نجحت الجزائر في في بسط مساعيها حول عدم تدخل قوات أجنبية في الأزمة الليبية، وتمكنت من إقناع الدول العظمى بضرورة تقديم الحوار السياسي السلمي على الحل العسكري، حيث وقعت الجزائر رفقة 12 دولة أخرى، من بينها الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي على اتفاقية تلزمهم برفض التدخل العسكري دعما لأطراف معينة في الصراع داخل ليبيا.

كما أصدرت الدول الموقعة بيانا صحفيا مشتركا، يدعو لرفض التدخل الخارجي في ليبيا وضرورة الحل السياسي للعنف الدائر هناك. ونقلت وكالة أسوشيتيد برس الأمريكية، أمس، تفاصيل الدعوة الدولية لوقف إطلاق النار في ليبيا، والتي اعتمدت هذه المرة على المبدأ الجزائري الرافض للتدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية لدول، وبالإضافة للدول الأجنبية التي أعلنت اهتمامها بالتدخل العسكري في ليبيا على غرار فرنسا وبنسبة أقل الولايات المتحدة الأمريكية، ألزمت الاتفاقية التي أبرمت في أحد فنادق نيويورك ليلة أول امس دولتي مصر والإمارات، اللتين أُشيع وقوفهما خلف هجمات جوية ضد التشكيلات المسلحة الإسلامية في شرق ليبيا الشهر الماضي، وكذلك دول مثل تركيا وقطر والتي تناقلت تقارير دعمها لبعض التشكيلات المسلحة. 

ولفت المصدر إلى أن مؤتمرًا عقده وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، جرى على هامش الاجتماع العام السنوي للأمم، ضم الدول الموقَّعة على البيان وهي “الجزائر ومصر وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وقطر والسعودية وإسبانيا وتونس وتركيا والإمارات وبريطانيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة”، تمخضت عنه الاتفاقية السالفة الذكر. 

وعبرت الجزائر رفقة الدول الموقعة على البيان، عن دعم جهود مبعوث الأمم المتحدة في ليبيا المعين حديثًا برناردينو ليون، لـ«تأمين تسوية تفاوضية”، حيث سيحاول هذا الأخير جمع أعضاء البرلمان الليبي للتوصل إلى حل نهائي للعنف وذلك بدعم من الدول التي التقت في نيويورك وجددت الأطراف جميعها النداء بوقف الإطلاق الفوري للنار، والإجماع على أن حلَّ الأزمة الراهنة يكمن في الحوار السياسي السلمي وليس الحل العسكري. حيث تشير لغة البيان الصادر بوضوح إلى رفض أي تدخل خارجي في ليبيا.

كما أضاف البيان المشترك “نحن نستمر في دعم جهود الليبيين في تحوُّل ليبيا إلى دولة ديموقراطية آمنة بعد أن كافحوا للتخلص من 42 عامًا من الديكتاتورية”. وشارك أمس الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية عبد القادر مساهل بنيويورك في أشغال الاجتماع الوزاري الخامس للمنتدى الشامل حول مكافحة الإرهاب وهذا في إطار جهوده الدائمة للقضاء على هذه الآفة العابرة للحدود.