قال "الباجي قائد السبسي" المترشح للانتخابات الرئاسية التونسية في جولتها الثانية ورئيس "نداء تونس" الحزب الفائز في الانتخابات البرلمانية بـ86 مقعدا ، إن "مصلحة تونس لا تقضي ان تكون الحكومة المقبلة حكومة حزب واحد".
وقال خلال حوار له على القناة الخاصة "الحوار التونسي" :"سنحترم الشعب الذي لم يمنحنا الاغبية وإنما منحنا الاولويّه.
العودة اللى المنظمة القديمة امر مفروغ منه
واكد "السبسي" ان مخاوف البعض من عودة النظام السابق عبر حزب "نداء تونس" امر مفروغ منه ، مفسرا ان الدستور التونسي الجديد وفر اليات رقابة لمختلف السلط .
وتعهد بحماية الحقوق والحريات لجميع التونسيين بما فيها حركة النهضة الاسلامية ودعا الحركة الى تجاوز الماضي واستشراف لمستقبل اساسه التوافق وقال "علينا ان نتحاور مع الحركة لأنها الحزب الثاني في البرلمان" .
نذكر ان فترة حكم الترويكا ( ائتلاف حزبي بين حركة النهضة الاسلامية و حزب التكتل من اجل الحقوق والحريات الوسطي والمؤتمر من اجل الجمهورية العلماني ) تميزت بعلاقة فاترة وتكاد تكون منعدمة و سيل من الاتهامات المتبادلة بين حركة النهضة الاسلامية ونداء تونس الحزب الحداثي.

السبسي:المرزوقي منافسي وليس عدوّي
وتوضيحا من رئيس "نداء تونس" حول الاسباب التي تقف وراء رفضه اجراء مناظرة تلفزية مع منافسه الرئيس المتخلي "محمد المنصف المرزوقي" قال"الباجي قائد السبسي": "المرزوقي منافسي وليس عدوي ،وارفض المناظرة لضمان الهدوء وعدم التشويش على العملية الانتخابية وشحن النفوس لاني اذا تناظرت مع "المرزوقي" اخشى التشنج خاصة مع كيل الاتهامات الي يوجّها الى شخصي"، متسائلا :"ماذا انتظر من انسان يصفني بالطغوت".
دعوة المرزوقي بخصوص التصريح بالممتلكات تدخل في خانة المزايدات
وحول تزوير الانتخابات الرئاسية سنة 1981 التي سبق واعترف بها "السبسي" في حوار له مع قناة الجزيزة القطرية اوضح قائلا: " لما تحدثت عن التزوير قصدت النظام الذي زوّر الانتخابات ولم اقصد أي شخص وحينها كنت وزيرا للخارجية ولا دخل لي في تنظيم الانتخابات".

اما عن دعوته من قبل "عدنان منصر" مدير حملة منافسه "المرزقي"، التصريح بممتلكاته والاحتذاء بمنصف المرزقي ،علق "السبسي" بالقول : "هذا يدخل في باب المزايدات و الشعبوية لان التصريح بالممتلكات واجب قانوني على أي مرشح للانتخابات الرئاسية".
وبخصوص موقف الجبهة الشعبية (ائتلاف يساري) الذي خلص الى عدم دعم مرشح "النداء" اكد "الباجي قائد السبسي" انه لم يطلب من الجبهة الشعبية أيَّ دعمٍ.
وفي موضوع متصل بـ"الجبهة الشعبية" قطع السبسي وعدا لجميع التونسيين ببذل جميع مجهوداته اذا فاز برئاسة الجمهورية للكشف عن الجهات التي مولت وخططت لعملية اغتيال الشهيدين عن الجبهة الشعبية "شكري بلعيد محمد البراهمي" المناضلان اليساريان الذان اغتيلا في وضح النهار برصاص محسوبين على تنظيم "انصار الشريعة" الذي صنفته وزارة الداخلية التونسية تنظيما ارهابيا .
سياسة تونس الخارجية ُنكست
وعن برنامج"الباجي قائد السبسي" واولوياته في السياسة الخارجية، اكد ان السياسية الخارجية ليست غريبة عليه ،واعتبر ان تونس دولة محدودة الموارد وعليها الانفتاح على جميع الدول في اطار المعاملات الدولية لكن دون المس من السيادة الوطنية فتونس دولة افريقية متوسطية عربية اسلامية .
واستشرف ان علاقة تونس بدول الخليج ستكون جيدة ، ومميزة مع الجزائر، مشيرا الى ان علاقة تونس بشقيقتها الجزائر طيبة ومتماسكة منذ فترة حكم حركة النهضة الاسلامية.

كما وعد "الباجي قائد السبسي" بتحسين علاقة تونس بمصر، خاصة بعد توتر العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بعد ان عبرت "مصر" عن غضبها مما اسمته تدخلا من تونس في شؤونها الداخلية ،وذلك بعدما دعا "لرئيس المتخلي" والمترشح في الدور الثاني للانتخابات الرئاسية "محمد المنصف المرزوقي" الى الافراج عن "محمد مرسي" خلال اجتماع بالأمم المتحدة كان قد حاضرها العام الجاري.
اما عن استراتجية "مرشح نداء تونس، في مجال مكافحة الارهاب، شدد "الباجي قائد السبسي" على ضرورة وضع استراتيجيا اقليمية لمقاومة الخطر الارهابي وتعاون دولي تشارك فيها ليبيا والجزائر ومالي ودول الجوار اضافة الى الدول الكبرى.
كما دعا التونسيين الى معاضدة الدولة وعدم العطف على الارهابيين .

مراجعة قانون الزطلة والزيادة في المنح الجامعية
للشباب نصيب في برنامج "السبسي"، ذلك انه دعا خلال اجتماعه بفئة من الشباب اثناء حملته الانتخابية ، الى مراجعة قانون استهلاك مادة "الزطلة" المخدرة، والأحكام القضائية الصادرة في هذا الشأن، لحماية مستقبل المتهم بها لا سيما إذا كان لا يزال على مقاعد الدراسة".
واعتبر اثناء حضوره على "شاشة الحوار التونسي" هذه الليلة السبت 18ديسمبر كانون الاول ان هذا القانون ردعي بالأساس، داعيا إلى "إتاحة المجال أمام السلطة التقديرية للقاضي في إصدار الحكم، والنظر في إمكانية تعويض العقوبة السالبة للحرية بعقوبة الخدمة للصالح العام أو بخطية مالية".
وينص القانون التونسي على أنه "يعاقب بالسجن من عام إلى 5 أعوام، وبغرامة من ألف إلى 3 آلاف دينار كل من استهلك أومسك لغاية الاستهلاك الشخصي نباتا أو مادة مخدرة في غير الأحوال المسموح بها قانونا، والمحاولة موجبة للعقاب".

هيبة الدولة
وعن مصطلح "هبة الدولة" التي طالما يكررها "السبسي"، اوضح في المقابلة التلفزية التي اجراها ، ان رئيس الدولة يجب ان يكون محترما ولبقا وله شخصية كارزماتية و هبة الدولة ليست مختصرة في رجل الامن وخوذته والعصا وقمع الحريات.
نذكر ان أكثر من 8 أحزاب سياسية وشخصيات وطنية كانت أعلنت مساندتها ترشح الباجي قائد السبسي، ومن بين هذه الاحزاب الاتحاد الوطني الحر وحزب المسار الديمقراطي الاجتماعي وحزب آفاق تونس والحركة الدستورية إلى جانب بسمة بلعيد أرملة "شكري بلعيد"المناضل اليساري الذي اغتيل في السادس من فيرفري 2012على يد جماعات ارهابية تنتمي لتنظيم انصار الشريعة في قترة حكم الترويكا.

فيما أعلنت جبهة تصحيح المسار الانتخابي اليوم السبت مساندتها الباجي قائد السبسي مرشح حركة نداء تونس في الدور الثاني للانتخابات الرئاسية.