التقى عدد من ممثلي برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، مع عميد بلدية بنغازي عبد الرحمن العبار، لمناقشة أفضل السبل التي يمكن لبرنامج الأغذية العالمي، ومنظمات الأمم المتحدة الأخرى، من خلالها تقديم الدعم للبلاد.

وبين برنامج الأغذية العالمي عبر صفحته الرسمية أن ممثلي البرنامج التقوا أيضاً بإدارة مؤسسة ميناء بنغازي البحري لمناقشة القضايا المتعلقة بالميناء الذي يمثل نقطة بالغة الأهمية لدخول المواد الغذائية ومواد الإغاثة الإنسانية الأخرى إلى البلاد. 

وأكد البرنامج انه بدون توفير إمكانية الدخول تلك عن طريق الميناء، سيواجه البرنامج، وغيره من الوكالات التابعة للأمم المتحدة، صعوبة كبيرة في تقديم المساعدات لأشد الفئات احتياجاً في ليبيا والمنطقة الذين يعانون من أجل تلبية احتياجاتهم الأساسية بسبب النزاع الدائر وعدم الاستقرار.

وقال سامر عبد الجابر، المدير القُطري لبرنامج الأغذية العالمي في ليبيا، في أعقاب اللقاءات: "لقد وفر الميناء هنا ممراً أساسياً لجلب المساعدات الإنسانية إلى الفئات المتضررة من حالات الطوارئ في السودان وتشاد مضيفا "نأمل الآن في الاستفادة من هذا الميناء لمساعدة المحتاجين داخل ليبيا وفي الوقت نفسه تقديم المساعدة لبناء قدرات البلديات المحلية."

وشملت مباحثات عميد بلدية بنغازي مع المدير القُطري لبرنامج الأغذية العالمي احتياجات المنطقة، بما في ذلك توسيع نطاق الشراكات مع المنظمات غير الحكومية، والسبل التي تمكن البرنامج من تقديم المساعدات الغذائية باستخدام القسائم الإلكترونية للمواد الغذائية وتناول الطرفان أيضاً إمكانية إطلاق برنامج الوجبات المدرسية لتلاميذ المدارس.

وأضاف عبد الجابر: "مع تغير الوضع في ليبيا، يجب أن تتغير استجابتنا وتابع "يسعى برنامج الأغذية العالمي لإعادة تشكيل عملياته في البلاد من خلال المبادرات المصممة لدعم الأسر المحتاجة، وتعزيز شبكات الأمان الاجتماعي، وبدء أنشطة سبل كسب الرزق، وفي الوقت نفسه مواصلة تقديم المساعدات الغذائية الطارئة. ونحن نتطلع للعمل مع العميد وفريق عمله لتوسيع نطاق هذه المبادرات الجديدة حتى تشمل أيضاً منطقة شرقي ليبيا."

وزاد انه من الصعب الدخول لمدينة بنغازي التي يمزقها النزاع "مما يجعل من الدخول الآمن للمساعدات الضرورية أمراً في غاية الصعوبة ولذلك يعمل برنامج الأغذية العالمي مع السلطات التونسية والليبية لإطلاق الخدمات الجوية الإنسانية التابعة للأمم المتحدة والتي ستيسر تشغيل الرحلات المنتظمة من تونس إلى مواقع مختلفة في ليبيا من بينها بنغازي ومن المرجح أن توفر رحلات الخدمة الجوية الإنسانية من ليبيا وإليها دعماً كبيراً لوجود المجتمع الدولي داخل ليبيا".

وأردف "بسبب النزاع وعدم الاستقرار السياسي، كان برنامج الأغذية العالمي والفريق القُطري التابع للأمم المتحدة في ليبيا ينفذون عملياتهم عن بُعد من تونس منذ عام 2014. ولكن بعد تحسن الأوضاع الأمنية، تمكن البرنامج في شهر فبراير الماضي من فتح مكتباً له في طرابلس كما يعمل البرنامج حالياً على أن يكون له مكتباً في بنغازي. وقد وصفت اللقاءات التي عُقدت الأسبوع الماضي على أنها خطوة أولى نحو تقديم دعم مباشر للمنطقة الشرقية في ليبيا".