كتبت السفيرة الأمريكية في ليبيا ديبورا جونز ،أمس الإثنين تغريدةً على حسابها في التويتر قالت فيها :" إن ثمانية مدنيين قتلوا في ضربة جوية قرب طرابلس اليوم الإثنين في هجوم أعلنت الحكومة الليبية المعترف بها دوليًا تنفيذه.. أنباء فظيعة من ترهونة اليوم؛ حيث قتل ثمانية أبرياء من نازحي تاورغاء.. العنف ليس في مصلحة أحد "تغريدة السفيرة أشعلت غضب الليبيين عبر مواقع التواصل الإجتماعي و أصدر إثرها الجيش الليبي بيانًا إستنكر فيه هذه تصريحات معتبرًا إيّاها "دعمًا دوليًا للإرهابيين".

وقال الجيش الليبي في بيانها أمس الإثنين بأنّ "ما ورد في تصريحاتها [السفيرة الأميركية] بأن طائرات الجيش الليبي استهدفت مقرًا لنازحي تاورغاء هو معلومات غير صحيحة على الإطلاق وبعيدة عن الحقيقة وتزييف للحقائق تأتي في إطار دعمها للميليشيات الإرهابية ".وأكّد البيان بأنّ رئاسة الاركان العامة لجيش الليبي "تستهجن وتستنكر ما صدر عن السفيرة الامريكية في ليبيا على حسابها الخاص على تويتر بشأن مذبحة ترهونة والتي استهدفت فيها مليشيات صلاح المرغني التابعة لفجر ليبيا منزل العقيد بوعجيله الحبشي وقتلت ثمانية اشخاص من بينهم اخيه وزوجته وابنه وابنته وذلك بعد استهداف طائرات الجيش الليبي لمعسكر المليشيات المذكورة.”

السفيرة تستدرك :
بعد بيان الجيش الليبي وردود الفعل الغاضبة من قبل الليبيين عبر مواقع التواصل الإجتماعي ،إستدركت السفيرة الأمريكية تغريدتها بأخرى قالت فيها بأنّها قد إعتمدت في معلوماتها على مصادر من الطّرفين مضيفةً بالقول: "الأرقام ربما تحتاج تصحيحًا، ولكن خلاصة الكلام هي أن العنف لا يخدم أحدًا" وفق تعبيرها.وكانت مدينة ترهونة الليبية قد عاشت يوم أمس الإثنين على وقع مجزرة راح ضحيتها ثمانية أشخاص من عائلة العقيد أبوعجيلة الحبشي المختطف منذ مايو من العام 2012 .وقالت مصادر إعلاميّة بأنّ مليشيا ما يسمّى بـ"القوة المشتركة - ترهونة " بقيادة صلاح المرغني هي من نفّذت الهجوم على منزل العقيد اأبوعجيلة الحبشي بوسط مدينة ترهونة والذي راح ضحيته ثمانية أشخاص من عائلة الحبشي.

السّفيرة تواصل التغريد:

لم تتوقّف دجونز مساء يوم أمس الإثنين عن التغريد عبر التويتر ،في إطار التفاعل مع ردود الفعل حول تغريدتها الأولى ،فبعد بيانات الإستنكار و ردود الفعل الغاضبة و إستدراكها في التغريدة الثانية ،أضافت السفيرة الأميريكية بالقول: "إدانة العنف يعني أيضًا إدانة عملية قتل أسرة آمر كتيبة الأوفياء أبوعجيلة الحبشي والأبرياء الذين أيدوا عملية الكرامة".وأضافت السفيرة الأمريكيّة التي غادرت العاصمة الليبية طرابلس منذ الصئفة الماضية ،في تغريدة أخرى بالقول: "هذه المعلومة أعقبت معلومات عن الغارات (الجوية)، كلاهما خطأ وندين الاثنين. هذا العنف يجب أن يتوقف".وتابعت دجونز التغريد مرّة أخرى بالقول: "العنف غير المقبول في ترهونة ضد أبرياء سواء أسرة الحبشي أو الآخرين يؤكّد الحاجة لنجاح ليون"

السّفيرة تغادر التّويتر:

إثر ردود الفعل الغاضبة و التعاليق التي استنكرت تصريحات السفيرة الأمريكيّة ،وبيان الجيش الليبي الذي إتهمها بتزوير الحقائق و دعم الميليشيات الإرهابيّة قرّرت دجونز مغادرة التويتر وكتبت في توديع متابعيها قائلة "مع السّلامة".وكانت دجونز قد غرّدت قبل ذلك تبرّر قرارها بمغادرة التويتر بالقول : "خلصت إلى أنه من الأفضل وضع حد لجهود التواصل عبر تويتر (...) كون هذا الأمر يصرف النظر عن هدفنا في تحقيق السلام والاستقرار في ليبيا" وفق تعبيرها.وبررت سفيرة الولايات المتحدة في ليبيا هذا الإجراء بسبب تعرضها إلى "هجمات شخصية ومبتذلة" طالت عائلتها، مصدرها "ميليشيات تويتر" على حدّ قولها. هذا ويشار إلى أن السّفيرة الأمريكية في ليبيا ديبورا جونز قد غادرت ليبيا منذ اندلاع المعارك في العاصمة طرابلس بين الجيش الليبي و ميليشيات "فجر ليبيا" صيف العام الماضي،وهي تزاول عملها حاليا من جزيرة مالطا.