أكد عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب علي التكبالي أن على ضرورة تفكيك  المليشيات المسلحة فعليا وليس إسميا فقط مبينا في مقابلة مع بوابة إفريقيا الإخبارية أن المليشيات لن تقبل بالتفكك وهذا ما يريده المجتمع الدولي الذي سمح لرئيس المجلس الرئاسي السابق فائز السراج  بشرعنة المليشيات.

إلى نص الحوار:

كيف تتابع التحولات التي تشهدها ليبيا مع الحكومة الجديدة؟

إلى الآن ليس هناك تحولات كبرى نشهدها في ليبيا فلازالت الأمور كما هي ولازالت المليشيات تتحكم في العاصمة طرابلس وتشتبك فيما بينها ولازال هناك فراغ أمني في العاصمة.

البعض يقول إن الحكومة الجديدة تسعى لإرضاء الجميع قدر استطاعتها.. إلى أي مدى يمكن لهذا أن يسهم في رأب الصدع؟

محاولة إرضاء الجميع لن تصل بنا لرأب الصدع لأن رأب الصدع يجب أن يكون مبنيا على الحسم والحزم وتنفيذ القانون فمشكلة ليبيا تكمن في أن الجميع يفعل ما يريد ويعلمون أنه لا يوجد قانون يحاسبهم فإذا سرنا في طريق إرضاء الجميع فهذا يعني أننا سنرضي المليشيات بإعطائها الأموال وهذا سيرجع البلاد لنقطة الصفر التي بدأت منها وستعاود المليشيات الهجوم على مقرات الحكومة والمواطنين 

تقرير ديوان المحاسبة كشف ملفات فساد بالجملة..برأيك إلى أي مدى تستطيع الحكومة الديدة إصلاحه؟

الفساد مستشري في ليبيا إلى درجة كبيرة ونحن نعلم أن الحكومات المتعاقبة كانت دائما غير قادرة على محاسبة المسؤولين والنتيجة هي أن الفساد مستشري في كل مكان ولا ننزه الحكومة الجديدة منه وسوف نرى بعد فترة أنها سوف تدخل نفس الدوامة وسوف يكون هناك تجاوزات كبيرة وبذلك فإن الفساد لا تنهيه هذه الحكومة ولا غيرها من الحكومات السابقة أو حتى القادمة إلا إذا كانت حكومة قوية يحبها المواطنين ويرضى بها الجميع ثم تقوم بأعمال حاسمة على طريق رأب الصدع بمحاسبة الجميع دون استثناء.

هل يمكن القول أن ليبيا بدأت تخرج من أزمتها؟

لا أستطيع القول أن ليبيا بدأت تخرج من أزمتها فنحن لازلنا نرى المليشيات المتقاتلة ونرى أنصار الجيش في بنغازي يريدون أن يقولوا للحكومة نحن هنا كما يوجد آخرون في الجنوب وغيره من المناطق يتحدون الحكومة وبذلك فإن هذه الحكومة سوف تصطدم بصعوبات كثيرة لن تستطيع شرائها بالمال كما فعلت الحكومات السابقة وكما بدأت هي. 

إلى أي مدى تعول على دور المجتمع الدولي في هذه المرحلة؟

لا أعتقد أن المجتمع الدولي سوف يتدخل أكثر مما تدخل في ليبيا فقد أراد أن تكون هناك حكومة بأي طريقة فأتى لنا بحكومة ولكن كيف ستفعل هذه الحكومة وكيف ستنفع أو تضر الليبيين، لا أعتقد أن المجتمع الدولي سوف يختص بذلك لكنه سوف يتفرج من بعيد كما بقي دائما يتفرج من بعيد وسوف يرى تركيا تجلب السلاح ولا يتكلم وسوف يرى إيطاليا تتعامل مع بعض المليشيات ولن يتكلم وسوف يرى أن عملية إيريني بشأن وقف تدفق السلاح في ليبيا غير فاعلة ولن يتكلم أيضا فكل ما أرادة المجتمع الدولي هو تشكيل حكومة في آخر لحظة للبعثة الأممية السابقة وسوف يقوم المبعوث الجديد للأمم المتحدة يان كوبيتش بعمل نفس ما فعله أسلافه وهذا ما لاحظناه منذ اليوم الأول.

برأيك ما السيناريوهات المتوقعة في مقبل الأيام؟

أتوقع أن هذه الحكومة ستقابل الكثير من المعارضة وسوف تنزلق لمنزلق الحكومات التي سبقتها خاصة وأنه لا يوجد مايميزها عن الحكومات السابقة فمسألة أن مؤسسات ليبيا أصبحت موحدة مردود عليها بأنها كانت موحدة منذ البداية منذ حكومة عبد الحميد الكيب وحتى حكومة فائز السراج التي بدأت الشقاق فتناثرت أجزاء المؤسسات كما أتوقع أن هذه الحكومة سوف تصطدم بوجود رافضين لها بالإضافة للمليشيات التي سوف لن تقبل بالتفكك وهذا ما يريده المجتمع الدولي الذي سمح للسراج بشرعنة المليشيات فهذه المليشيات هي المعضلة الكبرى ويجب أن تتفكك فعليا وليس إسميا فقط.