بدأت الجزائر مفاوضات مع 5 دول أفريقية لترحيل مهاجرين سريين (غير شرعيين) إلى بلدانهم، في إطار اتفاقيات ثنائية بعد دخولهم البلاد بطريقة غير شرعية وانتشارهم في عدة محافظات، بحسب مصدر بسفارة الجزائر في مالي.

وقال المصدر إن "وزارة الخارجية الجزائرية تفاوض كلا من مالي (المتاخمة للجزائر) والكاميرون وبنين وبوركينافاسو وغينيا من أجل التوصل لاتفاقات تسمح بترحيل المهاجرين السريين الذين يحملون جنسية تلك الدول من الجزائر إلى دولهم".

وأضاف المصدر للأناضول، مفضلاً عدم كشف هويته، أن "سفراء الجزائر في الدول الخمس كلفوا من طرف وزارة الخارجية الجزائرية بطرح القضية على حكومات الدول من أجل التوصل إلى اتفاقات تسمح بترحيل المهاجرين السريين من هذه الجزائر إلى تلك البلدان".

وتهدف الحكومة الجزائرية، حسب المصدر، إلى "تخفيض عدد المهاجرين السريين القادمين من دول أفريقية الموجودين فيها من 50 ألفًا إلى نصف هذا العدد مع الإبقاء على التكفّل باللاجئين الفارين من الأزمة في شمال مالي (ليس لهم عدد محدد لدخولهم دون هوية)".

وأشار إلى أن "الحكومة الجزائرية طلبت من الحكومة المالية التوصل إلى تسوية لوضعية آلاف اللاجئين الماليين وأغلبهم من النساء والأطفال الذين يمتهنون التسول، حيث تهدف حكومة الجزائر إلى التوصل إلى اتفاق مع نظيرتها المالية في موضوع المهاجرين السريين دون المساس بالحالة الإنسانية للاجئين القادمين من دولة مالي ويأتي هذا بعد اتفاق الجزائر والنيجر على ترحيل 3 آلاف مهاجر سري من الجزائر إلى بلادهم".

ولم يتسن الحصول على تعقيب فوري من الخارجية الجزائرية، ولا من سلطات الدول الخمس حول ما ذكره المصدر.

وشهدت محافظة تمنراست أقصى جنوب الجزائر والتي تقع على الحدود مع النيجر خلال الأيام الأخيرة تجميع أعداد كبيرة من المهاجرين السريين النيجريين بإشراف القنصلية النيجيرية في مدينة تمنراست تمهيدًا لترحيلهم إلى بلادهم.

وفي تصريحات للأناضول، قال السيد غولي محمد، عضو لجنة الإشراف على تجميع وترحيل المهاجرين السريين بمحافظة تمنراست: "تم اليوم الثلاثاء نقل المئات من المهاجرين السريين من مركز استقبال بمدينة تمنراست إلى منطقة عين قزام علي الحدود مع النيجر لتسليمهم للسلطات النيجيرية".