قالت صجيفة"المغرب" واسعة الانتشار ان عملية "الكرامة" التي أطلقها اللواء المتقاعد خليفة بلقاسم حفتر دخلت شهرها الثامن في حربه على التنظيمات الارهابية بمختلف مناطق ليبيا، في البداية أعلن حفتر الحرب على الجماعات الارهابية في بنغازي ثم امتدت الحرب الى المنطقة الغربية، ومنذ أسبوع بدأ "الجيش" تقدمه نحو مدينة درنة المعقل الرئيسي للجماعات المتشددة. ولئن كشف الناطق باسم غرفة عمليات الكرامة الرائد محمد الحجازي قرب حسم معركة بنغازي والقضاء على بقايا مجلس شورى ثوار بنغازي وتسليم مهام الامن للشرطة فان مآلات الحرب غرب البلاد لم تكن في صالح قوات "الجيش"، فبعدما شن "الجيش" عمليات عسكرية نوعية ضد "فجر ليبيا" وتمكن من احتلال مواقع استراتيجية على الحدود مع تونس ووصلت قوات "الجيش" لمشارف المعبر الحدودي راس جدير، تراجعت فجأة في اتجاه قاعدة الوطية العسكرية غرب ليبيا، فاتحة الباب امام تقدم "فجر ليبيا" لتحاصر مدن الجبل الغربي المناهضة للمؤتمر الوطني مثل الزنتان – القلعة – ككله وجالو.

أم المعارك في درنة

وفي الوقت الذي كان فيه اهالي تلك المدن المحاصرة ينتظرون سعي "الجيش" لفك ذلك الحصار المفروض عليهم من طرف مليشيات "فجر ليبيا"، بادر "الجيش" بفتح جبهة ثالثة جديدة اي درنة التي اعتبرتها قيادة "الجيش" أم المعارك في الحرب على الارهاب والجماعات المتشددة لعدة اسباب لعل ابرزها ضخامة ترسانة الاسلحة بأيدي المتطرفين من تنظيم شباب الاسلام وانصار الشريعة وكذلك تنظيم الدولة الاسلامية دون التغافل عن صعوبة التضاريس. وكانت تقارير عسكرية كشفت ان قوات "الجيش" تمكنت من السيطرة على معسكر عين ميارة عشرة كلم عن درنة، مع شن عمليات قصف جوي لبعض الاهداف داخل المدينة. ويرى المراقبون ان فتح "الجيش" لجبهة درنة في حربه على الارهاب يعتبر مغامرة مجهولة العواقب فالجميع يعلم محدودية الامكانيات لدى "الجيش" سواء ما يتعلق بالذخيرة والسلاح او العنصر البشري على عكس الطرف المقابل الذي ياتيه المدد يوميا، لكن القيادات العسكرية ذكرت ان فتح جبهة درنة املته ظروف الحرب وجاء لقطعها عن مجلس شورى ثوار بنغازي. الى ذلك تبنى تنظيم انصار الشريعة المحظور عملية قتل 16 عسكريا من الكتيبة 136 الجالط المكلفة بتأمين شركة الخليج التجارية جنوب سرت. يشار الى ان مدينة سرت واقعة تحت نفوذ وسيطرة انصار الشريعة احدى مكونات "فجر ليبيا" والتي انطلقت منها ارتال واليات تتموقع في بلدة بن جواد ومن ثمة قامت تلك المليشيات بقصف ميناء السدرة النفطي بصواريخ الغراد ونجحت في اصابة احد خزانات النفط الخام مما تسبب في احتراقه. وصباح امس اعلنت وزارة النفط ان الحريق امتد الى خزانات اخرى محاذية للخزان المحترق جراء استهدافه بصواريخ الغراد.

دعوة وزراء الخارجية العرب لاجتماع طارئ

وعلى خلفية التطورات الاخيرة وتعمد "فجر ليبيا" مهاجمة الموانئ النفطية ومؤشرات اندلاع حرب اهلية في ليبيا وجهت الحكومة المؤقتة دعوة للجامعة العربية لعقد اجتماع طارئ وعاجل لتدارس الاوضاع الراهنة واتخاذ ما يلزم من خطوات لدعم الشرعية. من جانبه، ذكر مقرر للجنة الوطنية لحقوق الانسان احمد حمزة ان انصار الشريعة وباقي مكونات "فجر ليبيا" غرب ليبيا وشرقها عمدت للتجنيد الاجباري للأطفال والطلبة.