أعلن الإعلامي زياد الهاني ، العضو السابق في نقابة  الصحفيين التونسيين عن نيته الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة في تونس ٠

ورغم انه متعود على خوض المعارك الانتخابية البرلمانية ، اذ شارك في أربع محطات منها لم يحظ فيها بالفوز ،فانه يخوض هذه المرة سباق دخول القصر الرئاسي بقرطاج ، فهل ينتقل الهاني  مع بداية العام الجديد خطوات من  مكتب بلدية قرطاج الى قصر قرطاج ؟ 

بوابة افريقيا الإخبارية حاورت الإعلامي زياد الهاني حول حظوظه في هذه المعركة الانتخابية الجديدة التي يخوضها أمام زعماء أحزاب كبرى تمتلك قاعدة جماهيرية واسعة وتمتلك آموالا يفتقدها الهاني

س : لماذا قررت خوض الانتخابات الرئاسية رغم انك تعلم أن هذا المعارك تتطلب ماكينة انتخابية واسعة وآموالا طائلة وهو ما لا يتوفر لك ؟ فبماذا ستدخلها وعلى ماذا ستعول لخوضها ؟ 

ج - أترشح للانتخابات الرئاسية حاملا للتونسيين رسالة أمل وتحدّي.

الأمل بالنسبة لكلّ الذين فقدوا الثقة في "النخبة" السياسية الحالية التي قادت البلاد للنكبة مع احترامي للاستثناءات الوطنية القليلة التي رغم كل عطائها وجدت نفسها تدفع ضريبة نقمة التونسيين على سياسيين فاشلين لم يروا منهم سوى التقاتل على الكراسي والسعي المحموم لتحقيق المكاسب والمغانم الشخصية والحزبية. 

أما التحدي فيتعلق أساسا بمواجهة الإرهاب الذي أرى نفسي أقدر المتقدمين للاستحقاق الرئاسي على التعاطي معه وسحقه بحكم تكويني العسكري وتخصصي في قضايا الإرهاب من خلال موقعي القيادي في المركز التونسي لدراسات الأمن الشامل.  

وأشير في هذا السياق إلى أني لن أني سأتوخى في محاربة الإرهاب استراتيجية هجومية تستهدفه في منابعه. في مواجهة الأخطار التي تستهدف بلادي لن أقف مكتوف الأيدي بحالة انتظار قلق بل سأضرب أوكار الإرهاب في ليبيا أساسا بالتعاون مع شرفاء الليبيين الذين يرفضون ارتهان بلدهم لحفنة من الإرهابيين الهمج وللميليشيات العفنة وبقايا تنظيم حركة الإخوان المسلمين المقبور.

أنا لا أملك أموالا ولا ماكنة دعائية تسندني وأنا الصحفي الذي عاش حياته على راتبه الهزيل. لكني أملك إرادة جبارة لإنقاذ وطني من المتآمرين عليه ومن المتهافتين، وثقة في أن مبادرتي بالترشح للانتخابات الرئاسية وطرح برنامج لحماية بلدي وخدمته، لن تمر دون رجع صدى واحتضان من قبل شريحة هامة من التونسيين الذين ألتقي معهم في عشق هذا الوطن الخالد.

 

س : انت قريب من قلوب جزء مهم من التونسيين الذين يكبرون فيك نضالاتك ضد النظام السابق ونقدك لحكومة الترويكا السابقة ، هل يكفيك هذا والا تخشى أن تثير هذه الميزات خصومك أو منافسيك ؟

ج - أعرف أن قربي من قلوب الناس جعل بعض الماكينات تدرك الخطر الذي يشكله ترشحي على برامجها وبلغني أنها بدأت تعدّ لحملة تشكيك وتشويه "تسحقني" بها. لكن ذلك لا يضيرني ولا يرهبني، فأنا عاشق أحمل رسالة أخدم بها بلدي وتهون في سبيل إنجاحها كل التضحيات. أدخل المعركة الانتخابية لكسبها بقطع النظر عن النتائج، فأنا أدافع عن مبادئ وغايتي أن تصل أفكاري للناس وأخلق ديناميكية تفاعلية لن تمر في كلّ الأحوال دون أثر. 

 

س يقال أن حزب صوت الفلاحين يدعم ترشحك في السباق نحو قصر قرطاج ، ما صحة هذا الخبر ؟ وما هي خفايا لقائك بالباجي قائد السبسي الذي تضعه استطلاعات الرأي كأبرز مترشح للفوز بانتخابات الرئاسة ؟ 

ج  بالفعل فكرة ترشحي انطلقت من صديقي فيصل التبيني رئيس حزب صوت الفلاحين الذي طلب مني بنفسه رفقة عدد من قادة حزبه خلال الشهر المنقضي  استنادا إلى ما أحظى به من تقدير شعبي أن أتحمل مسؤوليتي تجاه بلادي وأترشح للانتخابات الرئاسية.

من جهة ثانية فقد تشرفت بلقاء سي الباجي ووجدت فيه وطنيا غيورا مخلصا لتونس ورجل دولة من الطراز الرفيع. وجدت عنده كل التشجيع لترشحي كمستقل للانتخابات الرئاسية، والإيمان بقدرة المستقلين على تقديم إضافة نوعية للحراك الانتخابي بما يطرحونه من أفكار مستجدّة تخدم الوطن. وكان يفترض أن ألتقي صباح الأربعاء بالسيدين سمير بالطيب أمين عام حزب المسار وزياد الأخضر أمين عام حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحّد، وهما من أبرز وأصدق قادة المعارضة الوطنية التونسية، لكن الاجتماع تأجل بسبب تزامن الموعد مع حضوري لوقفة المساندة التي نظمناها للنقابي الأمني السيد صحبي الجويني. 

 

س : خضت في السابق محطات انتخابية لم تكلل بالنجاح لكنها في المقابل تبقى تجارب مفيدة لك ، ماهي الدروس التي تستخلصها من تراكمات هذه التجارب ؟

ج  خلال حكم الرئيس الأسبق السيد زين العابدين بن علي خضت أربع تجارب انتخابية برلمانية ، ثلاث منها جزئية في ولاية باجة سنة ٢٠٠١ بقائمة عنوانها "الأمانة"، وفي الكاف سنة ٢٠٠٢ بقائمة عنوانها "الكرامة"، وفي أريانة سنة ٢٠٠٣ بقائمة عنوانها "الحرية أوّلا". ثم شاركت في الانتخابات الوطنية لسنة ٢٠٠٤ بقائمة عنوانها "الضمير". وفي المناسبات الأربع دافعت عن الحريات وعن العفو التشريعي العام والتوازن الجهوي والعدالة الاجتماعية. وكانت فرصة بالنسبة لي للالتحام بالناس الذين لقيت منهم القبول الحسن. 

بكل تأكيد لم تساورني أية أوهام في الفوز بمقعد في المجلس التشريعي، لكني كنت رفضت أن أركن للخوض في الشأن العام في زوايا المقاهي، وكنت سعيدا وفخورا بالتوجه برسالتي مباشرة للناس والخوض معهم في شؤونهم وفي ما يخدم البلاد، بقطع النظر عن النتيجة الانتخابية. كانت في الحقيقة ورغم التعب، متعة لا تضاهيها متعة. واليوم أعيد السير على نفس الدرب.

 

س : حاول والدك الاستاذ عبد الرحمان الهاني منافسة الرئيس الأسبق بن علي لكنه تعرض الى ضغوطات وعراقيل عجلت اعتزاله للسياسة ، فهل يمكن أن يكون ترشحك محاولة للثأر لوالدك ؟

ج  المسألة ليست مسألة ثأر، ولي من الحب لبلدي والوعي بأن العمر لمن يريد أن يبني أقصر من أن يجد فيه متّسعا للثارات. والدي المناضل القومي الأستاذ عبد الرحمن الهاني أطال الله في عمره مدرسة وطنية ملهمة في العطاء لتونس وافتدائها بالغالي والنفيس، وأنا ابن تلك المدرسة. في ١٩٨٩ عندما التفت الطبقة السياسية كلها أو أغلبها حول الرئيس الأسبق، اختار مع المناضل الوطني عز الدين الحزقي أن يرشحا نفسيهما ضده دفاعا عن قيم الجمهورية ومبادئ التعددية. وفي ١٩٩٤ ترشح ضده انطلاقا من نفس المبدإ، وكلّفه ذلك وكلّفنا ما كلّفنا. لكن تلك التضحيات لم تذهب سدى لأن النظام اضطر في انتخابات ١٩٩٩ أن يجد طريقة يفسح بها المجال أمام ترشحات أخرى صحيح أنها كانت صورية لكنها عميقة في مغازيها ورمزيتها. 

 

س هناك أمامك " عقبات " قانونية تتمثل في توفير شروط التزكية والحصول على امضاءات عشرة من نواب التأسيسي أو من رؤساء البلديات ، فهل أنت قادر على توفيرها ؟

ج أنا أرفض المنظومة الحالية التي أفرزتها انتخابات ٢٣ أكتوبر ٢٠١١، لذلك سأترشح ضدها ومن خارجها. وبالتالي لن أسعى للحصول على تزكيات من نوّاب مجلس العار ( المجلس آلتأسيسي )  مع احترامي الكامل وتقديري للقلة الوطنية المخلصة فيه، بل سأمضي للناس لأطلب تزكيتهم. سأطلب منهم أن يقفوا لإنقاذ بلدهم. إن توقفت لذلك فيا حبّذا، وإن لم يحصل المراد فحسبي أني رفضت الاستكانة وخضت المعركة. وأيّا كانت نتيجة العملية الانتخابية فمعركتي من أجل عزّة تونس وحريتها متواصلة. أنا جندي مقاتل وسيف مسلول لحماية بلدي،  وكل ما أتمناه على العزيز القدير هو أن  يمنٌ عليّ بالشهادة في ميدان الشرف.