يواصل الإسلامي المغربي أبو حفص، مراجعاته الفكرية، مقارنة مع أفكاره السابقة التي كانت سببا في اعتقاله على خلفية التفجيرات الإرهابية للدار البيضاء في 16 ماي 2003.

 أبو حفص، واسمه الحقيقي محمد عبد الوهاب الرفيقي،  الذي يقدم نفسه على أنه عضو الأمانة العامة لحزب النهضة و الفضيلة، وهو حزب مغربي صغير ذي مرجعية إسلامية، والمشرف العام على "دار الحكمة للتنمية البشرية و الدراسات الإستراتيجية"،  قال على حائط صفحته على "الفايس بوك"، إن "أشد ما أكره في بعض الدعاة الإسلاميين ذلك الغرور الذي يتملكهم وهم يصورون أنفسهم حماة الدين وحراس الشريعة، ويعينون أنفسهم شرطة على الناس يصححون المفاهيم المغلوطة، ويحاربون المفاهيم المنحرفة حسب أفهامهم، وكأن ما يرونه وحيا معصوما منزلا من السماء، ويحشدون لذلك كل القاموس العسكري والمصطلحات الحربية، وكأن مخالفهم داعية للكفر والزندقة والرذيلة، دون أي اعتبار لاختلاف الأفهام والرؤى و المدارك، يصنع لنفسه قالبا معينا ويريد أن يكون الناس جميعا على قالبه" .

  وأضاف أن"خلاصة الكلام أن بعضهم ، عافانا الله وإياكم،  لضعف نفسي لا يحيا إلا بمثل هذه المعارك، و لا يجد إلا في مثل هذه المواطن.

 وقال أبو حفص "إنه لا يمنعك أحد من مخالفة غيرك، و لا يمنعك أحد من أن تعارض و تنتقد وتعطي التصور الذي تشاء لأي موضوع، لا إشكال في أن تكون متشددا أو ميسرا.

لكن المشكل النفسي الذي يجب أن تبحث له عن علاج هو حين ترى في كل مخالف لك منحرفا، وحائد عن منهجك مميعا،ومعارض لفكرك هادما.

وأضاف "أن ترى كل مخالف لك منحرفا هو الانحراف، أن ترى في كل معارض لك مائعا هو عين الميوعة و الإسفاف، أن تكون على المواقع الزرقاء أسدا و في الواقع نعامة هو الخلل، أن ترى ما أنت عليه هو الحق الذي لا حق بعده، و الدين الذي لا دين غيره، هو الأزمة النفسية و الفكرية التي تحتاج لعلاج، و أي علاج".

وختم أبو حفص أنه "أعظم من هذا كله حين تعرف أن الأمر مهما ألبس من لبوس الدين و الدفاع عن الشريعة لا يعدو أن يكون عقدا نفسية و حظوظا شخصية".