أفرزت التحقيقات الميدانية الدقيقة التي باشرها الجيش الوطني الشعبي بجبال مشونش بشرق الجزائر عن العثور على وثائق سرية وخطيرة جدا تحتوي على خرائط وعلومات ورسائل كان يتبادلها عناصر ارهابية بين ليبيا ،النيجر والجزائر.

وأخطر ماتم التوصل اليه هو أن ميليشيات أمراء أنصار الشريعة اللّيبية هرّبوا صواريخ مضادة للطائرات لدرودكال،بعد تنسيق عملي امتد من مدينة بنغازي الليبية وصولا الى هون والحدود المشتركة بين الجزائر ليبيا والنيجر.

الوثائق التي تحصل عليها "المحور" الجزائري والتي اعتبرتها خطيرة للغاية تكشف عن مكالمات كانت تدار بين شبكة متخصصة في تهريب السلاح وعناصر تنظيم القاعدة ببلاد المغرب العربي وكانت باللهجات الليبية والجزائرية وكذا الحسانية المعروفة بشمال مالي.

الوثائق التي عُثر عليها مع إرهابيّين تمّ القضاء عليهم مؤخرا بالجزائر أشارت ايضا ، أنّ الأمير المزعوم لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي عبد المالك درودكال، طلب في 2012 صواريخ مضادة للطائرات من الإرهابي الليبي أحمد بوختالة، ومن أمراء آخرين في جماعة  أنصار الشريعة  في ليبيا، من أجل استعمالها ضد طائرات مدنية وعسكرية.

التحقّيقات الأمنية  المتخصّصة في مكافحة الإرهاب بالجنوب الجزائري توصلت الى الكشف عن تورّط  سبعة ليبيين، اثنين منهم رهن الحبس وإرهابي موريتاني موجود حاليا في ليبيا مع القيادي في إمارة الصحراء بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الموريتاني جليلي عبد الباسط، في تكوين شبكة تهريب أسلحة من ليبيا إلى الجزائر.

وينتمي أربعة من المقبوض عليهم لما يسمى شبكة  جليلي  لتهريب الأسلحة من ليبيا، والتي تضمّ ليبيّين وجزائريّين وموريتانيّين وأشخاص من جنسيات أخرى، وتخصّصت الشبكة في البحث عن أسلحة ذات نوعية وتخزينها، بعد شرائها في مخابئ سرية في عرق مرزوق جنوب غرب ليبيا، ثم نقلها على شحنات إلى دول الساحل ومنها الجزائر.

 الشبكة حسب ما كشفت عليه ملفات مسترجعة كانت تتلقى التمويل من أبو ختالة نقدا، وعثر المحققون أيضا على مبلغ 70 ألف دولار لدى الموقوفين، قالوا بأنّهم تلقّوها من قيادي في القاعدة بشمال مالي، وحدّدت مصالح الأمن مكالمات هاتفية في موريتانيا كان صاحبها يعطي توجيهات لأحد الموقوفين في القضية قبل ساعات من اعتقاله.

ويعتقد بأن عددا من الليبيّين ساعدوا الشبكة في تهريب الأسلحة، وحدّدت هوية خمسة منهم يقيمون داخل ليبيا،  كما ورد اسم أحمد أبو ختالة في التحقيقات، أين اعترف أحد الموقفين بأنه التقاه في شهر مارس 2013 في أحد البيوت في مدينة بنغازي بليبيا، ووجّهت تهم تهريب أسلحة لصالح فرع تنظيم القاعدة المغاربي في الساحل لرعيتين من جنسية ليبية، تم إيقافهما في منطقة قريبة من الحدود المشتركة بين الجزائر، النيجر وليبيا في عملية عسكرية شنّها الجيش الجزائري قبل أيام.