أطربت ،أول أمس، مغنية الفادو البرتغالية كارولينا ،جمهور قاعة »ابن خلدون« بالعاصمة الجزائرية في السهرة الثالثة من المهرجان الثقافي الأوربي بالجزائر ، حيث استمتع الحضور الذي حضر بقوة للاستمتاع بأداء هذه الفنانة التي  قدمت باقة متنوعة من الأغاني التي انتقتها من حدائق لشبونة العريقة و التي طغى عليها لون الفادو الذي يلخص مختلف الأحاسيس و المشاعر المتضاربة من العشق و الأمل.

استطاعت الفنانة كارولينا التي تمثل البرتغال خلال المهرجان الثقافي الأوروبي في طبعته الـ15 أن ترحل بالجمهور العاصمي على مدار75 دقيقة إلى منبع التراث البرتغالي المتمثل في موسيقى الفادو الذي يستخدم في هذا اللون من الموسيقى آلة الغيتار لكنها تحمل في صوتها وطريقة العزف عليها الطابع الأفريقي والأندلسي العربي قليلاً وذلك لتأثرها بالموسيقى الإسبانية والفلامنكو. فادو لشبونة  يعتبر اليوم من التراث البرتغالي الذي يحكي تاريخ البرتغال ويحمل في طياته لوعة وحزن وشجن.

و أضفت كارولينا التي كانت سعيدة بالتقاء الجمهور العاصمي الذي حضر بكثرة إلى قاعة ابن خلدون، لمسة عصرية على الأغاني التي أدتها في تصور جديد و مميز لفن الفادو.و عبرت الفنانة عن انشغالات الحياة اليومية و مختلف الأحاسيس التي تخالج النفس البشرية و عن الأرض و لشبونة (عاصمة البرتغال) في تناغم موسيقي تام عكس مدى احترافية الفرقة الموسيقية التي رافقتها.و حظيت كارولينا تشكيلة متنوعة من أغاني التراث البرتغالي ملتقى ثقافات العالم لعدة مرات بتصفيقات الجمهور.و صرحت الفنانة بعد الحفل »أسعدني الجمهور الجزائري و يسرني كثيرا الغناء بالجزائر».

و تتواصل فعاليات الطبعة الـ15 للمهرجان الثقافي الأوروبي الذي نظم بقاعتين بالعاصمة (عيسى مسعودي التابعة للإذاعة الوطنية و ابن خلدون) و بوهران و تلمسان و عنابة و قسنطينة إلى غاية ال30 ماي ببرنامج موسيقي ثري من إعداد ممثلي البلدان الأوروبية الـ17 المشاركة في هذه التظاهرة ،حيث سيتم تقديم حوالي عشرين عرضا، بدءا من الموسيقى الكلاسيكية، والحديثة والجاز إلى الرقص والمسرح والسينما. وسيصل المهرجان هذا العام إلى جمهور أوسع، حيث سيتم تقديم بعض الفعاليات في وهران وتلمسان وعنابة وقسنطينة.وقد حدد المهرجان الثقافي الأوروبي منذ إنطلاقه هدفا يتمثل في إبراز التنوع الثقافي لأوروبا إلى جانب كونه فضاءا للحوار الثقافي بين الفنانين الأوروبيين والجزائريين.