نظم تونسيون بعدد من المدن، اليوم الجمعة، مسيرات احتجاجية على تصريحات لمرشح الرئاسة عن حركة نداء تونس الباجي قايد السبسي التي قال فيها إن من صوت لخصمه الرئيس الحالي محمد المنصف المرزوقي، هم "إسلاميون وجهاديون".

إذ نظّم مئات التونسيين من أهالي القصرين وفريانة، (وسط غرب)، مسيرتين جابتا شوارع المدينتين، وغلب عليهما عنصر الشباب في ظل غياب جهة منظمة أو داعية للتنظيم والشعارات الحزبية، حسب مراسل وكالة الأناضول.

وردد المشاركون في المسيرتين هتافات من قبيل: "الشعب يريد تصحيح المسار"، "أوفياء أوفياء.. لا تجمع لا نداء" (في إشارة إلى التجمع الدستوري الديمقراطي، حزب الرئيس التونسي الأسبق زين العابدين بن علي).

كما رفعوا بعض اللافتات التي كتب عليها باللغتين العربية والإنجليزية: "أنا تونسي مسلم ديمقراطي ولست إرهابيا".

واعتبر المشاركون في المسيرتين، حسب ما أفاد بعضهم لمراسل "الأناضول"، أن تصريحات السبسي التي اعتبر فيها أن من صوت لمنافسه، المرزوقي، هم "إسلاميون وجهاديون" فيها "تقسيم للتونسيين".

وقال فؤاد الزعبي، أحد المشاركين في فعالية مدينة القصرين، إن المسيرة "عفوية وهدفها تصحيح المسار والدعوة لقطع الطريق أمام عودة التجمع، الذي يمثله نداء تونس، وأنه وباقي المشاركين  سيقفون ضد تقسيم الوطن إلى شمال وجنوب وإلى حداثين ومتخلفين"، وفق تعبيره.

وتابع الزعبي أن الهدف من هذه المسيرة هو "إعادة اللحمة بين أبناء الوطن".

وصرح السبسي، المترشح للدور الثاني من الانتخابات الرئاسية، في وقت سابق، إلى إحدى الإذاعات الفرنسية، بأن من صوت إلى المرزوقي في الدور الأول من الانتخابات الرئاسية هم من "الإسلاميين والجهاديين".

ويعتبر نداء تونس، نفسه، حزبا ذا مشارب متعددة، بما فيها حركة الدستوريين الأحرار، والاتحادات التجارية، واليساريون والمستقلون، بالإضافة إلى الأعضاء السابقين في حزب زين العابدين بن على "التجمع الدستوري الديمقراطي"، ممن لم تتلوث أيديهم بجرائم في حق التونسيين.

وفي محافظة مدنين، جنوب شرقي البلاد، خرج المئات من المتظاهرين في مسيرات احتجاجية بمدن بن قردان وجرجيس ومدنين، معبرين عن رفضهم لتصريحات السبسي.

وردد المشاركون هتافات منها: "تونس تونس حرة حرة والتجمع على برة".

وفرقت قوات الأمن مظاهرات محتجين في مدينة مدنين إثر اشتباكات دارت بين الجانبين.

كما جابت شوارع مدينة تطاوين (جنوب شرق) مسيرة شبابية، تنديدا بتصريحات السبسي، دعا فيها المشاركون في هتافتهم إلى كثافة المشاركة في الدور الثاني من الرئاسيات والتصويت للمرزوقي .

وفي سياق متصل، قال أحد قيادات حركة نداء تونس بمحافظة مدنين، الصياح الوريمي، إن "من يقود الاحتجاجات الحالية ضد تصريحات السبسي هم من السلفيين".

وأضاف الوريمي في حديث لوكالة الأناضول، "الباجي قائد السبسي لم يخطئ ولن يعتذر". 

ومضى قائلا: "تصريح السبسي واضح، وليس فيه إساءة لأهالي الجنوب، ولم يذكر هذا أبدا، ونحن نقول بأن هذه مناورة لصالح المرشح المرزوقي".

وفي وقت سابق، قال السبسي في اجتماع شعبي، إنه "ليس هناك فرق في تونس بين شمال وجنوب"، وأنه في حال فوزه في الدور الثاني من الانتخابات، سيولي كل التونسيين "الاهتمام نفسه بغض النظر عن من لم يصوت له في الرئاسيات".

وأضاف السبسي، "تونس شعب واحد، ويجب أن يضع الجميع اليد في اليد للخروج من الوضع الصعب الذي تمر به البلاد".

ويتنافس  كل من السبسي والمرزوقي في الدور الثاني لسباق الرّئاسة، الذي يجرى أحد يومي 21 و28 ديسمبر / كانون الأول المقبل.