يقولون إن بجنوب ليبيا المترامي الشاسع والذي تبلغ مساحته ما يقارب أو يفوق ثلث مساحة الوطن، عشرين ألف عسكري بعدتهم وعتادهم مدججين بالسلاح والعتاد وبأرقامهم العسكرية المنظمة والدقيقة ولا يوجد بينهم مليشاوي واحد فالمليشيات قصة أخرى مختلفة تماما.

ويشير المكتب الإعلامي لبلدية سبها في مقال نشر صباح اليوم عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي فيسبوك أنه "بوجود هذا العدد الكبير جدًا، كان يفترض أن تكون حدودنا مصانة ومدننا عصية، يخشاها المجرمون في الداخل والخارج، لكن ما نيل المطالب بالتمني، ونحن نشاهد يوميًا سرطانالرعب المستشري في جسد الوطن الوهن، يتبادر إلى الذهن ألف سؤال عن الوطنية، وعن قيمة وجودك فوق هذه الرقعة، وعن الهيبة المنتهكة وعن نوعية سكان هذه البقعة الذين ارتضوا لأنفسهم أن يكونوا ضحايا مدفوعي الثمن . "

ويؤكد المقال بأن "عابرين للحدود يأتون لاصطياد كرامتنا، قبل أرواحنا، ولانتهاك آدميتنا قبل أجسادنا، ويساق الجنوبي كصيد ثمين، تماما كما نشاهد في الأفلام ونسمع في الأساطير القديمة عن حفلات الصيد التي يمارسها بعض سكان الأدغال ضد البشر والحيوانات على السواء، هل تحولنا لقطيع وصرنا نباع فوق أرضنا ولماذا في هذا التوقيت بالذات الذي يتزامن مع إعلان عملية فرض القانون التي أعلنها الجيش الليبي منذ عدة أشهر في الجنوب الليبي والتي أكد فيها أنه سيضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه المساس بأمن الوطن. وبالمقابل لم يترتب عنها سوى الاعتداء على مقرات الجيش وتدميرها ونسفها تحت مرأى ومسمع من توعد وأصدر البيان وأعلن فرض ما لا يستطيع تطبيقه لكن العملية سارية المفعول لأننا سمعنا وشاهدنا بيانًا عن إعلانها ولم نسمع شيئا عن انتهاء مدتها !! "

ويضيف المكتب الإعلامي  بأن "كما شاهد وسمع جميع من في ليبيا بشرقها وغربها ما يحدث من عمليات خطف وطلب فدية وتصفيات، طالت الجميع بلا استثناء فمن تمت تصفيته في عملية الاختطاف الأولى والتي كان ضحيتها 9 مواطنين، هو مواطن من المنطقة الشرقية، والبقية لم يطلق سراحهم إلا بعد دفع الفدية، لتخرج علينا فيما بعد ما يسمى بالأجهزة الأمنية وتوهمنا أنها قبضت على رئيس العصابة الذي تناقلت الكثير من القنوات الإعلامية خبر وصورة نقله إلى طرابلس".

 ويختتم  مقال بلدية سبها بالقول ... "يعيش هذا الليبي المنكوب الذي لا ذنب له إلا كونه من فئة البشر القاطنين هنا، حلم الأمن المفقود منذ سنوات خلت و يتوهم أن الكابوس قد انتهى وإلى الأبد، لكنه سريعا ما يكتشف بشاعة الحقيقة عندما تقع ضحية أخرى في يد العصابات الوافدة من خارج البلاد من دول الجوار الإفريقي المتحالفة مع الموجودين هنا، وهم مواطن وأبناء عمومته ورفيق عابر، وإلى مجاهل الأدغال، وفي ظل انعدام السيولة المالية، التي لم تزر الجنوب منذ ما يقارب 4 أشهر يجاهد ذوو المخطوفين لجمع الفدية ولا يكادون يكملون القيمة الكبيرة حتى يصلهم خبر تصفية أحد المخطوفين المغدور به (عبد السلام) الذي لم يكن له من اسمه نصيب هذه المرة، ليبقى الآخران رهينة الرعب والإهانة، وليظل الجنوب الليبي مخطوفًا ومستباحًا وأول من فرط فيه سكانه وقاطنوه، لكن من سيدفع فديته ؟!"