تشهدت شوارع وأحياء المدن الجزائرية، بمناسبة ذكرى المولد النبوي، حرب مفرقعات تسببت في حرائق وإصابات كان ضحيتها الأطفال، كما شهدت سوق الألعاب النارية هذه المرة ظهور أحد أنواع المفرقعات أطلق عليه تجار إسم "داعش" كعنوان لقوته التفجيرية.

أضحت احتفالات المولد النبوي بالجزائر كل سنة مقترنة بحرب الألعاب النارية التي تستهوي الأطفال وتستمر أياما بعد هذا الموعد، حيث يلاحظ كل متردد على الأحياء والشوارع الكبرى في العاصمة ومدن أخرى هذه الظاهرة.

وتخلف هذه الألعاب النارية باستعمال مفرقعات ضحايا كل سنة حيث أكدت حصيلة لمصالح الدفاع المدني السبت الماضي، "تسبب استعمال المواد النارية والمفرقعات والاستعمال السيئ للشموع داخل المنازل وبالأماكن العامة في 6 حرائق منها 5 على مستوى الجزائر العاصمة وحريق واحد على مستوى ولاية البليدة"، جنوب العاصمة، وفق مراسل الأناضول.

كما نقلت وسائل الإعلام المحلية أن ما تسميه "حرب المفرقعات" خلفت عشرات الإصابات بجروح متفاوتة الخطورة بعدة مناطق.

ويتردد في الشارع الجزائري هذه السنة اسم "مفرقعة داعش" نسبة لتنظيم جهادي يسيطر على مناطق في العراق وسوريا ويعد الأكثر تداولا في الإعلام العالمي خلال الأشهر الأخيرة.

ويقول منير وهو تاجر مفرقعات بحي "ساحة الشهداء" بقلب العاصمة لوكالة الأناضول أن هذا النوع من المفرقعات "هي الأعلى سعرا في السوق هذه السنة نظرا لقوتها ويتجاوز ثمنها 10 آلاف دينار أي قرابة 100 دولار".

وبثت الأحد فضائية الشروق الخاصة تقريرا عن سبعة أطفال يرقدون بمستشفى البليدة جنوب العاصمة بعد إصابتهم بجروح سببها المفرقعات.

ونقل التقرير "قصة الطفل آدم الذي أصيب بجروح بليغة في بطنه بسبب مفرقعة داعش التي انفجرت أمامه لدى خروجه من المنزل".

من جهته قال مصطفى زبدي رئيس جمعية حماية المستهلك (مستقلة)، الاثنين، لوكالة الأناضول، "الألعاب النارية هذا العام خلفت كوارث مثل حرائق في منازل وإصابات غير مألوفة مثل بتر الأصابع وحروق من الدرجة الثالثة وحتى فقأ أعين".

وتابع "لقد ظهرت مفرقعات من الحجم الكبير وكانها متفجرات ومنها مفرقعة تسمى داعش هي الأكثر خطورة".

وعن خلفية هذه التسمية يقول نفس المتحدث "هذه التسميات يطلقها التجار في كل مرة وهي عبارة عن عملية تسويق لسلعهم وسابقا كانت هناك مفرقعة إسمها بن لادن نسبة لزعيم القاعدة الراحل".

وأوضح "هذه التسميات للإثارة والتشويق وتضخيم قيمة المفرقعة فداعش يرمز حسب التجار للقوة والبطش والشدة والإرهاب".

وكانت نقابة مستقلة للتجار الجزائريين قالت الأسبوع الماضي في مؤتمر صحفي إن "شركات استوردت ما قيمته 15 مليون دولار من الألعاب النارية والمفرقعات خلال الأشهر التي سبقت مناسبة المولد النبوي".

ودعت النقابة "السلطات وفي مقدمتها وزارة التجارة إلى تقنين تجارة هذه المفرقعات التي أضحت تمثل خطرا على المواطنين وخاصة الأطفال".