تواجه دول المغرب العربية، تهديدات جدية خلال رمضان المقبل في ظل اتساع رقعة نفوذ تنظيم داعش في الأراضي الليبية، ومبايعة عدد من الجماعات المتشددة في المنطقة للتنظيم الذي يحيي الذكرى السنوية الأولى لتأسيسه في الثلاثين من يونيو. وأكدت مصادر مطلعة لـ«البيان»، أن أجهزة الأمن والمخابرات في كل من تونس والجزائر والمغرب وموريتانيا، رفعت من وتيرة تعاونها أخيراً، وبخاصة بعد سيطرة التنظيم على مناطق جديدة وقاعدة جوية. وأضافت المصادر أن لقاءات سريّة جرت أخيراً بهدف التنسيق بين دول الاتحاد المغاربي لمواجهة تصعيد محتمل قد يجعل من رمضان المقبل شهراً فوق بركان.

وفي ليبيا توعد التنظيم بولاية برقة، القائد العام للجيش الليبي خليفة حفتر بحرب طويلة الأمد، وقال في رسالة نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، إن حرباً طويلة في انتظار الجيش الليبي وأعوانه. ونشر مقاتلو التنظيم صوراً لعشرات الصواريخ قالوا إنها في انتظار دبابات الجيش الليبي في حال اقترب من قواعدهم. وقال التنظيم إن «رمضان سيكون شهر الفتوحات»، على حد ما جاء في تسجيل جديد بثه على مواقع الإنترنت.

مواقع مهمّة

ويرى مراقبون أن «داعش» الذي سيطر على مواقع مهمة منها هوارة والكويفية ونقطة 52 بين جدابيا والبريقة، وتموقع مئات من عناصره في جبال الهروج المتاخمة لمناطق الجفرة وفي أطراف الجبل الغربي المتاخمة للحدود المشتركة مع تونس سيسعى خلال رمضان للتوسع في مناطق الهلال النفطي وسط البلاد، وفي منطقة الواحات باتجاه الجنوب، مع محاولات لبث الفوضى في العاصمة طرابلس ومدينة مصراتة.

في الأثناء، أعرب وزير الداخلية التونسي محمد ناجم الغرسلي عن أمله في ألا يشهد شهر رمضان والصيف المقبل عمليات إرهابية، وأن تبادر القوات الأمنية والعسكرية بمهاجمة وتعقب الإرهابيين ومحاصرتهم ولا تترك لهم الفرصة للتخطيط لاستهداف قوات الأمن والمؤسسات والمواطنين وضيوف تونس.

تهديدات

ووصف التهديدات الإرهابية من ليبيا بـ«المقلقة»، وأكد أنَّ الأوضاع على الحدود التونسية الليبية متوترة، مشيراً إلى «أنَّ المؤسّستين العسكرية والأمنية، تمكَّنتا من التصدي لمحاولات مجموعات إرهابية استهدفت اختراق الحدود».

وأكد رفيق الشلي وزير الدولة التونسي المكلف بالشؤون الأمنية، أن بلاده منتبهة حيال توسع «داعش» في ليبيا، خصوصاً بعد سيطرتها على سرت وعدد من المناطق المجاورة لها. وقال: «نحن لا نقول إن داعش وصلت إلى تونس بل نقول إنها توسعت في ليبيا، ما يقتضي منا التحلي بمزيد الحيطة والانتباه لتحركاتها هناك».

حدود الجزائر

قال مصدر أمني جزائري، إن الإرهابيين في ليبيا لم يعد يفصلهم عن الحدود الجنوبية الشرقية للجزائر إلا ألف كلم من الأراضي الصحراوية المفتوحة تماماً. ووفق ما كشفه مصدر أمني، فإن قيادة الجيش استنفرت أكثر من 50 ألف عسكري ودركي على الحدود مع ليبيا، بعد سيطرة جماعات مسلحة تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية على مدينة سرت الليبية، وتقرر في هذا الصدد رفع درجة التأهب إلى أقصى مستوى.

*البيان