زار وفد برلماني ورجال أعمال أوروبيين المغرب في زيارة عمل إلى مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل بالدار البيضاء، رغبة من الاتحاد في  دعم هذا القطاع الحيوي الذي يشغل عددا كبيرا كم الشباب المغربي..

 رئيس مجموعة الصداقة المغربية الأوروبية في البرلمان الأوروبي جيل بارنيو ، قال إن المغرب قطع  أشواطا كبيرة في مجال التكوين المهني وذلك تماشيا مع الدينامية المتواصلة للقطاع الاقتصادي، الذي يرتقب أن يشهد ارتفاعا بنسبة 5 في المائة.

ونوه في هذا الصدد بالمجهودات الجبارة التي يبذلها مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل في هذا المجال، معربا عن إعجابه بجودة التكوينات التي يوفرها خاصة في القطاعات الواعدة المرتبطة بصناعة الطائرات ولوجستيك المطارات وغيرها من المهن المستقبلية التي ستجد مكانها في هذا التطور، من قبيل التكنولوجيات الحديثة والصناعات الغذائية وغيرها.

وأوضح أن مكتب التكوين المهني وانعاش الشغل جاء لسد الفراغ، من خلال توفيره لخدمات تتماشى مع حاجيات سوق الشغل وذلك لخلق توازن بين عاملي الطلب والعرض، خاصة وأن المغرب يحظى بقاعدة هامة من الشباب حاملي الشواهد وذوي الكفاءات ممن تقل أعمارهم عن 25 سنة. وخلص إلى أن الاتحاد الاوربي يبقى شريكا أساسيا في دعم قطاع التكوين المهني، مبرزا أن زيارة الوفد الاوروبي، الممتدة من 13 إلى 17 فبراير الجاري للمغرب، تأتي في هذا السياق، وذلك دعما للوضعية المتقدمة التي تحظى بها المملكة، ومشيرا إلى وجود مساع لخلق صندوق لدعم التكوين المهني في إطار شراكة بين أوروبا والمملكة المغربية، وذلك على غرار الصندوق الاجتماعي الأوروبي المحدث لفائدة الشباب بأوروبا.

من جهته قال المدير العام لمكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل  العربي بنشيخ ، في تصريح مماثل أن هذه الزيارة شكلت فرصة سانحة لإطلاع الوفد الأوروبي على مستجدات التكوين المهني ومراحل التطور التي قطعها المكتب على مدى 10 سنوات من مواكبته للمشاريع والأوراش ، خاصة في مجالات ذات بعد اجتماعي اقتصادي.

كما دعا الوفد الأوروبي إلى ضرورة العمل بشكل مشترك على تطوير وتمتين علاقات التعاون القائمة بين المكتب ومؤسسات الاتحاد الأوروبي العاملة في مجال التكوين المهني، وذلك حتى تشمل هذه التجربة باقي مكونات القارة السمراء، في إطار تعاون ثلاثي وبتمويل من الاتحاد الأوروبي.

وعن الاستثمارات الأوروبية التي أبدى بعض رجال الأعمال رغبتهم في نقلها نحو المغرب أشار بنشيخ على سبيل المثال الى إحدى الشركات الفرنسية الكبرى التي تشغل حاليا نحو 28 ألف من اليد العاملة، والتي عبر مسؤولوها عن ثقتهم في كفاءة العنصر البشري مما حفزها على التفكير في خلق المزيد من فرص الشغل بالمغرب. وفي السياق ذاته، تم التفكير في تحديد موعد لتكوين المزيد من الأطر والتقنيين حسب الحاجيات التي تطمح إليها السوق الأوروبية، خاصة المهن المرتبطة بالاتصالات والصناعة الغذائية والطائرات والسيارات والسياحة.

وذكر بنشيخ بتاريخ علاقات التعاون بين المكتب والاتحاد الأوروبي، مشيرا بالخصوص إلى برنامجي ميدا 1 وميدا 2، اللذين ساهما في اقتناء المعدات المتطورة وإعادة هندسة التكوين واستكمال تكوين المكونين خاصة في بعض الشعب الموجهة للقطاعات ذات الأولوية كتكنولوجيا الإعلام والاتصال والأوفشورينغ، والسياحة، والنسيج والألبسة.

كما نوه بمشروع التوأمة مع الاتحاد الأوروبي، الذي يهدف إلى تعزيز القدرات المؤسساتية لمكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل، التي تنبني على الجودة والكفاءة والاستدامة، داعيا مختلف دول الاتحاد إلى مواصلة دعمها من أجل تنفيذ المشاريع التي يضطلع بها المكتب في إطار تنفيذ مخططه التنموي الهادف إلى تكوين مليون شابة وشاب في أفق 2017.

وتوجت هذه الزيارة بجولة استطلاعية اطلع من خلالها الوفد الأوروبي على المؤهلات والإمكانات التي يزخر بها المعهد المتخصص في مهن معدات الطائرات ولوجستيك المطارات، الذي دشنه الملك محمد السادس في 11 شتنبر الماضي بقلب قطب الطيران بالنواصر، حيث يمكن لفضاءاته استيعاب نحو ألفي مقعد بيداغوجي كفيل بإعداد كفاءات مؤهلة من خلال التكوين الأولي والمستمر في هذا القطاع الواعد.