أكد المحلل السياسي التونسي باسل الترجمان أن العنف في البرلمان التونسي ليس جديدا مؤكدا أنه نتاج طبيعي للأزمات التي تعيشها أطراف سياسية وتحديدا حركة النهضة في علاقتها بالمشهد السياسي في البرلمان وأن رئيس البرلمان هو الذي يحمي النواب المعتدين بدليل أنه لم يتخذ إجراء بحقهم مضيفا في مقابلة مع بوابة إفريقيا الإخبارية أن المطالبة باستقالة راشد الغنوشي ليست جديدة فمنذ سنة وهناك مطالبات باستقالته لكن حجب الثقة عنه غير ممكنه لأن حركة النهضة تقوم بمساومات مع أطراف سياسية داخل المجلس وهو ما يعززاستمراره في منصبه.

إلى نص الحوار:

برأيك ما هي أسباب العنف في البرلمان التونسي؟

العنف في البرلمان التونسي ليس جديدا فقد لاحظنا منذ مدة طويلة أن هناك اعتداءات بالعنف اللفظي والمادي تتم تحت قبة البرلمان وهذا نتاج طبيعي للأزمات التي تعيشها أطراف سياسية وتحديدا حركة النهضة في علاقتها بالمشهد السياسي في البرلمان ولديها هذا الجناح المتطرف (ائتلاف الكرامة) وبعض النواب الداعمين لها الذين يمارسون هذا العنف كواجهة لها وكيد ضاربة تهدد كل من يحاول أن يمنع تمريرها للمشاريع والبرامج التي تأتي على حساب السيادة التونسية.

بعد أعمال عنف في البرلمان التونسي هل يمكن القول إن هذه الجلسة تشكل منحدر خطير في المشهد السياسي التونسي أم أنه موقف عابر وانتهى؟

بالتأكيد هو ليس موقف عابر وإنما تعبير عن ثقافة تتبناها بشكل واضح هذه الأطراف بدليل أنه بعد ما تعرض له رئيس الحزب الدستوري من أعمال عنف لم يتحرك رئيس مجلس النواب لمطالبة النيابة العمومية بالتدخل ولكنه بررها وسيدافع عن من قام بهذه الاعتداءات مهما كانت نتيجتها ومهما وصلت الأوضاع لمزيد من التأزم تحت قبة البرلمان.

إلى أي مدى يمكن للقانون أن يضع حدا لهذه الأعمال العدائية؟

هناك قانون وهناك قرارات لكن كل هذا بلا قيمة لأن رئيس مجلس النواب هو الذي يحمي هؤلاء النواب الذين قاموا بالاعتداءات وهو الذي يبرر ذلك ويحاول أن يفتعل قضايا من أجل تحميل المعتدى عليه المسؤولية وليس المعتدي وقد شاهدنا أنه لم يتم اتخاذ أي إجراء بشأن عملية الاعتداء ولا حتى اجتماع لمكتب المجلس لاتخاذ قرارات بحق النائب المعتدي على زملائه ما يعني أن هذا التوجه هو توجه عام لدى رئيس مجلس النواب ورئيس حركة النهضة في تعاطيه بالعنف والتهديد مع بقية الأطراف السياسية 

رئاسة البرلمان اكتفت ببيان يطالب بضبط النفس.. إلى أي مدى يمكن القول إن رد فعل رئاسة البرلمان كان بحجم الحدث؟ وما الذي كان مطلوبا منه؟

المطلوب من رئيس مجلس النواب أن يعقد اجتماع للمجلس ويطبق القرارات التي ينص عليها القانون الداخلي للمجلس وأن يبلغ النيابة العمومية بأعمال الاعتداء بالعنف وأن يتخذ إجراءات بحق النواب المعتدين لكن هذا كله لم يحدث وإنما قام فقط برفع دعوى ضد الحزب الحر الدستوري بتهمة تعطيل أعمال المجلس وهذا دليل على أنه يتبنى هذا الموقف ويعتبره مشروعا ويدين تعطيل الحزب الدستوري لأعمال المجلس.

النائب هشام العجبوني طالب الغنوشي بالإستقالة من منصبه بسبب ما سماه إدارة كارثية ومنحازة فإلى أي مدى تتفق مع هذه المطالبات؟ 

المطالبة باستقالة راشد الغنوشي ليست جديدة فمنذ سنة وهناك مطالبات باستقالته لكن حجب الثقة عنه غير ممكنه لأن حركة النهضة تقوم بمساومات مع أطراف سياسية داخل المجلس وأعتقد أن الغنوشي أصبح أزمة داخل المجلس وليس جزء من الحل وبالتالي لابد من استقالته عاجلا أو آجلا لكن كلما تأخرت هذه الخطوة ستكون هناك خسائر أكبر وفقدان للشعب التونسي للثقة بالمجلس ويمكن القول إن المجلس فاشل بامتياز حيث عجز عن تقديم أي شئ لتونس وقام يقدم خدمات لقطر وتركيا وآخرها الاتفاقية المخزية مع صندوق التنمية القطري وأعتقد أن هذا المجلس فقد شرعيته ومشروعيته ولابد من إجراء انتخابات تشريعية مبكرة في أسرع وقت ممكن.