والعصابات الإجرامية والمجموعات المسلحة الخارجة عن القانون التي تمارس أعمال القتل والخطف والتهريب والترهيب لأهالي الجنوب الليبي، وتهدد أمن الوطن والمواطن، والتي طالت الجميع دون استثناء.

ويشهد الجنوب منذ سنوات، انفلاتا أمنيا وتهميشا غير مسبوقين، حيث تحول في البداية إلى معقل للمهربين وخاصة مهربي البشر، قبل أن تتخذه الجماعات الإرهابية معقلا لها عقب الضربات التي تلقتها في كل من المنطقتين الشرقية والغربية.

وكانت تقارير إعلامية غربية حذرت منذ نحو سنتين من إمكانية تحول الجنوب الليبي إلى معقل للجماعات المتطرفة المهزومة في كل من سوريا والعراق.وتتصاعد هذه المخاوف على وقع الهجمات التي يوجهها تنظيم داعش بين الحين والآخر لمواقع تابعة للجيش الليبي في الجنوب.

ويتقدم الجيش الليبي بخطى ثابتة نحو تأمين الجنوب،حيث أعلن،الأربعاء، سيطرته على موقع استراتيجي في مدينة سبها عاصمة إقليم فزان، جنوب شرق البلاد.وقالت الكتيبة 119 مشاة، التابعة للجيش الوطني الليبي إنها "سيطرت على مقر نقلية الاستخبارات العسكرية بمدينة سبها"، مؤكدة أنها "على كامل الاستعداد لتنفيذ أي مهمة قتالية".

وبيّنت الكتيبة التي يقودها الرائد وليد الحسناوي في بيان، أن "هذا التحرك جاء بناءً على تعليمات القائد العام للجيش المشير خليفة حفتر، وآمر غرفة عمليات الكرامة بالجنوب عبدالسلام الحاسي، وآمر رئاسة أركان القوات البرية اللواء المبروك سحبان".

وكان الجيش الليبي إفتتح معركة الجنوب بتوجيه ضربة موجعة للإرهاب،بعد أن قضى على القيادي في تنظيم القاعدة أبي طلحة الليبي وإرهابيين اثنين آخرين خلال عملية نوعية بمنطقة سبها جنوب ليبيا.

وأعلن الناطق باسم الجيش العقيد أحمد المسماري، عن مقتل الإرهابي عبدالمنعم الحسناوي المكنى بأبي طلحة والإرهابي المهدي دنقو والإرهابي المصري عبدالله الدسوقي في عملية نوعية قامت بها مجموعة العمليات الخاصة المشكلة من كتيبة شهداء الزاوية وكتيبة طارق بن زياد فجر الجمعة بمنطقة الشاطئ في الجنوب الغربي.

وتحضى العملية العسكرية بتأييد متصاعد أعيان سكان الجنوب وممثليهم في البرلمان، وسط دعوات لالتحاق الضباط والجنود من المنطقة بالجيش ومساندته.وطالب أعضاء مجلس النواب الليبي عن فزان جنوب البلاد،الثلاثاء، جميع أبناء المنطقة الجنوبية بكافة تركيباتها الاجتماعية بدعم القوات المسلحة العربية الليبية لمواجهة الإرهابيين والعصابات الإجرامية التي تمارس أعمال القتل والخطف والتهريب.

وبالتزامن مع عملية تحرير الجنوب،تتواصل عمليات الجيش ضد بقايا العناصر الإرهابية في المدينة القديمة بدرنة.ونقلت تقارير إعلامية عن مصدر عسكري، بأن سلاح الجو التابع للجيش استهدف مواقع تمركزات الجماعات الإرهابية بحي المدينة القديمة وسط درنة.وتزامن القصف الجوي مع الاشتباكات الدائرة بين قوات الجيش وبقايا الجماعات الإرهابية في درنة.

وكانت غرفة عمليات الكرامة التابعة للجيش الوطني الليبي أعلنت، الإثنين، القضاء على اثنين من العناصر الإرهابية في درنة، وذلك في عملية وصفها الجيش بـ"النوعية".وأشارت الغرفة في بيان رسمي، إلى تمكُّن الوحدات العسكرية التابعة للغرفة من القضاء على"الإرهابي عمر جمعة الشعلالي، والإرهابي محمد الطشاني.ووصف البيان هذين العنصرين بأنهما من "أخطر العناصر الإرهابية المختبئة في حي المدينة القديمة بمدينة درنة".

وتواصل قوات الجيش إسقاط القيادات الإرهابية في درنة،حيث ألقت القبض علي الإرهابي المصري هشام عشماوي، في أكتوبر 2018 في درنة، والذي يعد واحدا من أخطر المطلوبين لدى سلطات الأمن المصرية.وشهدت الأشهر الماضية،سقوط العديد من قيادات وعناصر الجماعات التكفيرية التي شكلت خلال السنوات الماضية تهديدا كبيرا من خلال أنشطتها الإرهابية التي طالت ليبيا وجوارها.

ولاتزال الاشتباكات بين قوات الجيش الليبي وعناصر من مجلس شورى درنة،مستمرة حتى الآن، وهم خلايا نائمة كانوا يتمركزون في حي المدينة القديمة بمدينة درنة ولا يزال بعضهم محاصرا في تلك المنطقة وسط درنة، وتعتبر هذه المنطقة ذات تضاريس صعبة وشوارع ضيقة يصعب معها دخول المدرعات والدبابات التابعة لقوات الجيش الليبي.

ونقلت وكالة "سبوتنيك" الروسية،عن مصدر عسكري،قوله إن قوات الجيش الليبي لا تزال تواجه بقايا الإرهابين في مدينة درنة الليبية"، مشيراً إلى أن "منطقة المدينة القديمة أخر معاقل مجلس شورى درنة الإرهابي حيث يتواجدون في مساحة تقدر بحوالي 500 متر مربع. وتتميز المنطقة بشوارعها الضيقة بحيث يتعذر على المدرعات والسيارات الكبيرة دخولها.

يذكر أن مدينة درنة الواقعة على تخوم ليبيا الشمالية الشرقية سيطرت عليها جماعات مسلحة متطرفة منذ العام 2011.ولا يزال الجيش الليبي يقوم بعملية تطهير لآخر جيوب الإرهابيين وسط المدينة في حي المغار والمدينة القديمة، على الرغم من إعلان قائد الجيش المشير خليفة حفتر، في 28 يونيو من العام 2018، تحرير مدينة درنة من قبضة تنظيم "مجلس شوري مجاهدي درنة" الإرهابي.

ومازال الإرهاب الهاجس الأكبر في الأوساط الليبية نظرا للفضائع الكبيرة التي ارتكبها في البلاد والدماء التي أراقها في صفوف أبناء ليبي ا.وفي الوقت الذي تتواصل فيه المساعي الدبلوماسية للخروج بالبلاد من وضعها المتردي،تتواصل على الأرض عمليات قوات الجيش الليبي الساعية لدك معاقل الارهاب في البلاد والقضاء على العناصر الاجرامية التي توغلت فيها.

ويبدو الجيش الليبي في ظل سيطرته على مناطق واسعةٍ في البلاد وتقدمه المتواصل،سائرا بخطى ثابتة نحو مزيد من الإنتصارات واجتثاث الارهاب من أوكاره،وهو ما قد تكون له انعكاسات كبيرة على المشهد الليبي على جميع الأصعدة،حيث يأمل الليبيون في استعادة الأمن والاستقرار في البلاد بعد سنوات من العنف والفوضى.