اعتبر القيادي في حركة النهضة نور الدين البحيري أن "الأوضاع التي تمر بها تونس منذ تاريخ 25 جويلية 2021 أسوأ بكثير مما عاشته البلاد خلال العشرية الأخيرة".

وأوضح البحيري، في حوار ل "بوابة إفريقيا الإخبارية" اليوم الجمعة، أن السلطة التي وصفها بسلطة "الانقلاب" "تعمل على التنكيل بمعارضيها عوض الانكباب على حل مشاكل التونسيين على غرار المشاكل الاجتماعية والاقتصادية من ذلك ارتفاع الأسعار وانهيار الدينار وتفاقم التضخم وفقدان المواد الغذائية الأساسية من الأسواق وغرق وموت العديد من التونسيين في قوارب الهجرة غير النظامية نحو إيطاليا".

وشدد البحيري على أن ما أسماها ب "سلطة الانقلاب" في إشارة إلى رئيس الدولة قيس سعيد "لا تهتم بالمشاكل الحقيقية للتونسيين بل كل همها العمل على افتعال قضايا وملفات للتنكيل بمعارضيها وتشويههم وتلهية الشعب عن مشاكله المحورية".

وقال البحيري في هذا الإطار إن سعيد "يسير بتونس نحو الهاوية بل أن البلد أصبح على مشارف الجوع"، وفق تعبيره، مشيرا إلى أن "دولة الاستقلال التي فرضت مجانية التعليم والصحة أصبح تضم نحو مليون طفل انقطع عن الدراسة".

 كما أشار البحيري إلى أن تونس "أصبحت في عزلة منذ 25 جويلية 2021 بالإضافة إلى ضرب الحقوق والحريات"، معرجا في هذا الخصوص على "اجتماع محكمة جنيف مؤخرا وكذلك على قانون 54 وتقريري لجنة البندقية والمحكمة الافريقية، إلى جانب ملف عزل القضاة وعدم إعادتهم إلى خططهم بالرغم من قرار المحكمة الإدارية وعدم صدور الحركة القضائية إلى حد الآن"، والتي اعتبرها محدثنا "سابقة في تاريخ البلاد".

وأقر البحيري بأن الأوضاع في تونس "كانت صعبة أيضا خلال العشرية الأخيرة لكن الفرق هو أنه كان بالإمكان إصلاح تلك الأوضاع بوجود مؤسسات منتخبة وقتئذ".

وأبرز القيادي في حركة النهضة أن "رئيس الدولة قيس سعيد يتصرف بمفرده في شؤون البلاد ودون حوار أو استشارة أي كان".

ولفت البحيري إلى أنه "في ظل خطورة الأوضاع التي تشهدها تونس على كافة المستويات لم يدع سعيد لا وزير التربية ولا وزير التعليم العالي للحديث عن أزمة التعليم ولا وزير الصحة لإيجاد حلول لتدهور المنظومة الصحية ولا وزير الاقتصاد للحديث عن تدهور الاقتصاد ولا وزير الفلاحة لإيجاد حلول لانهيار هذا القطاع الحيوي".

وتابع بقوله: "سؤالي هو الاتي": "هل رأيتم سعيد استدعى يوما أحد هؤلاء الوزراء للحديث عن الإشكاليات التي تعيشها القطاعات المذكورة"؟.

وأردف بأن رئيس الدولة "يحرص في المقابل على استدعاء وزيري الداخلية والعدل من أجل الزج بمعارضيه في السجون والتنكيل بهم"، وفق تعبيره.

وفي سياق متصل، قال البحيري إنه "كان على رئيس الدولة الذي رفع شعار "تجريم التطبيع" و"التطبيع خيانة" إقالة رئيس الحكومة نجلاء بودن على خلفية "ابتسامتها" "المثيرة للجدل" لرئيس وزراء الكيان الإسرائيلي".

وأضاف أن "من يتبنى شعار "التطبيع خيانة" لا يمكنه أن يسكت عما أتته رئيسة الحكومة إن كان صادقا في رفع تلك الشعارات".

وأكد البحيري أن "حل إنقاذ تونس ما يزال ممكنا وفي يد رئيس الدولة قيس سعيد في حال هو تراجع عن قراراته التي اتخذها منذ 25 جويلية 2021".

وأشار البحيري إلى أن الحل في تونس هو العودة إلى الشرعية الدستورية"، مبينا في المقابل أن سعيد "يتحمل مسؤولياته الكاملة في ما حدث ويحدث وسيحدث في البلاد في حال هو واصل تعنته"، وفق قوله.