أتقنت قناة الجزيرة القطريّة منذ نشأتها في أواسط تسعينيات القرن الماضي ,اللعب وحيدةً في المساحة الشّاسعة التي هيّأها الإخفاق الذّريع للإعلام الرّسمي العربي الذي كبّل نفسه بأسلوب محنّط و ثقيل و رتيب و خطاب تمجيدي متعالي على الواقع و مرتبك –في المُقابل- أمام القضايا الحساسة و متهيّب من طرق الموصود من أبواب الأسئلة الحارقة الكثيرة التي كان يطرحها المواطن العربي حول قضايا السياسة والتعدّدية و الفساد و الحرية و العلاقات العربيّة و الصراع العربي/الصهيوني و غيرها من المواضيع التي كان يُقاربها الإعلام الرّسمي بأسلوب مُنفّر لا يفعل سوى تعميق الإلحاح على طرح تلك الأسئلة من جديد ,فقد بدأت القناة القطريّة بلفت إنتباه المُشاهد العربي بأسلوبها المُختلف عن السّائد و طريقتها الباهرة في العرض و مقاربة المواضيع و إمكانيتها التّقنية و البشريّة الكبيرة ,و تدريجيًا تمكّنت من سحب البساط من تحت أقدام الإعلام الحكومي و صارت الشاشة المفضّلة الأولى لقطاع كبير من الشّعب العربي الذي أبهرته برامج حواريّة جديدة كـ"الإتجاه المعاكس" و "أكثر من رأي" و غيرها من البرامج التي كسرت رتابة المشهد القديم الذي كان لا يقول دائما غير شيء واحد .

هذا التيّار الجارف من رداءة الإعلام الرّسمي العربي ,كان أحد أكثر العناصر التي موّهت الأهداف الحقيقيّة لقناة "الجزيرة" ,فلم ينتبه الكثيرون أو تغاضوا في غمرة الفرح بالإنفراج الإعلامي الذي فاضت به القناة إلى جرعة السمّ الحامضة التي كانت تضخّها في دسم شعارها الملغوم "الرّأي و الرّأي الآخر" ,فلم ينتبه الكثيرون مثلاً إلى التّقديم الإحتفائي الذي حضيت به عناصر كعبد الله عزّام في أحد الوثائقيات التي أنتجتها القناة ,و لم يطرح كثيرون السّؤال عن سرّ "الحصريّة" التي توشّح بها القناة شاشتها و هي تبثّ خطابات زعماء القاعدة ,و لم يتوقّف الكثيرون وقفة التأمّل المفروضة أمام كسر القناة لحظر "التّطبيع الإعلامي" مع الكيان الصهيوني ,و لم ينتبه معظم المشاهدين العرب إلى أنّ وجهة النّظر الصّهيونيّة بخطابها العدائي العنصري البغيض قد تسلّلت إليهم و لأوّل مرّة و هم يشربون الشّاي في بيوتهم عبر شاشة "الجزيرة" .

الجزيرة و حقن الوعي العربي  :

كان إنخراط "الجزيرة" في مشروع التبشير للإسلام الحركي/السياسي باكرًا جدًّا ,فعبر شاشتها كان يصدر بإنحياز واضح –مثلاً- الخطاب الذي كان يتّهم الجيش الجزائري بالمذابح التي وقعت في العشريّة السّوداء ,و عبر شاشتها كانت تمرّ كل الوجوه الإخوانية و السّلفيّة المحظورة في الإعلام الرّسمي العربي ,فمن راشد الغنّوشي إلى أبي قتادة مرورًا بهاني السّباعي وصولاً إلى الظّواهري و بن لادن كانت الجزيرة تحقن الوعي الجمعي العربي بأفكار هؤولاء و بتقديم إحتفائي لم يكن ليخطئه المنتبه من البداية.

محاولات الجزيرة لذر الرّماد في العيون بإستضافة بعض الوجوه "المخالفة" و حرصها على الظّهور بتقديم الرّأيين و أحيانًا الثلاثة ,لم يكن أبدًا يوضع خارج سياق التّعرية و الفضح للطرح المناوئ لفكر الإسلام السياسي ,فنصر حامد أبو زيد مثلاً أو العفيف الأخضر لم يمروا عبر "الجزيرة" إلاّ داخل سياق "تشويهي" يتقن القيام به ضيف مقابل تختاره القناة ممن يحسنون التهجّم و السباب المجاني و الصياح الغوغائي اللاعب على العاطفة الملتهبة للجماهير العربيّة بطريقة تطبع بطابع العداء للإسلام نفسه كلّ من يخالف طرح الإسلام السياسي .

و في الحقيقة إنّ الكلام عن دور "الجزيرة" في خدمة مشروع الإسلام السياسي و الحركي لا يحتاج لكثير من الحجج و الأدلّة التي ستكشف عن نفسها بسفور واضح لكلّ من تابع و لازال يُتابع أخبار و برامج القناة ,فالجزيرة و منذ بدايتها أتاحت أحد أشهر برامجها الأسبوعية لأحد أبرز الوجوه الإخوانيّة على الإطلاق و هو يوسف القرضاوي عبر برنامج "الشربعة و الحياة" الذي حضي منذ البداية بمتابعة كبيرة ,القرضاوي إبن جماعة الإخوان المسلمين و أحد بُناة جهازها الفكري و المفاهيمي و أحد دعاتها الكبار و المنتمي لها منذ شيايه الباكر و الحامل إلى اليوم همومها الثّقيلة و المسكون حتّى هذه اللحظة من عمره الطّويل بأمالها و ألامها ,و الذي لم يتوانى أبدًا في إستغلال برنامجه لتمرير أفكار الجماعة و تشويه خصومها و خدمة المشروع المناوء للدّولة الوطنيّة في الوطن العربي و خدمة المشروع الكبير الذي تتقاطع فيه الجزيرة و الإخوان و قطر .

و ليس عسيرًا أبدًا على المُتابع لقناة الجزيرة ملاحظة التّقديم الإحتفائي الكبير الذي حظيت به وجوه الإسلام السياسي عبر شاشة القناة ,فالسلسة الوثائقيّة "إسلاميون" –على سبيل المثال- لم تكن تصب في غير هذه الخانة التمجيديّة لرموز إخوانيّة وجهاديّة على رأسها السيّد قطب بأفكاره التكفيريّة التي قسمت المجتمع المسلم إلى "عُصبة مؤمنة" و "جاهليّة جديدة" كما تناولت تلك السّلسة من الوثائقيات بشكل إحتفائي تيارات و شخصيات الإسلام السياسي من حسن البنا و جماعة الإخوان مرورًا بالمودودي و أفكاره وصولاً الى الخوميني و ثورته ،و في ذات السّياق كانت برامج و تقارير إخباريّة و ريبورتاجات و وثائقيات أخرى كثيرة تؤدّي نفس المهمّة التّلميعيّة لوجوه إخوانيّة بطرق الإبهار الإعلامي في توظيف الصّور و النّص من أجل صناعة رموز "بديلة" كأردوغان –مثلاً- الذي خصّته القناة بوثائقيّ رفيع الجودة موجّه بطريقة متقنة و مؤثّرة .

ثمّ إنّ نظرة صغيرة على قائمة موظفي الجزيرة ستكشف نهجها الإخواني الواضح ,فرفيق عبد السلام بوشلاكة وزير الخارجيّة التّونسي سابق و القيادي في حركة النّهضة و زوج إبنة رئيسها راشد الغنّوشي كان رئيس البحوث في مركز الجزيرة ,و مديرها العام السّابق وضّاح خنفر إخواني/حمساويُّ  تنظّم في الجماعة و نشط فيها سنوات طويلة و كان مديرًا بالجزيرة لمدّة ثماني سنوات قبل أن تُسقطه و تسقط معه أقنعة القناة حين كشفت الوثيقة رقم 05DOHA1765 من وثائق "ويكيليكس" و تاريخها 20/10/2005 التعاون الوثيق بين المدير العام للجزيرة والسلطات الاميركية من خلال ازالة مواد تضر بالصورة والجيش الاميركي في العراق .

أحمد منصور أحد أبرز وجوه القناة من ببرنامجه الأسبوعي "بلا حدود" هو أيضًا إخوانيٌّ كرّس هذا المنبرالإعلامي  لنشر أفكار الجماعة و التهجّم على خصومها و تشويههم ,و طرح الأسئلة بطريقة موجّهة و إنطباعيّة بدرجة صفر من المهنيّة ،الرّجل الذي لا يخفي على الشّاشة و خارجها إنتمائه للجماعة و الدّفاع عنها و عن رموزها و خدمة مشروعها و الشتم بأقذع الألفاظ –و بدرجة صفر من المهنيّة- كلّ خصومها في معركة السياسة التي خسرتها مؤخّرًا في مصر .

سؤال آخر يطرحه المتابع المنتبه لخط القناة :لماذا هذه "الحصريّة" في بث خطابات زعماء القاعدة من بن لادن إلى الظّواهري؟ سؤال في طرحه يبحث عن خيط العلاقة بين التّنظيم و هذه القناة ،تلك العلاقة التي وصفها يسري فودة الإعلامي السّابق في الجزيرة بأنّها :"أمر مشرّف؛ لأنه يعني الحصول على الخبر من المصدر مباشرة في مرحلة كان هذا التنظيم محط أنظار العالم" ،و هو قولٌ يوكّد بوضوح تام وجود هذه العلاقة المباشرة بين القناة و تنظيم القاعدة ،فمن يُشاهد تغطية القناة لنشاط المُقاومة العراقيّة –مثلاً- سيُلاحظ تركيزها الشّديد على عمليات تنظيم القاعدة و هو ما شوّه و لطّخ صورة المقاومة الوطنيّة العراقيّة الرّافضة للإستعمار و طبعها بطابع الطّائفيّة الشيء الذي لم يخدم لا المقاومة و لا قضيّة العراق الجريح .

الجزيرة و كسر حواجز التّطبيع الإعلامي مع "إسرائيل" :

في حوار له في الجامعة الأردنيّة بتاريخ 6/12/2011 تحدّث المدير السّابق للقناة وضّاح خنفر عن سياسية عمل قناة الجزيرة وقال "أنها لا تتعامل مع التطبيع"، وان استضافتها لضيوف أمريكيين وإسرائيليين ما هو إلا ترجمة لمبدأ التوازن والحياد، فللمشاهد الحرية في تكوين توجهه السياسي قائلاً:" أخبارنا نقل لمجريات الواقع، وليس تلقيناً للمشاهد" وفق تعبيره وقال أيضًا في محاولة تبريريّة مرتبكة " اذا  كان المشاهد يعتبر بان الضيف الصهيوني هو عدوه، فالجزيرة وفرت له الفرصة لمعرفة مكامن هذا العداء، ليزداد عداءً وفق قناعته" ،هذا التّناقض و الإرتباك في المعنى بين إستضافة الصّهاينة على الهواء مباشرةٍ يطرحون وجهة نظرهم المعادية و العدائيّة وليتهجّموا على حقّ الفلسطنيين في القدس كعاصمة لهم ،و ليشتموا العرب و المسلمين بأقذع الألفاظ ,و بين إعتبار القناة "لا تتعامل مع التّطبيع" يُؤكّد بوضوح تام مراهنة الجزيرة على حقن السّم في دسم شعار ملغوم "الرأي و الرأي الآخر" الذي لم تمارسه إلاّ مع "حقّ الإسرائيلين" في طرح وجهة نظرهم المخالفة ,,و هذه مهنيّة الجزيرة .

في الحقيقة لقد فهم جيدا خبراء الحرب النفسية في المخابرات الاسرائيلية ان الانتصار العسكري وحده على الجيوش العربية سيظل في النهاية ناقصًا و قاصرًا ما لم يتبعه كسر الحاجز النفسي عند المواطن العربي و تطبيع وجود إسرائيل في وعيه ولا يمكن كسر هذا الحاجز الا بالوصول إليه مباشرة و مخاطبته من خلال الاذاعة والتلفزيون والصحف عبر لغته و لسانه و بإدخاله في حوار مباشر تصبح فيه "اسرائيل" طرفاً محاوراً وليس عدوًا وتصبح أطروحاتها المعادية و العنصريّ مجرد وجهة نظر للمواطن أن يقبلها أو يرفضها بهدوء و هو يشرب الشّاي في بيته ,,و مع الوقت يصبح الأمر عاديًا طبيعيًا و تحقّق "إسرائيل" هدفها بحفر موقع لها في الوعي العربي كطرف طبيعي و كــ"أمر واقع" ،و هو الشيء الذي لم تتأخّر الجزيرة في إسعاف الكيان الصّهيوني به و فتحت الباب واسعًا للتطبيع الإعلامي مع العدو الإسرائيلي و كان لها على كلّ حال "شرف السّبق" في هذا المضمار.

الجزيرة ، لحظة "الرّبيع العربي" و سقوط الأقنعة :

قبل العام 2011 كانت الجزيرة قد صنعت إسمًا إعلاميًا برّاقًا و كانت تقريبًا الشاشة الإخبارية الأولى للمشاهد العربي الهارب من جفاف و نمطيّة الإعلام الرّسمي العربي الذي لم يستفد من ثورة الإتّصالات الكبيرة و أصرّ على التكلّس في منهج إعلامي قديم و مهترئ فنفض من حوله المتابعين و المشاهدين ،الذين أبهرتهم الجزيرة بتغطياتها الحصريّة لحروب أفغانستان و العراق و شبكة مراسليها الواسعة و جودتها التّقنية الكبيرة ،و خطابها المختلف عن السّائد في المشهد الإعلامي الرّسمي ،ما جعلها المصدر الأوّل للمعلومة التي يبحث عنها المواطن العربي.

و عندما إندلعت "ثورات الرّبيع العربي" بداية العام 2011 كان دور القناة حاسمًا في نقل الصّور و أصوات المعارضين في الدّاخل و الخارج ،و بغض النّظر عن إحترامها لمعايير المهنية من عدمه في نقل تلك الأحداث فإنّ دورها كان مؤثّرًا جدًّا في سياق الدّفع نحو سقوط الأنظمة من تونس إلى اليمن مرورًا بمصر و ليبيا .بدت القناة في تلك اللحظة كأنّها تستثمر كلّ رأسمالها الإعلامي الذي راكتمه طيلة 15 عامًا ،و كأنّها كانت تعمل طيلة تلك السّنين من أجل هذه اللحظة بالذّات ،فإنخراط القناة في "الثّورة" ليس من مهام قناة تلفزيونية مهنيّة ،بل هو من مهام قناة تلفزيّة لها خلفيتها الفكريّة و السياسيّة و لها مشروع واضح ،،، سينكشف في ما بعد .

فبعد إنتصار "الثورات" في كل من تونس و مصر و ليبيا ،سقط القناع نهائيًا عن وجه الجزيرة ،فلم يكن دعمها لإنتفاضات الشباب الطّامح للحريّة و الباحث عن الخبز و العمل و المستقبل و الضّائق صدره بالقمع و الكبت و المحسوبية و الفساد ،إلاّ خطوة أولى في مشروع أكبر هو تصعيد الإخوان المسلمين إلى سُدّة الحكم في هذه البلدان ،تنفيذًا لتوصيات مراكز الدّراسات ذات التأثير في صنع القرار الأمريكي و التي أوصت بالعمل على تصعيد "الإسلاميين المعتدلين" في البلدان العربيّة بديلاً عن الدّكتاتوريات السابقة كمركز "راند" ذي الثقل الكبير في صنع القرار الأمريكي.

و في الحقيقة لقد نجحت الجزيرة في تنفيذ هذا الدّور ،الذي توضّح بشكل أكبر في دعمها المكشوف و الصّريح للحركات الإخوانية في كل من مصر و تونس و ليبيا قبل الإنتخابات التي حصلت في هذه البلدان ،و قيامها بما يشبه الحملات الإنتخابية و الترويج لهذه الجماعات و برامجها و إخراجها في صورة الخلاص المنتظر للشعوب العربيّة حديثة العهد بالدّيمقراطيّة و ضعيفة التّجربة في ممارسة السياسة و الفاقدة لبواصل واضحة في الاختيار بحكم التصحير الكبير و الممنهج للحقل السياسي العربي الذي قامت به الأنظمة المنهارة.

و فعلاً كان تأثير الجزيرة كبيرًا و نجحت مع عوامل أخرى كثيرة في وصول الإخوان الى الحكم في هذه البلدان ،لتتحوّل بعد ذلك لبوق داعمٍ لهم و لسياساتهم التي لا يبدو أنّها كانت ناجحة ،ما كلّفهم الخروج القسري من الحكم في مصر و آخر أكثر هدوء في تونس بينما لازالت المواجهة مفتوحة في ليبيا ،و في هذه المرحلة بالذّات لم تعد الجزيرة تخجل من كشف حقيقتها الإخوانيّة الصّريحة فتخلّت على كل مبادئ المهنيّة الإعلاميّة لتتحوّل طرفًا في المعركة السياسيّة ،فلا أحد يستطيع أن يخطأ دعمها للإخوان في مصر و تهجّمها على ما تسمّيه "الإنقلاب" و الجيش المصري و الدّولة المصريّة و الأزهر الشّريف و شيوخه و علمائه ،و لا أحد يستطيع أن يخطأ كذلك وقوفها في تونس مع حركة النّهضة في أدق التّفاصيل و في كلّ المسائل ،من بث مظاهراتها مباشرةً من دون غيرها ،و تغطيتها لندوات الفصيل النقابي الذي يحاول فلق الإتّحاد العام التّونسي للشغل أو ما يسمّي نفسه "تصحيح المسار النّقابي" ،و حتّى إنخراطها في دعم مشاريع النّهضة المجتمعيّة من خلال تكرارها لوثائقيّ عن "الوقف في الإسلام" في غمرة النّقاش حول مشروع الوقف الذي إقترحته النّهضة في المجلس التأسيسي و كثير من التّفاصيل الاخرى التي لا يمكن لأي مشاهد عاديّ أن يخطئها .

في مصر الآن تحوّلت الجزيرة الى زيت مسكوب على نار الفتنة و الدّم في البلاد من خلال بيانتها التحريضية ضد الجيش و الأمن و الدّولة و تضخيمها بمجاهر الكاميرا لمسيرات صغيرة للإخوان و بثها لــ"تسريبات" لا قيمة لها غير دعاية مرتبكة لتشويه صورة خصوم الإسلاميين.بحيث لم يعد خافيًا أبدًا أن الجزيرة لا تتلزم –كما هو شأنها دومًا- بمواثيق العمل الصّحفي المهني و المواثيق الإعلامية ذات البعد الأخلاقي و خاصة مفهوم "إعلام الأزمات" الذي يرتكز على مبدئ "الحد من الضرر" في حال اشتعال أزمات سياسية أو إجتماعية قد تؤدي إلى نشوب حروب أهلية أو تؤدي إلى إضفاء الشرعية على حركات العنف المسلح السياسية.