لقي 40 عنصرا من جماعة "بوكو حرام النيجيرية" حتفهم، في هجوم شنّته على الجيش الكاميروني في منطقة أقصى الشمال الكاميروني، وفقا لمصدر عسكري كاميروني.

وفي تصريح للأناضول، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الكاميرونية، الكولونيل "ديدييه بادجاك" أنّ "عشرات الرجال المسلّحين التابعين لبوكو حرام اقتحموا، بعد ظهر يوم أمس الاثنين، مدينة "فوتوكول" الواقعة على مقربة من الحدود مع نيجيريا".

وأضاف "فتح المسلّحون النار على رتل من الجنود الكاميرونيين، والذين ردّوا بدورهم على الهجوم بإطلاق النار، وأسفر تبادل إطلاق النار بين الجانبين عن مقتل 40 عنصرا من المجموعة المسلّحة، كما استولى الجيش على سيارتين للمهاجمين قام في وقت لاحق باحراقهما"، لافتا إلى أنّ جنديا كاميرونيا أصيب بجروح خلال الهجوم، وقد تلقى الرعاية الطبية اللازمة.

وفي السياق ذاته، أشار المصدر العسكري إلى أنّ المهاجمين تراجعوا نحو نيجيريا، فيما أكّد الجيش الكاميروني أنّ مدينة "فوتوكول" استعادت هدوءها.

ويعتبر هذا الهجوم الذي استهدف الجيش الكاميروني في منطقة "فوتوكول" الحدودية مع نيجيريا، الثاني من نوعه خلال أسبوع. ففي 26 أغسطس/ آب، تحدّثت مصادر أمنية كاميرونية عن اندلاع اشتباكات بين الجنود الكاميرونيين وبوكو حرام، أسفرت عن مقتل 24 مسلّحا من جانب المجموعة المسلّحة.

وضاعفت بوكو حرام من عملياتها ضد الكاميرون في الفترة الماضية، وكان آخرها عملية 26 أغسطس/ آب، والمتمثلة في تفخيخ عربة على جسر "بايد" الرابط بين الكاميرون ونيجيريا، قبل أن تتمكن فرقة كاميرونية مختصة من إبطال مفعول المتفجرات.

وبلغة قبائل "الهوسا" المنتشرة في شمالي نيجيريا، تعني "بوكو حرام"، "التعليم الغربي حرام"، وهي جماعة نيجيرية مسلحة، تأسست في يناير/ كانون الثاني 2002، على يد محمد يوسف، وتقول إنها تطالب بتطبيق الشريعة الإسلامية في جميع ولايات نيجيريا، حتى الجنوبية ذات الأغلبية المسيحية.

وحافظت جماعة "بوكو حرام" على سلمية حملاتها - رغم طابعها المتشدد - ضد ما تصفه بـ"الحكم السيء والفساد"، قبل أن تلجأ عام 2009 إلى العنف، إثر مقتل زعيمها محمد يوسف، أثناء احتجازه لدى الشرطة.

ووصف خبراء المكاسب التي حققتها بوكو حرام الأسابيع الأخيرة بأنها غير مسبوقة، وقالوا إن الحركة تقترب - أكثر من أي وقت مضى - من تحقيق هدفها بإقامة دولة في شمال نيجيريا، فيما يرى محللون آخرون أن الجيش الحكومي لديه القدرة على وقف تقدم الحركة.