يشن أساتذة التعليم الثانوي غدا الإربعاء و بعد غد الخميس إضرابا عاما بجميع المعاهد التونسية على خلفية مطالب قطاعية، تقول نقابة الأساتذة وهي من أكبر النقابات في تونس، إن وزارة التربية و حكومة مهدي جمعة لم تستجب لها. نقابات المعلمين و المتفقدين كلّها تصدر بيانات متتالية تعكس حجم الخلافات القائمة بين الوزارة الطرف الاجتماعي.
منذ أيام أدى الإضراب المفاجئ في قطاع النقل إلى إصابة العاصمة التونسية بشلل تام، وتصاعد الخلاف بين وزارة النقل والنقابات المهنية إلى حدّ التهديد بالتتبع العدلي للرافضين للعودة لعملهم، الأسبوع القادم قد يشهد إضرابا جديدا في هذا القطاع الحيوي. وفي ذات السياق يعلن طلبة الهندسة عن حركة احتجاجية كبرى بسبب ما يرونه مقاييس غير موضوعية في توجيه طلبة التعليم الجامعي الخاص إلى اختصاص الهندسة. سيل الإضرابات يمس حتّى موظفي الحكومة، وأجهزة الرقابة المالية ، ما يعكس ثقل الملفات النقابية المتراكمة. أما في الحوض المنجمي الذي شهد في العام 2008 ثورة عارمة ضد نظام بن علي، و اعتبره المراقبون البداية الفعلية للثورة التونسية، فإنه يشهد توقفا تاما لإنتاج الفوسفاط الذي يعتبر ثروة منجمية تدر على ميزانية الدولة موارد مالية هامة. ويعود هذا التوقف إلى تباين في الآراء بين النقابات و إدارة شركة فوسفاط قفصة
قنبلة موقوتة
الحراك الاجتماعي، القائم على مطالب مهنية يمثل تحديا كبيرا للحكومة الحالية للحكومة القادمة. ويمكن القول إنّ سلسلة الإضرابات تمثل قنبلة موقوتة قد تنفجر في وجه الحكومة الجديدة، وقد تقود إلى مواجهات غير محمودة العواقب. الأكيد أن الكثير من الملفات الاجتماعية لن تستطيع الحكومة الحالية معالجتها أو حلّها بصفة نهائية. وهي ستبقى عالقة إلى حين مسك الحكومة الجديدة بزمام الأمور، وهي تعرف مسبقا أنها ستكون أمام موجات احتجاج كبيرة في قادم الأسابيع.
مطالب الاتحاد
اتحاد الشغل قدم وثيقة عبّر فيها عن انتظاراته من الحكومة الجديدة، وهي في مجملها مطالب تتعلق بتحسين الأوضاع المعيشية للمواطنين، و القيام بإصلاحات جذرية لعدد من القطاعات. وهي مطالب قديمة في واقع الأمر، لكن تراخي الحكومات المتعاقبة في الاهتمام بالشأن الاجتماعي جعل هذه المطالب تتراكم حتى أصبح الأمر غير محتمل بالنسبة للموظفين و الأجراء. و الحقيقة أن الاتحاد وجه عدة رسائل إلى الحزب الفائز في الانتخابات مفادها ، كيفية تهدئة الأوضاع الاجتماعية وتمهيد الطريق أمام الحكومة الجديدة حتى تستطيع أن تعمل في ظروف إيجابية. غير أن الإضرابات تنفذ في كثير من القطاعات الحساسة تؤكد أن الضغوط الاجتماعية، قد تؤدي إلى انفجار حقيقي.