رغم النفي والتفنيد، يتجه داعش إلى تأكيد تنامي نفوذه وحضوره في ليبيا، ما يوحي برغبة حقيقية في تحويلها إلى قاعدة أساسية له في شمال أفريقيا على غرار ما يعرفه حضوره في العراق وسوريا، وذلك استناداً إلى بث إذاعة سرت في ليبيا التي سيطر عليها التنظيم، دروساً وخطباً لأحد أبرز الشخصيات في التنظيم، البحرين الأصل، وشرعي التنظيم كما يُعرف، تركي البنعلي أو أبوهمام الأثري، وفق ما أفادت تقارير صحفية واردة من ليبيا.
ويأتي بث التسجيلات بعد تناقل خبر وصول البنعلي البحريني الجنسية، إلى ليبيا منذ فترة سابقة للصعود القوي للتنظيم في ليبيا وخاصة في سرت، ودعا البنعلي في التسجيلات، كما قال شهود عيان، الليبيين إلى مبايعة البغدادي، واللحاق بتنظيمه.
الأكثر تطرفاً
ويُذكر حسب غارديان البريطانية، أن البنعلي، لعب دوراً أساسياً في المفاوضات التي دارت بين ممثلين عن الولايات المتحدة والتنظيم بعد اختطاف بيتر كاسيغ، بهدف الإفراج عنه، ومثل البحريني البغدادي في هذه المفاوضات الفاشلة التي أعقبها نحر الصحافي الأمريكي.
ويُعتبر تركي البنعلي، من ممثلي الجناح الأشد تطرفاً ودموية في التنظيم، ويشغل منصب المسؤول الشرعي للتنظيم، ويعد من القيادات البارزة في التنظيم وفق مركز بروكنيغز الدوحة.
وكان البنعلي الذي أسقطت عنه السلطات في المنامة الجنسية البحرينية في 2013، إلى جانب 72 آخرين، من أبرز المنظرين والخطباء المتشددين الذين ظهروا في سوريا مع اندلاع الأزمة ثم الحرب الأهلية فيها.
كاتب عند البغدادي
وتميز الشرعي الداعشي، رغم حداثة سنه بما أنه مولود في 1984، ، بماضٍ طويل في الإرهاب والتطرف، بما أنه من أتباع أبو محمد المقدسي المتطرف الأردني المعروف، الذي يُعد منظر السلفية الجهادية في العالم العربي الحديث، إلى جانب إصداره أول سيرة ذاتية معتمدة من قبل التنظيم عن زعيمه أبو البغدادي، إضافة إلى نصّ اشتهر وسط أنصار التنظيم بعنوان" مدوا الأيادي لبيعة البغدادي".
واعتماداً على هذه المكانة داخل التنظيم وعلاقته بعرابه البغدادي، يعد من أبرز عناصر الدائرة المقربة والحلقة الفاعلة في محيط البغدادي والتنظيم بشكل عام.
دلالة
وعلى هذا الأساس فإن وصول البنعلي، إلى ليبيا كما أكدت مصادر مختلفة بما فيها من داخل التنظيم على تويتر مثلاً، أو على الأقل، وصول دروسه ورسائله إلى إذاعة سرت، بهذا الشكل، يؤشر على طبيعة العلاقة بين داعش الأصل العراقي السوري، وفرعه الليبي، وأنه ليس مجرد، تنظيم يدور في حلقة التنظيم الأصل، لكنه دلالة على أن التنظيم الذي يتوسع في شمال أفريقيا، حلقة على اتصال مباشر برأس وهرم القيادة مباشرة.
*موقع 24