قال مسؤول سوداني، اليوم الثلاثاء، إن الرئيس عمر البشير، "تعهد" لرئيس الآلية الأفريقية رفيعة المستوى، ثابو إمبيكي، بـ"توفير ضمانات" لقادة التمرد للمشاركة في الحوار الوطني الذي دعا له البشير في يناير/كانون ثاني الماضي.

وأضاف وزير الدولة بالرئاسة السودانية الرشيد هارون، في تصريحات صحفية عقب لقاء البشير بإمبيكي اليوم، أن "إمبيكي (قائد جهود وساطة بين فرقاء السودان) تلقى تأكيدات من الرئيس بتوفير الضمان اللازم لمشاركة حَمَلَة السلاح في الحوار".

وأوضح أن الوساطة دفعت بمقترحات تعكف الحكومة على دراستها لإبداء ملاحظاتها حولها وتقديمها لها، دون أن يخوض في تفاصيل هذه المقترحات.

من جهته، قال إمبيكي في تصريحات صحفية عقب اللقاء، إنه "بحث مع البشير، سير الحوار الوطني الشامل وذلك لإعداد تقرير الوساطة في هذا الصدد ورفعه إلى القمة الأفريقية وأخذ مؤشرات حول خطط الوساطة المقبلة".

وقال إنه "ناقش مع البشير أيضاً، قضايا أساسية تتعلق بجهود الوساطة حول المفاوضات بين الحكومة والحركة الشعبية قطاع الشمال".

ووصل إمبيكي الخرطوم السبت الماضي، في زيارة رسمية، لبحث ملفي التفاوض بين الخرطوم ومتمردي الحركة الشعبية قطاع الشمال، والحوار الذي دعا له الرئيس السوداني، وقاطعته معظم أحزاب المعارضة".

ووسط تعثر عملية الحوار وسع الاتحاد الأفريقي الشهر الماضي تفويض الوسيط، ثابو إمبيكي رئيس جنوب أفريقيا السابق ليشمل المساعدة في إنجاح عملية الحوار الوطني بجانب وساطته بين الخرطوم وجوبا والخرطوم ومتمردي الحركة الشعبية قطاع الشمال.

ومنذ يونيو/ حزيران 2011، تقاتل "الحركة الشعبية - قطاع الشمال"، الحكومة السودانية في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق.

وتتشكّل الحركة من مقاتلين انحازوا إلى الجنوب في حربه ضد الشمال، والتي طويت باتفاق سلام أبرم في 2005، ومهد لانفصال الجنوب عبر استفتاء شعبي أجري في 2011.

وانخرط المتمردون والحكومة في يوليو/ تموز 2012 في مفاوضات غير مباشرة برعاية الوسيط الأفريقي ثامبو إمبيكي، بموجب قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2046، الذي ألزمهما بالتفاوض لتسوية خلافاتهما بعد انهيار الاتفاق الإطاري.

وفي هذا القرار، الصادر في مايو/ أيار 2012، فوّض مجلس الأمن الاتحاد الأفريقي برعاية المفاوضات، على أن يقدم الوسيط الأفريقي تقارير دورية بشأنها إلى المجلس.

وفي ظل الصراع بين حكومة الخرطوم والحركة استضافت العاصمة أديس أبابا تسع جولات من التفاوض بين الجانبين، كان آخرها في ديسمبر الماضي، لم تفلح جميعها في وقف النزاع المسلح.

وكانت الجولة الثامنة من المفاوضات بين الجانبين جرى تعليقها أواخر نوفمبر/ تشرين ثاني الماضي، قبل أن يتم استئنافها في 5 من الشهر الماضي، لتتعثر مرة أخرى بعدها بـ 3 أيام