أكد عضو مجلس النواب علي التكبالي أن عمليات القبض على بعض المسؤولين بحكومة الوفاق ومحاسبتهم حيلة تهدف لإبعاد الأنظار عن الفاسدين الحقيقيين مضيفا في مقابلة مع بوابة إفريقيا الإخبارية أنه يجب محاسبة جميع المسؤولين في مختلف الحكومات بعدما استشرى الفساد في مختلف مؤسسات الدولة.

إلى نص الحوار:

برأيك ما أسباب تفشي الفساد في ليبيا منذ 2011؟ 

بعد 2011 اختلط الحابل بالنابل وأصبحت الأموال بلا رقيب أو حسيب وتوغلت المليشيات في كل مكان وأصبح صوتها هو الأعلى فدخلت إلى المصارف وإلى كل مؤسسة يوجد بها أموال وقامت بسلبه ونهبه كما سلبت الاستثمارات وكل ما يمكن أن يدر المال للبلاد

ما دور الحكومات المتعاقبة في تفشي الفساد؟ 

كل الحكومات المتعاقبة رأت في سرقة المال غنيمة وتعاملت مع الأمر على أنه تحصيل حاصل وأنها لا تستطيع أن تلجم المليشيات التي تبتز الحكومات وتأخذ مرتباتها منها فكان هناك تعاون بين الطرفين (الحكومات والمليشيات) ولا تستطيع أي حكومة أن تدعي أنها لم تدفع للمليشيات أموالا.

برأيك ما دلالات القبض على مسؤولين في حكومة الوفاق بتهمة الفساد؟ 

القبض على بعض المسؤولين بحكومة الوفاق بتهمة الفساد حيلة لا تنطلي على أحد فهي محاولة لإبعاد الأعين عن الفاسدين الحقيقيين فالمساءلة يجب أن تطال جميع الرؤوس في حكومة الوفاق وغيرها من الحكومات فقد استشرى الفساد وأصبح من الصعب التخلص منه بالطريقة البطيئة التي تتبعها بعض الأجهزة الرقابية الآن.

برأيك كيف أثر الفساد على الاقتصاد الليبي؟

الاقتصاد الليبي في وضع سئ جدا وقد أثر فيه الفساد تأثيرا كبيرا لأنهم يأخذون الاعتمادات ولا يجلبون شيئا للشعب وهذا أثر في المقدرات وأيضا أثر على قدرة المواطنين على التعاطي مع الأوضاع التي تزداد صعوبة يوما بعد آخر فالاقتصاد لا يمكن أن يزدهر في ظل وجود الفساد الذي طال مختلف المصالح والمؤسسات.

هل ينهي توحيد مؤسسات الدولة ظاهرة الفساد؟ 

لا، فالفساد كان موجودا حتى عندما كانت المؤسسات موحدة وبذلك فإن توحيدها لن ينهي الفساد لأن الشخص الذي سيصبح مسؤولا في المستقبل هو نفسه الذي كان مسؤولا من قبل والاتفاق السياسي هو إعادة تدوير للأسماء التي كانت موجودة في السابق.

ما الخطوات التي سيتم اعتمادها لتتبع الفاسدين برأيك؟ 

لن نستطيع أن نتتبع الفاسدين إلا عندما تكون هناك حكومة قوية فلابد من أجهزة أمنية (شرطة، جيش، مخابرات) وجميع الأجهزة التي تحمي الحكومة لكن الادعاء بمحاولة محاربة الفساد عبر القبض على صغار الفاسدين عمل من أعمال الجاهلية والمتمثلة في ترك كبار اللصوص ومحاسبة صغارهم لذلك فلن يكون هناك تتبع للفساد إذا لم يكن هناك حكومة قوية مخلصة وكل وزرائها كذلك.

ما مصير الأموال الليبية في الخارج؟

نحن نتتبع الأموال الليبية في الخارج وللأسف فإنه جرى إعطاء حكومة الوفاق وبعض الفاسدين بعض هذه الأموال لدفع الرشاوى وامتيازات أخرى ولكن نحن نتتبع ذلك ولا اعتقد أن أي دولة في العالم ستعطينا أموالنا لأننا طلبناها لكن ربما تقول اشتري منا ما تريد بأموالك الموجودة لدينا 

ما السيناريوهات المتوقعة في محاربة الفساد بليبيا برأيك؟

طالما ليس هناك حكومة فعلية قوية مخلصة فلن يكون هناك تتبع للفساد ولن يمكن خطة للقضاء عليه فما نراه الآن هو رتوش لغسل الوجوه الفاسدة كما أن من يتتبعون الفساد هم من الفاسدين أيضا ولذلك لن يكون هناك تتبع للفساد بهذه الطريقة ولابد من وجود حكومة قوية مخلصة لتتبع الفساد ولابد من الإشارة إلى أنه إذا أرادت الدول الفاعلة في ليبيا تريدها حقا أن تكون دولة قوية مستقرة فهي تعرف كيف تفعلها