اعتذر الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل حسين العباسي في تصريح إعلامي منذ قليل اعتذارا رسميا للشعب التونسي و ذلك على خلفية الإضراب الذي نفذته أعوان نقل تونس طيلة 4 أيام ، مشيرا في الان ذاته أن الفئة المتوسطة و الفقيرة هي المتضرر الفعلي وراء هذا الإضراب.
و تساءل العباسي عن الأسباب وراء عدم تنفيذ اتفاقية 8 ديسمبر الجاري مفيدا أن الحكومة تراجعت بتعلة أن المبلغ ليس كما هو متوقع " وفق تعبيره.
و استنكر الأمين العام للاتحاد عدم مبالاة الحكومة بالاتفاقية و بالمعاناة التي يعانيها أعون نقل تونس، مشيرا إلى أنه سيتنكر «سوء النية" حسب تعبيره من طرف جهات معينة.
و دعا العباسي كل من لديه حقد أو سوء نية بالاتحاد أن يوضحه في العلن، أما اتباع طرق أخرى من شأنها ضرب مصداقية التفاوض و التعاون ما من شأنه ضرب الحوار الوطني .
و أكد العباسي أن الاضراب هو احتجاجي تطور في الزمن نتيجة تعنت مدروس و عدم الجلوس حول مائدة الحوار للتفاوض من قبل وزارة النقل " على حد تعبيره.
و فيما يتعلق بالتهديدات التي طالت مقر الاتحاد و أمينه ، أكد العباسي أن شخصا ما اتصل به نافيا ذكر هويته و أعلمه بأنه مستهدف من قبل أطراف معينة ، مشيرا إلى أن هذا التهديد يعد الثامن من نوعه يتلقى فيه العباسي تهديدات ارهابية بالأساس ، و استنكر علاقتها بالاضطرابات التي تشهدها البلاد و خصوصا إضراب النقل، قائلا "شخصيا أستبعد ذلك على اعتبار أن الارهابيين يترصدونني منذ مدة"، مضيفا أنها كلها عمليات تشكيك ليست ناجمة عن الحركات الاحتجاجية.
و أفاد العباسي أن هذه التهديدات جادة و أكبر دليل على ذلك أن وزارة الداخلية التونسية نشرت بلاغا على صفحتها الاجتماعية تعلن فيه جدية التهديدات التي طالها الأمين العام لاتحاد الشغل.
و أشار العباسي أنه لم يلاحظ تكثيفا في الحراسة ، قد تشهد تعزيزات في الأيام القليلة القادمة.
و فيما يتعلق بتشكيل الحكومة ، أوضح العباسي أن الاتحاد غير معني بهذا الموضوع بل أن رئيس الحكومة المكلف و الحزب الأغلبي هما المعنيان بتشكيل الحكومة، إلا أن الاتحاد قدم مجموعة من التصورات و الرؤى للمرحلة القادمة تمثلت في 5 محاور كبرى على غرار الجانب الأمني و الاجتماعي و الاقتصادي و التنمية و موضوع الشباب.
وأفاد العباسي أن جميع الأطراف معنية بالدخول في الحكومة القادمة لأن البلاد تحتاج أوسع ما يمكن من الأطراف" حسب تعبيره، نافيا الإعلان عن موقفه بخصوص مشاركة النهضة في الحكومة القادمة.
و أشار العباسي أن الاتحاد يتحمل المسؤولية الكاملة و مستعد للتضحية شريطة تضحية كل الأطراف و بذل المزيد من الجهود لإنجاح الحوار و ليكون أكثر جدية و مسؤولية.
و ختم العباسي قوله بأن الاتحاد يطالب بعدالة اجتماعية خاصة فيما يتعلق بالتوزيع العادل للثروات و العدالة الجبائية، مشددا في ذات الصدد على أن البلاد تحتاج في المرحلة الراهنة إلى إصلاحات عميقة .