في مارس 2011، تدخلت قوات الناتو مدعومة من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا لإسقاط نظام العقيد الراحل معمر القذافي واغتيال الاستقرار والأمن في هذا البلد العربي الغني بموارد الطاقة النفط والغاز. 

وعقب رحيل القذافي، تخلى الغرب عن ليبيا تاركاً فراغاً أمنياً،  سمح بانتشار الجماعات المتطرفة التي تمكنت من السطو على مخازن السلاح التابعة للجيش الليبي،  كما سيطرت على مدن بأكملها وفرضت على السكان قوانينها ورؤيتها المتطرفة،  ووضع الليبيين أمام تحديات الانقسام وتصاعد النعرات الطائفية والقبلية،  حتى أصبحت ليبيا تمثل تهديداً على المنطقة وأوروبا والمجتمع الدولي.

وفى أول تحرك حقيقى لسد الفراغ الأمنى وإنهاء حالة عدم الاستقرار فى ليبيا أطلق المشير خليفة حفتر عملية الكرامة لمحاربة الإرهابيين والمتطرفين فى ليبيا عقب الاغتيالات والتصفيات التى طالت عدد كبير من أبناء المؤسسة العسكرية.وهو ما كانت ترفضه الدول الغربية ودول إقليمية على رأسها تركيا وقطر،  مفضلين تواجد الميليشيات المسلحة فى البلاد على بناء جيش وطنى قوى.

وبدأت الحكاية في 16 من مايو/أيار 2016، عندما انطلقت عملية الكرامة بمشاركة 300 ضابط وجندى تقدمهم المشير خليفة حفتر الذى كان لواءً متقاعدا للم شمل العسكريين ومواجهة المليشيات والعناصر التكفيرية،  واستعادة السيطرة على الشرق الليبى وإعادة امتلاك زمام الأمور الذى انفلت قبل ذلك الحين أمام سطوة مليشيات العنف والإرهاب.

وبالرغم من صعوبات حظر التسليح على الجيش الوطنى الليبى فقد نجح أبناء ليبيا فى صيانة الأسلحة العسكرية القديمة والبدء فى تشكيل جيش قوى ومؤسسة عسكرية تتمكن من بسط السيطرة على البلاد.ودخل الجيش الليبي في معارك طاحنة مع التنظيمات الارهابية في مدينة بنغازي التي كانت نقطة البداية لانطلاق القوات المسلحة. 

وإستطاع الجيش الليبي تحقيق إنتصارات متتالية ودك معاقل التنظيمات الإرهابية التي كانت تتمركز في بنغازي.وفي يوليو 2017، أعلن المشير خليفة حفتر القائد العام للقوات المسلحة الليبية،  تحرير بنغازي من سيطرة الجماعات الإرهابية، عقب مرور أكثر من ثلاث سنوات من العمليات العسكرية.فيما ظلت عمليات التمشيط وتعقب العناصرالإرهابية الفارة في المدينة مستمرة.

وأواخر ديسمبر 2017، أنهت قوات الجيش الليبي عملياتها العسكرية وتمشيط آخر معاقل الإرهابيين، بعد قيام وحدات الجيش بشن عملية عسكرية واسعة للقضاء على آخر جيوب الإرهابيين بمنطقة اخريبيش في بنغازي ،  بعد عمليات استمرت لأكثر من خمسة أشهر.وأكد الناطق الرسمي باسم قوات الصاعقة التابعة للجيش الليبي مليود الزوي، في تصريح لوكالة "سبوتنيك"، الخميس 28 ديسمبر/ كانون الأول،  انتهاء العمليات العسكرية في سيدي إخريبيش في بنغازي.

ومطلع  يناير 2018،  كشفت القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية عن حصيلة معركة تحرير بنغازي من المجموعات الإرهابية ، وقال العميد احمد المسماري المتحدث باسم القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية في مؤتمر صحفي، من بنغازي،  بأن " كل العمليات العسكرية في المدينة انتهت، وتم القضاء على الإرهاب فيها،  بعد خوض قواتنا معارك من أسوار بنينا (قاعدة بنينا جوية) ،  إلى منطقة اخريبيش وقدمت فيها أكثر من 5500 شهيد وآلافا من مبتوري الأطراف لأجل تحرير وتطهير مدينة بنغازي".

وبالتزامن مع معركة تحرير بنغازي، كانت عين الجيش الليبي على تأمين ثروات ليبيا النفطية، وفي 11 سبتمبر 2016، شنت القوات المسلحة هجوما مباغتا على منطقة الهلال النفطى في عملية أطلق عليها اسم "البرق الخاطف"، ، وأحكمت على إثرها القوات الليبية سيطرتها على بوابات مدينة أجدابيا والموانئ النفطية فى الهلال النفطى وتحريرها من قبضة مليشيات ابراهيم الجظران التي كانت تستنزف ثروات ليبيا النفطية وهو ما أدى إلى خسائر كبيرة ساهمت فى تردى الأوضاع الإقتصادية في بلد تمثل العائدات النفطية العماد الرئيسي للاقتصاد.

وتعد هذه العملية العسكرية إحدى أبرز العمليات النوعية التى قادها الجيش الليبى، حيث تمثل منطقة الهلال النفطي الحوض النفطي الأغنى في ليبيا وتمتد على طول أكثر من 200 كيلومتر من طبرق شرقاً إلى السدرة غرباً، وقد ساهمت سيطرة الجيش الليبي على منطقة الهلال في انتعاشة شهدها القطاع النفطي عكرتها بعض الهجمات المتفرقة التي تشنها المليشيات المسلحة ويصدها الجيش الليبي مرارا وتكرارا.

وفي مايو/أيار 2018،  أطلق الجيش الوطني الليبي عملية عسكرية،  في مدينة درنة تتالت فيها انتصاراته على التنظيمات الارهابية المنتشرة هناك،  وانتهت بإعلان التحرير في 28 يونيو/حزيران. ورغم ذلك فقد تواصلت العمليات العسكرية في المدينة للقضاء على الجيوب المتبقية للمجموعات الإرهابية المتحصنة داخل الأزقة والمنازل وملاحقة القيادات الارهابية البارزة التي شكلت شوكة في خاصرة البلاد طيلة سنوات مضت.

ومنذ مطلع العام الجاري،  نجح الجيش الليبي،  في اعتقال العشرات من قيادات عناصر "القاعدة"،  و"أنصار الشريعة"،  والجماعة الليبية المقاتلة،  البارزة في درنة،  وقضى على الكثير من المتشددين. ليعلن عقب ذلك الناطق الرسمي باسم القيادة العامة،  العميد أحمد المسماري،  انتهاء العملية العسكرية في مدينة درنة. وطالب المسماري في كلمة متلفزة،  "سكان درنة بالتعاون مع الأجهزة الأمنية للقضاء على الخلايا النائمة.

وسقطت مدينة درنة منذ سنوات في فخ التنظيمات الارهابية التى إستغلت حالتي الفراغ السياسي والأمني لتجعل من المدينة ،  التي كانت تعتبر وجهة سياحية هامة في ليبيا،  مركزا رئيسيا لتجميع وتدريب العشرات من الإرهابيين الذين شكلوا تهديدا أمنيا في ليبيا والمنطقة بصفة عامة. ومثلت عملية تحرير هذه المدينة ضربة موجعة للتنظيمات الارهابية وخطوة كبيرة للقوات الليبية في طريق تأمين كامل الشرق الليبي.

حيث يرى مراقبون أن تحرير درنة يعني عودة كامل الشريط الساحلي لشرق ليبيا إلى سيادة الدولة،  وغلق المنافذ أمام أية محاولات لاختراق المنطقة الشرقية عن طريق البحر،  كما أنه قضى على آخر موقع لتجمع الإرهابيين في إقليم برقة،  بعد أن كانت المدينة منذ 2012 منطلقاً لتصدير الإرهابيين الى سوريا والعراق ودول الجوار وكذلك لاستقبال إرهابيين عرب وأجانب.

انتصارات الجيش الليبي في شرق البلاد وتحريره للموانئ النفطية كان له صدى كبير في أوساط تيار الاسلام السياسي وخاصة جماعة "الاخوان" التي أظهرت دعمها للجماعات الإرهابية في بنغازي وخاصة خلال معركة تحرير مدينة درنة الليبية من تظيمات داعش والقاعدة،  وسعت الجماعة لتشتيت جهود الجيش الليبي من خلال التحرك نحو منطقة الهلال النفطي الليبي بالتحالف مع العصابات التشادية ومليشيات ابراهيم الجضران.

لكن الجيش الليبي كان عازما على تحرير كامل ليبيا واجهاض مشروع "الاخوان" والجماعات المتطرفة لتحويل البلاد الى منصة لأجندات خارجية.فلم ينقشع غبار الحرب التي خاضها الجيش الوطني الليبي ضد الجماعات الإرهابية في مدينة درنة بعد،  حتي فتح جبهة قتال أخرى،  في الجنوب الليبي حيث أطلق منذ منتصف يناير الماضي،  عملية عسكرية قال إنها تهدف إلى تحرير جنوب لييا من العصابات الأجنبية المسلحة من التنظيمات الإرهابية التي استباحت المنطقة وباتت تشكل خطرا على كامل البلاد.

وخلال الأيام الأولي،  نجحت القوات الليبية في السيطرة على مدينة سبها عاصمة الجنوب وقامت بتأمين مطار سبها ومواقع استراتيجية أخرى في المنطقة،  كما تمكنت من القضاء على عدد من القيادات الارهابية في المنطقة. وعقب ذلك تمكن الجيش من السيطرة على حقل الشرارة النفطي أحد أهم حقول النفط في الجنوب الغربي،  بالإضافة الى سيطرته على أكبر محطات الكهرباء الغازية في ليبيا وهي محطة أوباري.

وأعلن الجيش في 18 يناير/كانون الثاني الماضي،  مداهمة منزل الإرهابي أبو طلحة الليبي وتصفية أبرز 3 قيادات إرهابية في صفوف تنظيم القاعدة الإرهابي،  منهم الليبي المهدي دنقو والإرهابي المصري عبدالله الدسوقي بمنطقة القرضة قرب مدينة سبها جنوب غرب البلاد.وأكدت القيادة العامة للجيش أن الجماعات الإرهابية تتخذ من المدن الجنوبية ملاذا آمنا لها،  وذلك بعد هزيمتها في مدن سرت وبنغازي ودرنة والهلال النفطي.

ومثلت سيطرة الجيش الليبي على الجنوب ضربة موجعة جديدة لتيار الاسلام السياسي الذي تناقصت مناطق نفوذه مع سقوط المليشيات الموالية له في شرق وجنوب البلاد.وباءت كل محاولات جماعة "الاخوان" لعرقلة تقدم الجيش في الجنوب بالفشل حيث حضي الجيش بتأييد محلي واسع لسعيه لاستعادة سلطة الدولة.

وسارعت جماعة الاخوان الى محاولة عرقلة تقدم الجيش في الجنوب وبدأت أولي محاولاتها مع دفعها للمبعوث الأممي غسان سلامة لانتقاد عمليات الجيش في الجنوب وهو ما قوبل باستنكار كبير في الأوساط الليبية ودفع للمطالبة بتغيير المبعوث الأممي الذي بات خصما يساهم في تعميق الأزمة العنيفة التي تشهدها ليبيا بحسب وصف الناطق باسم الجيش الوطني الليبي أحمد المسماري.ووصل الأمر بالاخوان الى حد المطالبة بتدخل دولي ضد الجيش الليبي في مشهد كان كفيلا بتعرية مشروع الجماعة المرتبط بأطراف خارجية بعيدا عن مصلحة البلاد.

ولم تمر تصريحات خالد المشري أبرز قيادات جماعة الإخوان المسلمين ورئيس المجلس الأعلى للدولة، والتي اعتبر فيها قوات الجيش الوطني في الجنوب بأنها "غير شرعية"، مرور الكرام فسرعان ما جاء الرد من ميدان الجزائر،  وسط العاصمة الليبية طرابلس، حيث تظاهر عشرات الليبيين منددين بسطو جماعة الإخوان المسلمين على مفاصل الدولة،  خاصة عقب أن كشفت وثائق تورط فيها بعض قيادات الإخوان في اختلاس ونهب أموال من الخزينة العامة من أجل صرفها على جماعات إرهابية،  وعلي رأسهم رئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري.

وبجانب هذا التأييد الشعبي قوبلت انتصارات الجيش الليبي في الجنوب بترحيب محلي واسع،  حيث تتالت بيانات الدعم والتاييد من عدة أطراف ليبية في الجنوب على غرار مـجلـس الـشوري والـحكـماء والـمجلس البـلـدي الـجفـرة،  الذي أعلن في بـيـان له تـأيـيـد ودعـم الـقوات الـمسلحة الـعربـية الليبية لـتطـهيـر الـجـنوب مـن الـمرتـزقـة الأرهـابـيـيـن ودعا كافة منتسبي القوات المسلحة بالجفرة لضرورة الالتحاق بوحداتهم في أقرب وقت لتلبية نداء الواجب.

وبدورهما أعلن كلا من المجلس الاجتماعي الأعلى لطوارق ليبيا،  المجلس الأعلى لمشائخ وأعيان قبائل التبو الليبية،  عن تأييدهما للعملية العسكرية للجيش الوطني،  في مناطق الجنوب لتطهيرها من الإرهابيين والمرتزقة والخارجين عن القانون وتأمين الحدود الليبية وإقرار الاستقرار في هذه المنطقة الاستراتيجية.

وتجاوزت بيانات التاييد للجيش الليبي مناطق الجنوب لتصل الى غرب البلاد حيث أكد مشائخ وأعيان ونشطاء ينتمون لثلاثة وعشرين بلدية من المنطقة الغربية،  خلال زيارة قاموا بها مطلع فبراير الماضي لغرفة عمليات تطهير الجنوب أنهم في انتظار لاستقبال القوات المسلحة في غرب البلاد لالتحامهم بها.وجاء ذلك عقب إعلان المجلس الاجتماعي لقبائل أولاد صقر بالزاوية وهي من أقوى القبائل المسلحة بالمدينة،  عن دعمها لعملية الجيش في الجنوب. وبارك المجلس في بيانه انتصارات الجيش الوطني في المنطقة الجنوبية ضد الإرهاب والعصابات الإجرامية التي دمرت مؤسسات الدولة ونفط الشعب الليبي.

والجنوب الليبي هو أحد أهم المناطق الاستراتيجية بالبلاد،  نظرًا لما يحويه من ثروات طبيعية ضخمة،  يأتي في مقدمتها حقول النفط ومناجم الذهب والماس،  كما أن ارتباطه بحدود مشتركة مع تشاد والنيجر والسودان،  جعله ممرًا إلى دول الساحل الأفريقي،  بينما يشكل انتشار الجماعات المسلحة تحديا أمام التنمية الاقتصادية في هذه المناطق.ويمثل الجنوب أهمية إستراتيجية كبيرة في المعركة التي يخوضها الجيش الليبي من أجل استعادة الأمن والاستقرار في كافة أنحاء البلاد.

ومع تتالي انتصاراته في الجنوب وبسط سيطرته على أغلب مناطقه، تصاعدت التساؤلات حول وجهة الجيش الليبي القادمة، وأشارت أغلب آراء المراقبين الى أن العاصمة الليبية طرابلس ستكون الوجهة القادمة نظرا لما تعانيه المدينة من تردي الأوضاع المعيشية والأمنية خاصة مع فشل حكومة الوفاق الوطني في توفير الخدمات الأساسية للمواطنين،  أو حل أزمة السيولة في المصارف،  واستمرار الأزمة الأمنية في معظم المناطق في ظل سيطرة المليشيات المسلحة عليها.

وتخوض المجموعات المسلحة صراع نفوذ في العاصمة منذ سنوات، لم تتمكن حكومة الوفاق الوطني التي بدأت عملها في آذار/ مارس 2016 من بسط سلطتها والقضاء على نفوذ الميليشيات المتمدد.وشهدت المدينة في يناير 2019 اشتباكات عنيفة خلفت 16 قتيلًا،  و65 جريحًا بحسب احصائيات رسمية، وذلك بالرغم من اطلاق حكومة الوفاق لترتيبات أمنية بهدف فرض الأمن لكنها بحسب الكثيرين لم تنجح في انهاء صراع المليشيات.

وسرعان ما حسم الجيش الليبي أمره، ليعلن في الرابع من أبريل/نيسان الماضي، عملية عسكرية أطلق عليها اسم "طوفان الكرامة"، بهدف تحرير العاصمة الليبية من قبضة المليشيات المسلحة والعناصر الارهابية المنتشرة فيها والتي تشكل منذ سنوات حجر عثرة أمام تحقيق الاستقرار والأمن في البلاد.

وسارعت المليشيات المسلحة لحشد الدعم في مواجهة "طوفان الكرامة"، وطفت على السطح تحالفات جديدة حيث ظهرت العديد من العناصر الارهابية والمطلوبين محليا ودوليا للقتال ضد الجيش الليبي.كما ظهر تعويل حكومة الوفاق على المرتزقة في مواجهة القوات المسلحة الليبية، وهو ما كشف عنه اسقاط الدفاعات الجوية التابعة للجيش الوطني الليبي، الثلاثاء 08 مايو 2019،  طائرة حربية تابعة للكلية الجوية مصراتة وأسر قائدها البرتغالي الجنسية.

وقبل ذلك بأسبوعين أسقط الجيش الليبي طائرة من نوع ميراج إف 1،  قرب قاعدة الوطية الجوية جنوب طرابلس،  وأعلن عقب ذلك عثوره على متعلقات تشير إلى أن قائدها واحد من المرتزقة الأجانب الذين يقاتلون في ليبيا.وقال حينها أحمد المسماري،  المتحدث الرسمي باسم القائد العام للقوات المسلحة العربية الليبية اللواء في بيان له إنه "عُثر على كرسي الطيار والباراشوت ومتعلقات الطيار التي تضمنت بعض الطعام وشارة الاسم".وأضاف أن الشارة "كتب عليها اسم بوريس رايس وهو طيار مرتزق من دولة الإكوادور يقاتل بجانب المليشيات الإرهابية".

وتصدرت قيادات تيار الاسلام السياسي كالعادة المشهد محاولة تأليب الرأي العام المحلي والدولي على الجيش الليبي وعملياته العسكرية في طرابلس.وكالعادة سعت جماعة "الاخوان" للاستقواء بالخارج أملا في عرقلة تقدم الجيش الوطني الليبي وذلك بعد أن عجزت عن حشد الدعم ضده محليا.حيث سعى رئيس المجلس الأعلى للدولة،  خالد المشري، خلال اجتماع مع المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة،  لاستصدار قرار دولي ضدّ العملية العسكرية في العاصمة الليبية طرابلس.

وقبل ذلك، ظهر الصادق الغرياني مفتي ليبيا المعزول،  والمدرج على قائمة الإرهاب في عدد من الدول العربية، معلنا شكره للرئيس التركي رجب طيب أردوغان بعد أن أعلن الأخير دعمه الكامل للميليشيات بقوة وحزم بالذخيرة والسلاح النوعي.وطالب الغرياني المقيم في إسطنبول في مداخلة تلفزيونية بثتها مساء الخميس الماضي، قناة "التناصح"،  حكومة السراج "بعدم تفويت فرصة الموقف التركي" ودعاها إلى رصد الأموال،  وإبرام الاتفاقيات مع تركيا لأنها لن تجد إلا من وصفه بـ"الصديق" في وقت الشدة.

وتعتبر جماعة "الاخوان" في ليبيا،  الذراع التخريبي لتركيا،  التي تتهمها عدة أطراف ليبية بمحاولات نشر الفوضى في البلاد وهو ما كشفته شحنات السلاح التي تتدفق إلى الجماعات الإرهابية في ليبيا قادمة من تركيا وبأموال قطرية.كما سارعت تركيا منذ انطلاق عملية تحرير العاصمة الليبية للتحريض ضد الجيش الليبي ودعم المليشيات.واعتبر مراقبون هذه المحاولات التركية امتداد لمحاولات سابقة قامت بها لوقف تقدم الجيش الليبي في شرق وجنوب البلاد.والمعروف أن تركيا تمثل الملاذ الآمن للكثير من القيادات المتطرفة على غرار عبدالحكيم بلحاج والصاد الغرياني وغيرهما.

ويكشف وقوف تيار الاسلام السياسي وخاصة جماعة "الاخوان" ضد انتصارات الجيش الليبي، النوايا المشبوهة للجماعة ودعمها للتنظيمات الارهابية التي تنشر الفوضى في البلاد.وباتت كل مخططات المجموعات المنتمية إلى الإسلام السياسي في ليبيا وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين مكشوفة لدى الشعب الليبي الذي أدرك أن هذه التنظيمات لا تحاول إلا السيطرة على الحكم وتنفيذ مشروعها التخريبي في المنطقة.

وشهدت المدن الليبية تحركات ضد جماعة "الاخوان"، كما طالب نواب برلمانيون،  أواخر يناير الماضي،  مجلس النواب بتصنيفها "جماعة إرهابية محظورة".وأشار البرلمانيون إلى أن "دعم جماعة الإخوان المسلمين للإرهاب واضح منذ البداية سواء في بنغازي أو درنة مادياً وسياسياً وإعلامياً،  كما أنها تعارض أي حل سياسي ينهي حالة الانقسام الحاصل في البلاد وعرقلة مسيرة بناء الدولة ومؤسساتها".

وتشير الأحداث المتسارعة الى عمق الأزمة التي تعيشها المليشيات المسلحة والتنظيمات الارهابية في ظل تقدم الجيش الليبي في معركة تحرير العاصمة الليبية.ويرى متابعون للشأن الليبي أن تيار الاسلام السياسي الداعم للفوضى بات يفتقد لأي شرعية شعبية،  فالليبيون لديهم حساسية بالغة إزاء التدخل الخارجي أو التبعية لأجندات خارجية وخاصة القطرية والتركية.فالمواطن الليبي الذي إفتقد الأمن والإستقرار منذ إندلاع الأزمة في العام 2011،  بات على قناعة أن المجموعات المنتمية إلى الإسلام السياسي في ليبيا وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين تمثل عائقا أمام تحقيق المصالحة وبناء الدولة.


فى أول تحرك حقيقى لسد الفراغ الأمنى وإنهاء حالة عدم الاستقرار فى ليبيا أطلق المشير خليفة حفتر عملية الكرامة لمحاربة الإرهابيين والمتطرفين فى ليبيا. 

بالرغم من صعوبات حظر التسليح على الجيش الوطنى الليبى فقد نجح أبناء ليبيا فى صيانة الأسلحة العسكرية القديمة والبدء فى تشكيل جيش قوى ومؤسسة عسكرية تتمكن من بسط السيطرة على البلاد.

انتصارات الجيش الليبي في شرق البلاد وتحريره للموانئ النفطية كان له صدى كبير في أوساط تيار الاسلام السياسي وخاصة جماعة "الاخوان" التي أظهرت دعمها للجماعات الإرهابية في بنغازي وخاصة خلال معركة تحرير مدينة درنة. 

سرعان ما حسم الجيش الليبي أمره، ليعلن في الرابع من أبريل/نيسان الماضي، عملية عسكرية أطلق عليها اسم "طوفان الكرامة"، بهدف تحرير العاصمة الليبية من قبضة المليشيات المسلحة والعناصر الارهابية. 

تشير الأحداث المتسارعة الى عمق الأزمة التي تعيشها المليشيات المسلحة والتنظيمات الارهابية في ظل تقدم الجيش الليبي في معركة تحرير العاصمة الليبية.