أحصت الجزائر 55 ألف لاجئ مقيم على أراضيها معظمهم أفارقة من مختلف الجنسيات والباقي يحملون الجنسية السورية , في وقت عجزت فيها الجزائر في وقف تدفق اللاجئين الافارقة على كبريات المدن الجزائرية من أجل التسول في الشوارع.

وكشفت مؤسسة الهلال الأحمر الجزائري المكلفة بإدارة ملف  اللاجئين أن عدد اللاجئين  المقيمين حاليا في الجزائر سواء تعلق الامر بالسوريين أو الأفارقة من مختلف الجنسيات، يقدر بحوالي 55  ألفا منتشرين في اغلبيتهم كبرى المدن على غرار العاصمة وهران قسنطنية عنابة ...

واعترفت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري سعيدة بن حبيلس في تصريحها لجريدة الخبر, الثلاثاء , بوجود صعوبات عديدة في التعامل مع اللاجئين، الرافضين المُكوث في مراكز الإيواء، خصوصا الأفارقة الذين يحافظون على طبيعتهم البدوية، فيفضلون التنقل من مكان لآخر، وغالبا من ولاية لأخرى.

وأكدت نفس المتحدثة أن مركز الإيواء المتواجد في العاصمة يحتضن 100 عائلة سورية فقط، وعدد قليل آخر من العزاب في مركزين آخرين, مذكرة

بأن سياسة دعم الجزائر للاجئين والنازحين تمتد ثقافتها من جذورنا كجزائريين، والسلطات اختارت دائما التعامل مع الملف من منطلق الرفق والإنسانية، رغم التطورات التي تعرفها قضية اللاجئين في العالم، ونلاحظ كيف أن العالم قد استيقظ على مأساة اللاجئين السوريين، والحمد لله أن الجزائر كانت سباقة إلى التحذير والتحسيس بها.

وعن صعوبة احتواء اللاجئين داخل المراكز، توضح المتحدثة: “المراكز التي يديرها الهلال الأحمر كلّها مجهزة بكافة المستلزمات، لكن طبيعة اللاجئين وأخص بالذكر، الأفارقة، بطبيعتهم رُحل ويرفضون البقاء في مكان واحد، وبالتالي يصعب علينا معاملتهم وكأنهم داخل سجون، فنتركهم على حريتهم، فتجدهم يقصدون هذه المراكز لأخذ الدواء واللّباس، ثم يُغادرونها. ففي مركزي ورڤلة وتڤرت مثلا، يصل عدد الأفارقة إلى 2000 لاجئ، ثم في اليوم الموالي ينخفض عددهم إلى 200.

وتتابع بن حبيلس في هذه النقطة، قائلة: “السلطات غضت النظر عن ظاهرة التسول التي يحترفها اللاجئون بالخصوص الأفارقة، على أساس أنهم ضيوف لدى الجزائر، وأيضا لتفادي إدعاء أن الجزائر تمارس في حقهم ضغوطا وتعاملهم بالقوة، وكانت هذه الظاهرة بعيدة عن اللاجئين السوريين، لكنّهم لجأوا إليها تقليدا للأفارقة”، مضيفة أن “الجزائر نجحت في إقناع سويسرا مثلا على تخصيص 500 ألف أورو، لإقامة مشاريع مصغرة للاجئين النيجيريين المرحلين من الجزائر نحو بلادهم الأصلية.