أكد البشير الصيد، عضو هيئة الدفاع عن هانيبال القذافي وعميد المحامين التونسيين السابق ومؤسس حركة "مرابطون"، أن منوبه المعتقل داخل السجون اللبنانية مظلوم وبريء براءة "الذئب من دم يوسف" من تهمة اختفاء رجل الدين اللبناني موسى الصدر على إثر زيارة قام بها إلى ليبيا في شهر أغسطس من عام 1978.

وأضاف المحامي وعميد المحامين التونسيين سابقا البشير الصيد، في حوار خاص أدلى به ل "بوابة إفريقيا الإخبارية" اليوم الجمعة، أن ملف هانيبال القذافي يراوح مكانه ولم يتقدم، معرجا في سياق متصل على اخر تطورات الساحة الليبية وخاصة مسألتي الانتخابات وترشح سيف الإسلام القذافي لقيادة ليبيا والعديد من القضايا الحارقة الأخرى المتعلقة بالأزمة.

وفي ما يلي نص الحوار:

بصفتكم عضو هيئة الدفاع عن هانيبال القذافي ما هي اخر مستجدات الملف؟

لا جديد يذكر في قضية هانيبال القذافي وهو بريء من الحادثة التي تعرض لها موسى الصدر وأي جريمة أخرى.

في وقت ارتكاب الحادثة كان سن هانيبال سنتان فكيف يحاسب على حادثة لا علاقة له بها بأي شكل من الأشكال وبصفتي نائب هانيبال في هذه القضية أؤكد أن موكلي معتقل دون ارتكابه أي جريمة تذكر وهو يحاسب فقط لأنه نجل الشهيد معمر القذافي.

وماذا تقولون عن ترشح سيف الإسلام للانتخابات الرئاسية ومحاولات عرقلة هذا الترشح وفق ما يتم تداوله؟

تتم عرقلة ترشح سيف الإسلام للانتخابات الرئاسية الليبية أيضا لأنه نجل القذافي ويخشى منه داخليا وخارجيا لأنه قد يتبع سياسة والده.

نحن نؤيد سيف الإسلام القذافي في ترشحه لرئاسة ليبيا وبحكم معرفتنا العميقة ومواكبتنا الطويلة الأمد للأوضاع السياسية والاقتصادية في ليبيا نرى أن سيف الإسلام كفء وأكثر لسياسة بلده سياسة حكيمة ومفيدة توحد الشعب الليبي وتقضي على المشاحنات والصراعات الداخلية التي بلغت إلى حد تقسيم البلاد.

بيت القصيد أنه لما شعرت الجهات الأجنبية التي تريد التحكم في ليبيا وتتحكم فيها الان أن سيف الإسلام القذافي يستطيع أن ينجح نجاحا باهرا في الوصول إلى رئاسة البلاد بالنظر إلى شعبيته الكبرى لدى قوى الشعب الليبي توخت هذه الجهات منهج تعطيل وعرقلة إجراء الانتخابات.

برأيكم هل ستجرى الانتخابات الليبية؟

الانتخابات لا بد أن تجرى، لكن المشكل كيف ستجرى؟

وفي هذا الصدد نحن نتوجه بنداء عاجل إلى كل الليبيين لتوحيد صفوفهم والتكاتف- حتى أولئك الذين يعولون على الأطراف الخارجية بمختلف أنواعها- نقول لهم يجب أن يتخلوا عن الولاء لهذه الأطراف في ما يهم بلادهم.

نحن نقول للليبيين بأن أي مواطن ليبي يستقوى بالأجنبي على إخوته هو غير وطني وغير مهتم بمصلحة بلاده وشعبه وفي نهاية الأمر هو مجرد مخنقة لمن استقوى به ولذلك ما على جميع الليبيين سوى توحيد صفوفهم وتوحيد كلمتهم وإجراء انتخابات صحيحة ومفيدة لبلادهم دون إقصاء أي طرف بل عليهم أكثر من ذلك التسريع في إجراء هذه الانتخابات لأن الشعب الليبي قد خسر الكثير من المكاسب والكثير من الوقت كما خسر أيضا التقدم إلى الأمام بل على عكس ذلك تراجع سياسيا واقتصاديا واجتماعيا.

الشعب الليبي يعيش وضعا مأسويا وصعبا على جميع المستويات ولذلك يجب التسريع في إجراء الانتخابات.

كيف تقيمون الموقف الدولي من الأزمة الليبية وهل هو يعمل على استدامتها؟

الحقيقة الوحيدة حتى الان هي أنه لا أمل في المجتمع الدولي وفي الجامعة العربية وغير ذلك من المؤسسات الدولية بأن يقوموا بتسوية وإنهاء الأزمة وإخراج الليبيين من الوضع المأسوي الذي يعيشونه.

المجتمع الدولي يزعم أنه يعمل على تسوية وتصفية الأزمات التي تنخر العديد من الدول والشعوب وعلى رأسها ليبيا وشعبها لكن الحقيقة غير ذلك.

وماذا عن موقف الأنظمة العربية إزاء الملف ولاسيما دول الجوار؟

بكل أسف وبكل ألم نحن نلوم الأنظمة السياسية لكل الدول العربية وخاصة دول الجوار على عدم دعمها ليبيا وتوقفها عن مساعدتها وفي المقابل نحيي الشعوب العربية وخاصة شعوب دول الجوار وعلى رأسها الشعب التونسي لموقفهم الداعم لليبيين في أزمتهم وخاصة في مسألة اللجوء.

ما تعليقكم حول ما يجري في غزة؟ وهل ما يحصل هو تنفيذ مخطط التهجير؟

الفلسطينيون في غزة يتعرضون إلى عملية تهجير بل أكثر من ذلك ما يجري هو عملية تقتيل وإبادة جماعية وتجويع وجرائم ضد الإنسانية غير مسبوقة في التاريخ.

وكيف تنظرون إلى الموقف العربي مما يجري في غزة؟

الموقف العربي تجاه القضية فاشل منذ 75 سنة ومن أغرب ما يكون أن إسرائيل تبيد وتهجر الفلسطينيين وتجوعهم وتقتلهم وتقطع عنهم الأدوية وتمنع عنهم وصول المساعدات وتدمر المشافي والمدارس والكنائس وغير ذلك من الجرائم الفظيعة التي لم تشهدها الإنسانية منذ القدم مقابل اكتفاء العرب بإصدار بيانات انتقاد واحتجاج وطلب بعض المساعدات في حين إسرائيل مستمرة في الاستهزاء بمواقف هذه البيانات ومستمرة كذلك في تنفيذ كافة جرائمها المشمولة بمخططها الذي هو القضاء على الفلسطينيين.

من الغريب أن تعقد قمم العرب والمسلمين وتضم هذه القمم حوالي 50 دولة بين عرب ومسلمين لتكون النتيجة بيان لا يحرك قيد أنملة في مسار سياسة إسرائيل التدميرية ولا يؤثر أي تأثير في وقف مواصلة إسرائيل تنفيذ جرائمها في غزة بل هي لا تهتم أصلا بهذه البيانات.