كشف مسؤول أمريكي أن الجيش الأمريكي سيبدأ قريبا نقل قوات رواندية جوا إلى جمهورية أفريقيا الوسطى ، وذلك في ثاني عملية من نوعها تقوم بها واشنطن لمساندة جهود الاتحاد الأفريقي لحقن الدماء في هذا البلد.

وقال المسؤول الأمريكي إن عملية النقل الجوي قد تستمر أكثر قليلا من شهر وستتضمن استخدام طائرتين عسكريتين أمريكيتين من طراز سي-17 مشيرا إلى أن مهمة النقل الجوي ستكون مماثلة للمهمة التي نفذتها الولايات المتحدة بنقل قوات من بوروندي إلى جمهورية أفريقيا الوسطى أواخر العام الماضي.

وفي نفس السياق ، نُقل عن وزير خارجية رواندا قوله لمحطة إذاعة محلية إن بلاده سترسل نحو 800 جندي.

وأضاف المسؤول أن الطائرتين الأمريكيتين ستنطلقان من أوغندا إلى كيغالي عاصمة رواندا حيث يصعد على متنهما الجنود ثم تواصلان الرحلة إلى بانغي في جمهورية أفريقيا الوسطي.

وكان ائتلاف المتمردين المسلمين (سيليكا) استولى على السلطة في جمهورية افريقيا الوسطى في الربيع الماضي الأمر الذي أطلق موجة من أعمال القتل والنهب التي فجرت هجمات انتقامية من جانب ميليشيات مسيحية.

وتذهب تقديرات للأمم المتحدة إلى أن أشهرا من المعارك في هذه المستعمرة الفرنسية سابقا أدت الى تشريد نحو مليون نسمة أو أكثر قليلا من خمس السكان.

ويصعب تقدير عدد قتلى المعارك على المستوى الوطني. وكان أكثر من ألف شخص قتلوا في بانغي وحدها الشهر الماضي واستمرت أعمال عنف متفرقة على الرغم من وجود 1600 جندي فرنسي و400 من قوات حفظ السلام الأفريقية  لمساعدة قوة أفريقية لحفظ السلام غير فعالة إلى حد كبير لكن مدى انتشارها محدود بحيث يتعذر عليها منع الهجمات الانتقامية المتبادلة.

وقال مبعوث فرنسا لدى الأمم المتحدة إن مستوى مشاعر الكراهية بين المسلمين والمسيحيين في جمهورية أفريقيا الوسطى تم التهوين منه وأنه يخلق وضعا "يكاد يكون من المستحيل" على القوات الأفريقية والفرنسية مكافحته.  وقال السفير آرو إنه تبين أن هذه المهمة أصعب كثيرا مما كانت تتوقع باريس.

ومن المتوقع أن يقدم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تقريرا إلى مجلس الأمن الشهر القادم متضمنا توصيات بشأن تشكيل قوة محتملة لحفظ السلام تابعة للأمم المتحدة تضطلع بمهام حفظ السلام من القوات الأفريقية.