وصف التجمع الوطني الليبي، أحكام الإعدام الصادرة من محكمة استئناف طرابلس ضد 45 مواطنا ليبيا في قضية ما يعرف بالسريع – أبوسليم، بأنها أحكام " قاسية ومجحفة وفاقدة لأبسط مقوّمات الشرعيّة والعدالة".

وقال التجمع في بيان أصدره وخص بوابة أفريقيا الإخبارية بنسخة منه- "في الوقت الذي يستعدّ فيه المجتمع الليبي لاستقبال عيد الأضحى المبارك متعاليا على جراحاته ومعاناته المعيشية والاجتماعية، وعلى مفاعيل الأزمة السياسية الوطنية والانقسام الليبي-الليبي، وفي الوقت الذي يحاول فيه الليبيون توحيد صفوفهم ويناضلون من أجل إخراج الوطن أزمته بما يقتضيه هذا الهدف الجامع من وحدة وما يحتاجه من بيئة ملائمة وعزائم دافعة، تلقّى التجمع الوطني الليبي ببالغ الاستياء والأسف نبأ إصدار محكمة استئناف طرابلس الدائرة الجنائية الثانية في جلستها ليوم الأربعاء الموافق 15 أغسطس 2018، أحكام إعدام ضد 45 مواطنا ليبيا في قضية ما يعرف بالسريع – أبوسليم المدرجة تحت رقم 1477-2015"، مؤكدا على احترامه الكامل للقضاء وأحكامه وللقوانين الليبية ولعمل المؤسسات القضائية رغم التحفظات الكاملة على بيئة عملها.

وأوضح التجمع في بيانه، أن الأحكام - موضوع البيان- قاسية ومجحفة، فاقدة لأبسط مقوّمات الشرعيّة والعدالة، وصدرت في ظروف غير ملائمة لم تتوفّر فيها للمحكومين الفرص اللازمة والكافية للدفاع عن أنفسهم وإثبات براءتهم ضد الاتهامات الجسيمة الموجّهة إليهم والتي تصل عقوبتها إلى الإعدام، مشيرا إلى أن للظروف التي تمر بها البلاد والأحداث الراهنة والتي سبقتها، دورٌ كبيرٌ في إصدار هذه الأحكام الصّادمة التي تكشف عن غياب إرادة المصالحة، والإصرار على المضي قدما في سياسات الظلم وتشجيعا للانتهاكات وهي أحكام ستفرض إطالة أمد الأزمة.

كما أكد، أن هذه الأحكام التي وصفها بـ"المخيّبة للآمال"، تعد انتكاسةٌ حقيقية للمساعي الحميدة والتوفيقية وجهود تسوية الملفات الوطنية الخِلافية، مثمنا في الوقت ذاته المناشدات التي صدرت عن المنظمات الدولية والحقوقية بما فيها بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا التي عارضت أحكام الإعدام كموقف مبدئي واعتبرتها نتاج نزاع مسلح واستقطاب سياسي.  

وتوجه التجمع الوطني الليبي، في ختام بيانه إلى السلطة القضائية في ليبيا مناشدا إياها أن تتدخل لإيقاف تنفيذ هذه الأحكام ومنح فرصة أكبر لمراجعة الأمر وتداركه تجنّباً لمظلمة قانونية واجتماعية في حقّ المحكومين وأهاليهم، وفي حقّ ليبيا بشكل عامّ، وأن تفسح مجالا أوسع لإخلاص النوايا والإنصات لنداء الضمائر الصادقة.