قدم مكتب الإعلام والثقافة البحرية برئاسة أركان القوات البحرية ردا على اتهامات منظمة إسبانية غير حكومية تدعى "برواكتيفا أوبن أرمز" لحرس السواحل الليبي بتخليه عن امرأة حية وجثتين لامرأة وطفل على متن قارب هجرة غ ش محطم.

وقال المكتب الإعلامي إن "هذا أمر مؤسف ومضحك في نفس الوقت، ولكنه لا يستغرب لأنه أتى من منظمة عهدناها خلال السنوات الماضية لا تضمر لنا الود (بشكل مستغرب) ولا همَّ لها إلا البحث عن ذرائع وحجج لاتهام البحرية وحرس السواحل خاصة، وتتبع عثراتهما أو أية أخطاء إن وجدت وإلا ستعمل على استفزازهما بغرض إيجادها وتصيد العثرات، حتى لو ارتكبت تلك الأخطاء (وجلّ من لا يخطئ) بحسن نية، أو قام بها أفراد بشكل شخصي تقوم تلك بتضخيمها وتعميمها على البحرية وحرس السواحل جملة وتفصيلا".

وأضاف المكتب الإعلامي أن اخر هذه الأشياء "ما صدر عنها (المنظمة الاسبانية) 9بتاريخ 17 يوليو 2018م، من افتراء وإدعاء نحن ننفيه، ونرفضه رفضاً قاطعاً، لأنه ليس من شيمنا وقيمنا الدينية والأخلاقية والإنسانية، ونعتبر ما صدر عن تلك المنظمة ما هو إلا إفك وجزء من تلك الحملة الممنهجة التي تشنها المنظمات غير الحكومية ومن بينها هذه على حرس السواحل الذي يعتبر بالنسبة لهم الخصم والضد، لأنهم يدركون خطورته على غايتهم وأهدافهم الخفية والظاهرة، والند الذي لم يقدروا على كسره، أو تلينه وإبعاده عن ساحة يعتبرونها قسراً ملعبهم".

وبين المكتب الإعلامي أن "المقطع الذي تم تسويقه كدليل إدانة (لحرس السواحل) من قبل تلك المنظمة الإسبانية وكل من يتماهى مع غايتها نعتبره مقطعاً مفبركاً وغير حقيقي لأنه يتخطى حدود المنطق والعقل بأن يقوم أفراد دورية لحرس السواحل بإنقاذ (165) مهاجر غ ش، وانتشال جثة لطفله ثم يتركوا امرأتين وطفل يواجهون الموت المحتم وهم ما خرجوا إلا لإنقاذهم، وذلك بعد استلامهم لبلاغ وارد من مركز غرفة العمليات المشتركة الليبية الإيطالية".

وتابع "ما قيل بأنه سبب ترك امرأتين وطفل لأنهم رفضوا الذهاب مع حرس السواحل لهو من المضحك والمبكي، ونعتبره استخفافاً بالعقول، أيعقل لامرأتين ظلتا لأكثر من (60) ساعة في زورق معطل دخلته مياه البحر، وملئ بفضلات بشرية ووقود وزحام، أناس منهكون، محطمون حرقت جلودهم شمس يوليو والماء المالح، وبلا ماء ولا أكل فأنهكهم العطش والجوع والتعب والموت يتربص بهم في كل لحظة وبعد هذا كله تأتي بعد يأس النجدة (حرس السواحل الليبي) تهلل كل من في القارب المطاطي وفرحوا وعادت الروح والابتسامة رغم الألم والمعاناة، وبعدها يأتي من يقول بأننا تركنا امرأتين وطفل أحياء لأنهم رفضوا الذهاب مع حرس السواحل فتركوهم لأقدارهم، أمر لا يستقيم عقلاً ولا منطقا، ولكن يقال من قِبَل من يظنون أنفسهم أنهم فوق العقل والمنطق".

وأردف: يتضح من إدعاءاتهم نواياهم الخفية البعيدة كل البعد عن الناحية الإنسانية بل هي غطاء يتسترون خلفه، ولكن سرعان ما ظهرت عوراتهم حين وجهوا الخطاب مباشرة إلى الحكومة الإيطالية وإلى وزير الداخليتها تحديداً (صاحب القرار الشجاع) يستجدونه بطريقة جد استعراضية، وبأسلوب عاطفي مفبرك لا عاطفة حقيقة فيه ولا صدق (يدركه كل ذي لب وضمير)، حين يستغلون أحدهم لا لشيء إلا ليقولوا أنه نائب برلماني إيطالي (زيادة في التمثيل والحبكة الدرامية) وذاك يغرد فيقول موجهاً خطابه لوزير الداخلية الإيطالي: (هذا ما يفعله حرس السواحل الليبي عندما يريد أن ينقذ الأرواح البشرية، المنظمة غير حكومية "اوبن ارمز" أنقذت الناجية الوحيدة بينما أصدقاؤك الليبيون قتلوا امرأة وطفلا، يفترض عليكم على الأقل من اليوم السكوت وفتح الموانئ"، يحاولوا إحراجه بأسلوب مكر واستجداء وهذا هو المقصد والهدف من كل هذه التمثيلة التي أخرجها المخرج (كامبس) وهي لعبته المفضلة ومن معه إنه أسلوب غير أخلاقي وغير إنساني البته أن تستغل إنساناً والروح الإنسانية وتجعلهما مطية لتدمر الأخرين للوصول إلى مصالح ذاتية ومكاسب مادية بطريقة.

وأردف المكتب الإعلامي أن هذه المنظمة غير مسؤولة ولا ينبغي أن تؤخذ اتهاماتها لحرس السواحل الليبي محمل الجد والصدق والحقيقة لأنها من الناحية القانونية والأخلاقية تعتبر خصماً وطرفاً مستفيداً مما تدعيه، فهذه ليست الأولى ولن تكون الأخيرة في إدعاءاتها ضد حرس السواحل وعليه نطالب بلجنة محايدة للتحقيق في هذه الحادثة، وفي كافة الإدعاءات والتهم السابقة التي كالتها لحرس السواحل لا لشيء إلا لأن حرس السواحل الليبي يقوم بواجبه الوطني في الذود عن سيادة مياه بلاده كما يفعل كل رجالات حرس السواحل في الدول الساحلية، وكذلك يقوم بدوره الإنساني والإقليمي في إنقاذ الأرواح ومحاربة كل الأعمال غير القانونية من بينها محاربة المتاجرة بالبشر واستغلال الإنسان.

وزاد المكتب الاعلامي "إنه من حسن الأقدار رافق دورية حرس السواحل في تلك الليلة فريق إعلامي ألماني يتبع قنوات (RTL) مكون من صحفية والمصور. عايشا الحدث منذ لحظة خروج زورق الدورية والوصول إلى قارب الهجرة غ ش وشاهدا وعايشا عملية الإنقاذ بالكامل حتى لحظة عودته وترك زورق الدورية وتسليم المهاجرين غ ش لجهاز مكافحة الهجرة غ ش، وعاينا معاناة أفراد حرس السواحل والإمكانيات والظروف التي يعملون فيها، وطريقة تعاملهم وإنقاذهم للمهاجرين غ ش لحظة بلحظة وقد أدلت مبدئياً الصحفية الألمانية بشهادة لها على ما رأته أثناء عملية الإنقاذ، في إحدى الوسائل الإعلامية الإيطالية.. وكانت شهادة يعتز بها حرس السواحل خاصة والبحرية عموما"

وتابع "كان ينبغي على المنظمة المذكورة (إن وجدت فعلا أشلاء قارب وعليه امرأة حية وجثتان أن تتبين عن سر ذلك الأمر، وأن تتحرى الموضوع من كل جوانبه، وعندما تجد الدليل وتعرف الأسباب وتتبين لها الحقيقة عندها لها أن تتصرف كما يملئ عليها ضميرها وأخلاقياتها وأن تملأ الدنيا زعيقاً للإشهار بالحاني، أم بهكذا بأسلوب فهو لا يمثل النبالة ولا الشهامة ولا يعبر عن أصحاب الضمائر الحية التي تسعى إلى إظهار الحقيقة ونصرة الحق".

ودعا المكتب الإعلامي "المنظمة الإسبانية أن تعمل في المياه الإسبانية حيث هناك دفق متزايد للمهاجرين غ ش من غرب أفريقيا والمغرب، بإمكانها لو كانت تعمل (حقا) من أجل إنقاذ الأرواح والمهاجرين غ ش أن تؤدي دورها - الذي يستهويها أن تصفه بالإنساني - هناك في مياه بلادها إسبانيا، وتحت عين حرس السواحل الإسباني دون أن يلومها أحد أو يشكك في نواياها، أما في المياه الليبية فأنت جسم دخيل وغريب، وإنه لأمر عجيب أن تقوم منظمة أهلية إسبانية باصطياد (وهذه هي الحقيقة) المهاجرين غ ش في المياه الليبية وتحملهم إلى إيطاليا وكأن ليبيا وإيطاليا دولتان تحت التاج الإسباني إنه أمر يبعث على الاستغراب، ويثير الريبة وينقص من سيادة ليبيا وإيطاليا بشكل واضح وصريح".