أكد وزير الشؤون الخارجية الجزائري، صبري بوقادوم، بنيامي أن الوضع الامني في ليبيا يتدهور، مضيفا أن "عدم تحكم السلطات في كل الاراضي الليبية وبالخصوص المناطق الحدودية للبلد قد مكن الجماعات الارهابية من استغلال هذا الوضع بغية التغلغل والانتشار أكثر في بيئة تميزها تجارة المخدرات والسلاح والاتجار بالبشر".
ودعا بوقادوم في مداخلته خلال اشغال اجتماع مجلس الامن و السلم للاتحاد الافريقي إلى تسوية هذه "الازمة التي تؤثر على القارة الافريقية تعنينا جميعا"، مضيفا أن "النزاع الليبي يعتبر قبل كل شيء نزاعا افريقيا، كما أن دور الاتحاد الافريقي يجب ان يكون أكثر وضوحا بصفته شريكا أساسيا لمنظمة الامم المتحدة في تسوية النزاعات في إفريقيا وهذا في اطار مقاربة تبعية وتكاملية".
وأضاف أنه يتعين على "الليبيين الشروع في أقرب الآجال في مسار شامل للمصالحة الوطنية كإطار ضروري، من شأنه وضع حد للانقسام والتوصل إلى الهدف المرجو وهو تنظيم انتخابات شفافة تحت رعاية الاتحاد الافريقي و منظمة الامم المتحدة".
وقال بوقادوم: إن تنظيم هذه الانتخابات، التي يجب أن يحترم نتائجها جميع الاطراف المشاركة، سيساهم في إقرار مناخ الثقة وفي وضع هيئات حكومية ديمقراطية دائمة، منها جيش وطني موحد، يكون المسؤول الوحيد عن ضمان أمن البلد".
وأضاف بوقادوم "أضحى من الواضح أن العمل العسكري لا يمكن إن يفضي إلى حل للازمة وبالتالي فإن حلا سياسيا يتم التفاوض حوله وتقبله جميع الاطراف المتنازعة، هو وحده الكفيل بإعادة السلم والحفاظ على الوحدة و السيادة والسلامة الترابية لليبيا".
وذكر ان الجزائر التي شجعت دائما الليبيين على الالتزام في طريق الحوار الشامل والوفاق الوطني، مقتنعة بأن الاطراف الليبية ستتحلى بالحكمة لتجاوز خلافاتها وتغليب المصالح الوطنية العليا مبينا أن الجزائر كانت قد أدانت "بشدة" الهجوم الذي استهدف مركز لاحتجاز المهاجرين كما دعت إلى "تحديد المسؤوليات وكشف الفاعلين وكل الضالعين في هذا الاعتداء".
وأشار بوقادوم الى ان وضعية المهاجرين الافارقة في ليبيا مرتبطة بالأزمة الكبيرة التي يعيشها البلد منذ سنة 2011، مشددا على ضرورة العودة الفورية لمسار الحوار الشامل بين جميع الاطراف الليبية وهذا من اجل التوصل الى حل توافقي لهذه الازمة التي طال امدها.
وأردف الوزير بالقول: "يتحتم اذا على الاتحاد الافريقي ومنظمة الامم المتحدة العمل معا بشكل وثيق من أجل اعداد خارطة طريق موحدة تفضي إلى حل للازمة الليبية والعمل على تحقيق المزيد من التناسق بين الجهود والمبادرات التي أطلقتها المنظمتين بغية الوصول الى هدف وحيد وهو لم شمل كل الليبيين في إطار مسار حوار ومصالحة وطنية صريح ومسؤول".
 وينعقد اجتماع مجلس الأمن والسلم للاتحاد الافريقي على هامش الدورة الـ35 للمجلس التنفيذي للاتحاد الافريقي تحضيرا للقمة الاستثنائية الـــ 12 للاتحاد الافريقي المزمع انعقادها يوم غد الاحد.