تطرق الصحفي الليبي فريد عدلي في مقال نشر على موقع أراب ميديا ريبورت الناطق بالإيطالية - مشروع ترعاه الرابطة الدولية للحوار بين الثقافات لتطوير وسائل الإعلام في البلدان العربية والبلدان ذات الأغلبية المسلمة بدأ نشاطه في إيطاليا سنة 2013 لمديرها جيانكارلو بوساتي- يوم 4 يوليو 2014، إلى تغطية الإعلام الليبي للأوضاع الأخيرة في البلاد.

واعتبر أن وسائل الإعلام في ليبيا تواجه تحديات عديدة في بلد يشهد اضطرابات كبيرة وعدم استقرار سياسي وأمني، حيث تعرض كثير من الإعلاميين إلى الاعتداء والقتل كعملية اغتيال مفتاح بوزيد رئيس تحرير صحيفة برنيق في 27 مايو 2014.

عوامل وتأثيرات

وأشار فريد عدلي إلى أن مقابلة حية مع تلفزيون النبأ، يمكن أن تكون من العوامل التي عجلت في قرار اغتيال المحامية الليبية سلوى بوقعيقيص، ففي 25 يونيو الماضي يوم الانتخابات البرلمانية، وقبل إغلاق صناديق الاقتراع، تدخلت الناشطة الحقوقية على المباشر لتشهد بأن هناك خرقا للهدنة بين "التنظيمات الجهادية" والقوات الموالية للواء المتقاعد خليفة حفتر.

وقد أعلنت هذه الهدنة للسماح بإجراء الانتخابات في جو آمن، وأكدت بوقعيقيص لمذيع القناة أنها شاهدت من شرفة منزلها في بنغازي إطلاق نار من مدفعية وأسلحة ثقيلة تأتي من المناطق التي تسيطر عليها كتيبة "راف الله السحاتي".وأضاف الكاتب أن بوقعيقيص قد ذكرت أن هناك أطرافا تسعى لإفساد عمليات الاقتراع خوفا من الاستبعاد في الانتخابات.

وبعد هذه المداخلة يبدو أن قرار اغتيالها لكتم صوتها قد اتخذ في إحدى غرف القيادة "للميليشيات الإسلامية المتطرفة "، وفق الكاتب، كما نشر تلفزيون قناة ليبيا الحرة الخبر تحت عنوان: "إسكات صوت حر آخر في طريق الديمقراطية"، وأفادت هيئة الاذاعة والتلفزيون التي تسيطر عليها جماعة "الإخوان" أن عائلة بوقعيقيص تتعرض لتهديدات منذ فترة طويلة وقد نجا أحد أبناءها من هجوم استهدفه.

ولفت كاتب المقال إلى أن الإعلام الليبي لم يكن بمعزل عن الصراع القائم بين الإسلاميين والقوى الوطنية العلمانية، فقد سعى اللواء المتقاعد خليفة حفتر إلى تجنيد وسائل إعلام لصالحه، ودعم عمليته العسكرية التي يشنها في بنغازي ضد "الجماعات الإسلامية".

ومن القنوات المساندة لحفتر نجد "قناة ليبيا الحرة" و"العاصمة"، إلى جانب قناة مصراتة والنبأ التي كانت تغطيتهما للعملية تتسم بالحياد، فوسائل الإعلام المساندة لحفتر كانت تسوق للعملية العسكرية التي يقودها على أنها عملية من أجل "تحرير" ليبيا من "الإرهاب الجهادي"، ومن ناحية أخرى تم اعتبار هذه الحملة انقلابا سيعيد البلاد إلى جحيم النظام العسكري الذي ضحى الكثير من الليبيين من أجل الإطاحة به.كما ذكرت هيئة الاذاعة والتلفزيون أن حفتر يعتبر متمردا على شرعية المؤتمر الوطني العام ، ويسعى إلى الاستيلاء على السلطة بالقوة.

وأكد أن أخبار الاشتباكات في بنغازي بين وحدات الجيش الموالية للواء المتقاعد خليفة حفتر و"الميليشيات" الإسلامية، خضعت في كثير من الأحيان للتشويه والمغالطة ، فعلى سبيل المثال تم التطرق إلى استخدام طائرات هليكوبتر لضرب ثكنتين تحتلها "ميليشيا إسلامية" في بنغازي بشكل مختلف، حيث كانت قناة الحرة في اتصال دائم مع المتحدث الرسمي لقوات حفتر لمتابعة سير العمليات، في حين تناولت محطات تليفزيونية أخرى حجم الخسائر  في صفوف المدنيين جراء استخدام سلاح الجو.