قال مصطفى الزاندى منسق اللجنة السياسية فى الحركة الوطنية الشعبية الليبية، إن مدنا ليبية تحكمها الآن جماعات غير ليبية منها ثلاث مدن  تخضع رسميا لتنظيم داعش رسميًا، وهى درنة ( شرق ) وسرت ( وسط ) وصبراتة ( غرب ) بينما أكدت مصادر مطلعة ل« البيان » تحوّل مناطق ليبية الى مراكز للتدريب وتخزين السلاح وإستقبال مقاتلين محليين وأجانب مبايعين لداعش ،ومنها جبل ترغلات بترهونة ،غربي طرابلس ، والمتاخم لمصراتة ، والذي يتميز بتضاريس وعرة ، وبمغاور وكهوف يتخفّى فيها المسلحون وقت اللزوم 

وأضافت المصادر أن غرفة ثوار ليبيا ، إحدى أجنحة عملية « فجر ليبيا » ، أجّلت مبايعتها العلنية  لداعش حتى لا يتم إستعمال ذلك كذريعة ضدها من قبل البرلمان والحكومة والجيش الليبي وضد المتمردين على الشرعية في المناطق الغربية ومنها العاصمة طرابلس ،في حين أن أغلب قيادييها يبدون دعمهم لمشروع الدولة الإسلامية ، وأكدت المصادر ذاتها أن تنظيم أنصار الشريعة الليبي الذي يسيطر على مناطق عدة مثل سرت وصبراتة وبعض ضواحي الزواية وصرمان وترهونة ومناطق في بنغازي ودرنة دخل منذ فترة مرحلة التخطيط والتجهيز لإعلان قيام دولته المرتبطة مباشرة بخلافة البغدادي في الموصل ،وأن مقاتلين تونسيين وجزائريين ومصريين وأُفارقة ومن دول أوروبية وآسيوية يوجدون الأن داخل التراب الليبي لدعم الخطوة المنتظرة 

ويرى المراقبون أن ليبيا التي كانت منطلقا لتسفير المقاتلين للإنضمام الى داعش ، باتت  اليوم تستقبل مئات الفارين من قصف التحالف الدولي  لمسلحي الدولة الإسلامية ، وأن إنهيار ما يسمى بدولة الخلافة في العراق والشام سيحيل الصراع الى ليبيا ذات المساحة الشاسعة والثروات الطائلة والعدد القليل من السكان والتي تشكو من إنهيار المؤسسات وسيطرة الميلشيات التكفيرية على مناطق كثيرة منها ،وأن ليبيا يمكن أن تتحوّل في المدى المنظور  إما الى دولة تحاكي « دولة داعش» أو الى دولة بديلة عنها في حالة إنهيارها تحت ضربات التحالف الدولي 

وأوضح رئيس الحكومة الليبية عبد الله الثني في تصريح لتليفزيون « ليبيا الوطنية » إن «  مجموعات تابعة لداعش توجد في مدينة درنة وباقي المدن الليبية وفي سرت أيضاً » مردفا « حتى مجموعة بوكو حرام من نيجيريا متواجدة والإرهاب ليس له مكان محدد وعلينا إدراك خطورة وجود هذه المجموعات لزعزعة أمن البلاد بدعم التيار الذي يدعون أنه الإسلامي حتى تنهار الدولة وتصبح ليبيا مقسمة لشتات وهذا لا يمكن أن يتحقق بفضل الليبيين الذين يدركون خطورة ما تواجهه البلاد» وفق تعبيره 

في حين قالت تقارير إعلامية متطابقة أن تنظيم أنصار الشريعة في ليبيا يعتزم تأسيس مقر جديد آخر لدولة الخلافة، وتسميته بـ “الدولة الإسلامية” كفرع تابع لـ “داعش”. ورجّح مراقبون أن تكون مدينة درنة الليبية التي تمّ إعلانها في وقت سابق إمارة إسلامية، هي المقر الجديد لدولة الخلافة، لاعتبارات عدّة أوّلها أن أنصار الشريعة يحكمون سيطرتهم على المدينة ،وثانيها أنّ هذا التنظيم أعلن تأييده لداعش ومنذ بداية تشكله أكد رغبته في بناء دولة الخلافة ويظهر ذلك جليّا في الملتقى الأول للتنظيم والذي انطلق تحت شعار “خطوة لبناء دولة الإسلام”.

وقال معهد واشنطن لسياسات الشرق الادنى ان ما يسمى بتنظيم مجلس شورى شباب الاسلام الذي اعلن سيطرته  على مدينة درنه الليبية الواقعة شرق بني غازي  ، جعل منها جزءا مما يطلق عليه الدولة الاسلامية في العراق والشام ،ويرى آرون زيلين الباحث بالمركز الامريكي انه بالرغم من ان قادة تنظيم داعش لم يعلقوا على هذه الخطوة او اكدوا ضم هذه الاراضي الى اراضي ما يسمونه بالدولة الاسلامية اٍلا ان تحرك مجلس شورى شباب الاسلام يشير الى التوجه المستقبلي لتلك التنظيمات ازاء التوسع على عكس سياسة تنظيم القاعدة في السابق.

في الأثناء ، نقلت صحيفة «الخبر» الجزائرية عن مصدرا أمني جزائري  أن انتقال داعش إلى ليبيا بات مسألة وقت فقط، وقال “تلقينا تقارير تشير إلى عودة جهاديين ليبيين وآخرين من تونس إلى بلدانهم لخلق فروع لداعش في شمال أفريقيا» وهو ما يؤيده مصدر أمني تونسي أكد ل« البيان » أن « دول الجوار تراقب عن كثب تحركات مريبة داخل ليبيا تشير الى وجود مخطط للإعلان عن ؤطلاق مشروع الدولة الإسلامية في شمال افريقيا طبق النموذج الذي إعتمدته الدولة الإسلامية في العراق والشام » ملاحظا « أن الظروف الحالية في ليبيا تمثّل مناخا نموذجيا للمتشددين الإسلاميين  في ظل غياب الدولة وإنهيار المؤسسات ووفرة السلاح ووجود المال وإنفلات الحدود » 

من جهته . كشف صبرا القاسمي ، القيادي الإخواني المنشق و الأمين العام للجبهة الوسطية المصرية ، عن وجود عسكري قوي لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" بالأراضي الليبية، يضم نحو 900 مقاتل، بينهم جهاديون مصريون يشكلون النواة الصلبة للواء "البتار" التابع للحركة في مدينة درنة شرقي ليبيا.