عرض  البرلمان الليبي خارطة طريق على اجتماعات وزراء خارجية الدول المجاورة لبلاده والتي تنعقد اليوم بالقاهرة بمشاركة ممثلي كل من  مصر وليبيا وتونس والجزائر والسودان وتشاد  والنيجر ، حيث ولأول مرّة أعلن  مجلس النواب المنعقد في مدينة طبرق ( شرق ) موقفه الحاسم من ميلشيات « فجر ليبيا » التي تمثل الذراع العسكرية لقوى الإسلام السياسي ، وإعتبرها « جماعات إرهابية محاربة لشرعية الدولة » كما أضفى شرعيته على الجيش الوطني الليبي الذي ينفذ عملية الكرامة بقيادة اللواء المتقاعد خليفة بلقاسم حفتر 

ومن المنتظر أن ينقل وزير الخارجية الليبي محمد عبد العزيز رسالة من البرلمان الليبي الى نظرائه المجتمعين اليوم تتضمن تفاصيل عن مستجدات الوضع الليبي خصوصا في ظل الإعلان عن إنقلاب قوى الإسلام السياسي على العملية السياسية القائمة وعلى مجلس النواب المنتخب 

وقال البرلمان  في بيان أصدره، فجر أمس (الأحد)  إن "الجماعات التي تتحرك تحت مسمى (فجر ليبيا) و (أنصار الشريعة) جماعات إرهابية خارجة عن القانون ومحاربة لشرعية الدولة"، مضيفا أن هؤلاء أصبحوا "هدفا مشروعا لقوات الجيش الوطني الليبي الذي نؤيده بكل قوة لمواصلة حربها حتى إجبارها على إنهاء أعمال القتال وتسليم أسلحتها".

وأدان البرلمان في بيانه "ما يصدر عن رؤوس وقادة ما يعرف بعملية (فجر ليبيا) و(مجلس شورى ثوار بنغازي) (كتائب إسلامية تابعة لرئاسة أركان الجيش الليبي) من تصريحات لا تعترف فيها بمجلس النواب باعتباره المؤسسة الشرعية التي تمثل إرادة الشعب الليبي"، قائلًا إنهم "تمادوا بالحديث عن انقلاب فعلي على الشرعية ومؤسساتها، وحضوا على مواصلة الحرب على أهلنا ومدننا ».

وجاء موقف البرلمان بعد إعلان قوات فجر ليبيا سيطرتها على مطار طرابلس الدولي ، ثم التصريحات التي أدلى بها عمر حميدان الناطق الرسمي بإسم المؤتمر الوطني العام منتهي الصلاحية عن عدم الإعتراف بمجلس النواب ودعوة أعضاء المؤتمر للإجتماع في طرابلس لتحديد ملامح المرحلة القادمة ،وفق تعبيره 

 مجلس رئاسة في طرابلس 

وأكدت مصادر مطلعة ل « بوابة افريقيا الاخبارية  » أن قوى الإسلام السياسي الليبية إنتهت من إعداد خطة شاملة للإنقلاب على شرعية البرلمان المنتخب ،تتمثل في عقد إجتماع للمؤتمر الوطني العام ،والإعلان من خلاله عن تشكيل مجلس رئاسة للدولة ينتظر أن يكون بقيادة عبد الوهاب القايد وعضوية كل من علي الصلابي وعبد الزراق العرادي ومحمد صوان ، مع تكليف عبد الرحمان السويحلي بتشكل حكومة جديدة ، ثم الإعلان عن فترة إنتقالية جديدة ، وعن موعد جديد لإنتخاب برلمان أخر غير المنعتقد حاليا في طبرق 

وعبد الوهاب القايد المرشح لرئاسة مجلس الرئاسة هو القيادي المعروف في الجماعة الإسلامية المقاتلة المرتبطة بتنظيم القاعدة شقيق أبي يحي الليبي الذي أحتل موقع الرجل الثاني في تنظيم القاعدة بعد إغتيال أسامة بن لادن قبل أن تقتله طائرة بدون طيار أمريكية في باكستان سنة 2012 

وقد تولى عبد الوهاب القائد مهمة رئيس لجنة الأمن في المؤتمر الوطني العام الى جانب وظيفة وكيل وزارة الدفاع التي عزله منها البرلمان الليبي في قرار له أول من أمس السبت ،غير أن مصادر « االبوابة  » تؤكد أنه لا يزال يباشر وظيفته نظرا لفقدان البرلمان لدوات تنفيذ قراره في العاصمة طرابلس ثم لعدم إعترافقوى الإسلام السياسي بتلك القرارات 

شرعية للجيش  الليبي 

وحسب مصادر من داخل غرفة عمليات لواء القعقاع في طرابلس فإن الجيش الوطني الليبي بمكوناته الحالية ومنها جيش المجلس العسكري للقبائل ولوائا القعقاع والصواعق ولواء ورشفانة العسكري نجحت في كسب شرعية الحركة من خلال بيان مجلس النواب الذي إعتبرها قوات فجر ليبيا جماعات إرهابية ،وقالت المصادر ل« البيان » : « خسرنا معركة المطار ولكن الحرب الحقيقة تنطلق الأن ، خصوصا بعد إن إتضحت معالم المؤامرة التي يقودها تحالف قوى الإسلام السياسي ،والتي تتمثل في الإنقلاب على البرلمان المنتخب وتشكيل مجلس رئاسة وحكومة من قبل المؤتمر الوطني العام منتهي الشرعية والصلاحية » 

ودعت المصادر دول الجوار الى أن تتبنى قرارت البرلمان ومنها قرارها بإعتبار قوات فجر ليبيا جماعات إرهابية ، مشيرة الى أن البرلمان طرح بقراراته خريطة طريق أول بنودها دعم الجيش الليبي الذي ينفذ حاليا عملية الكرامة في المنطقة الشرقية ويواجه عملية الإنقلاب على الشرعية في المنطقة الغربية وخاصة العاصمة طرابلس 

رسالة الى دول الجوار 

ومن المنتظر ، أن يتم خلال اجتماع دول الجوار الليبي بالقاهرة اليوم مناقشة الوضعين السياسي والأمني  خاصة فيم يتعلق بضبط الحدود والتعاون بين هذه لدول لمنع استغلال الحدود الليبية المترامية الاطراف وكذلك سيتم استعراض نتائج الاجتماعات التحضيرية  للجنتين الأمنية والسياسية والتوصيات التي خرجت بها هذه الاجتماعات ،في الوقت الذي قررت فيه تونس ومصر غلق مجاليهما الجوي أمام الطيران المقلع  من مطارات ليبيا ، وعبرت الدولتان إضافة الى الجزائر عن رفضها التدخل الخارجي ، غير أن البرلمان الليبي سيوجه رسالة الى الإجتماع لتفسير مبرراته لطلب المساعدة الدولية في فرض شرعية الدولة وحل الميلشيات وجمع السلاح ، كما سيضع إجتماعات اليوم أمام إختبار حقيقي وهو الدعوة الى تبني قراراته بإعتبار الميلشيات الإسلامية جماعات إرهابية 

ولا تبدي تشاد والنيجر رفضا للتدخل الخارجي وخصوصا في مناطق الجنوب الليبي التي باتت تمثل ملجأ للجماعات الإرهابية والتهريب ومنطقا للهجرة السرية ،بينما تتجه السودان لدعم قوى الإسلام السياسي ولو سرّا ، وقد تم الكشف عن مدها للميلشيات بالسلاح والذخيرة