أكد البيان الختامي لمؤتمر باريس الدولي حول ليبيا على ضرورة إجراء الانتخابات الليبية في موعدها المقرر في الرابع والعشرين من ديسمبر المقبل وإنشاء هيئة المصالحة الوطنية العليا بليبيا برعاية المجلس الرئاسي الانتقالي.

وشدد البيان الختامي على الاحترام الكامل لسيادة ليبيا واستقلالها ووحدة أراضيها ووحدتها الوطنية والتزام كل الدول المشاركة في المؤتمر بذلك، ورفض جميع التدخلات الأجنبية في الشؤون الليبية، مشيدا بالتقدم المحرز نحو إحلال السلام وإرساء الاستقرار في ليبيا منذ مؤتمر برلين الأول، من خلال توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في 23 أكتوبر 2020، واعتماد خريطة الطريق السياسية الليبية في تونس العاصمة في 15 نوفمبر 2020، والموافقة على حكومة الوحدة الوطنية الانتقالية في 10 مارس 2021، ولتسليط الضوء على مؤتمر باريس ومخرجاته، أجرت بوابة إفريقيا الإخبارية هذا الحوار مع مدير مركز الأمة للدارسات الإستراتيجية الدكتور محمد الأسمر، وإلى نص الحوار: 


-مؤتمر باريس نقلة نوعية فيما يتعلق باهتمام الولايات المتحدة الأمريكية بالملف الليبي.

-مخرجات مؤتمر باريس منصوص عليها في قرارات مجلس الأمن رقم 2570، و.2571

-إلى الآن لا وجود لآليات معلنة ومجدولة زمنية لخروج المرتزقة من ليبيا.

-خالد المشري يعبر عن إرادة تركيا والإخوان المسلمين.

-المعركة القادمة هي معركة نفاذ القانون واستلام السلطة بشكل رسمي ثم الذهاب إلى معركة إجلاء القوات الأجنبية وإعادة الإعمار والبناء.


بداية.. كيف تابعتم مسارات الحوار بين الأطراف الليبية خلال الاشهر الاخيرة وصولاً إلى مؤتمر باريس؟

مسارات الحوار بين الأطراف الليبية خلال الأشهر الأخيرة تكاد تكون منعدمة، فليس هناك حوار حقيقي، كان مأمول إقامة مؤتمر للمصالحة الوطنية بإشراف مفوضية المصالحة التي كان من يجب إقامتها وفقا لمخرجات خارطة الطريق الصادرة في نوفمبر بتونس العام الماضي، وكان هناك الحدث المميز مؤتمر استقرار ليبيا وهو يُعد نقلة نوعية بعض الشيء، ولكن لا وجود لأي قرارات فعلية من الناحية التنفيذية، كله مجرد تأكيد وتأييد لكل المخرجات السابقة. 

بالنسبة لمؤتمر باريس فهو نقلة نوعية أيضا فيما يتعلق باهتمام الولايات المتحدة الأمريكية الذي تمثل في حضور نائب الرئيس، فأمريكا كانت توكل الملف الليبي لحلفائها وأصدقائها في أوروبا تحديدا، ولكن مؤتمر باريس إذا تم تنفيذ مخرجاته فسيكون نقطة رائعة جدا والتوقيت مهم أيضا، المخرجات كلها منصوص عليها في قرارات مجلس الأمن قراري 2570، و2571 الصادرين في السادس عشر من أبريل ينصان على إدراج عقوبات للمعرقلين للعملية السياسية وضرورة إتمام العملية السياسية والوصول بها إلى مرحلة الانتخابات المرجوة.


ما قراءتكم لردود الأفعال والتصريحات المحلية حول مؤتمر باريس؟

في الحقيقة أبرز التصريحات التي يجب أن نوقف عندها بعد مؤتمر باريس، هو المؤتمر الصحفي الذي عقد بحضور رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة، والذي عندما سأل "هل ستسلمون السلطة لم سيفوز في الانتخابات؟"، أجاب قائلا: "إذا كانت الانتخابات نزيهة ولو كانت قائمة على اشتراطات الشفافية سوف نسلم"، وهذا يعد خرقا صريحا، خارطة الطريق تنص على تسليم السلطة في الرابع والعشرين من ديسمبر وأن تبقى الحكومة حكومة تسيير أعمال فقط إلا حين إعلان النتيجة، من يحدد الانتخابات نزيهة أم لا هي بعثة الأمم المتحدة للدعم لأنها مددت في مهامها إلى 30 من يناير المقبل، إذا فهذه النقطة ليست من اختصاص الحكومة.


هل هناك بوادر لحل ملف المرتزقة؟ 

ما يلوح في الأفق هو ليس حلاً قريباً، لازالت تركيا إلى حد الآن متزمتة ومتعنتة ومتمسكة لا ننسى بعد زيارة حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة هذا الشهر إلى تركيا حيث اتفقوا على زيادة القوات التركية المتواجدة في ليبيا، وأنقرة تقول أن القوات التركية في ليبيا ليست أجنبية خلافا للأعراف الدولية فيما يتعلق بقوات الزائرة، وبالتالي إلى حد الآن ليس هناك منهجا عمليا حقيقيا، قامت لجنة 5+5 من طرف القيادة العامة بالتصريح عن خروج 300 من مرتزقة كدفعة أولى وكان يجب الرد على هذه المبادرة بأن الجانب الآخر يقوم بالمثل، ذلك كله لم يتم، وبالتالي وإلى حد الآن لا وجود لآليات معلنة ومجدولة زمنية.


ماذا عن موقف رئيس مجلس الدولة خالد المشري بإعلانه مقاطعة الانتخابات؟ 

خالد المشري يدرك جيدا أنه الخاسر في هذه المرحلة، فالجسم الذي يسمى بمجلس الأعلى للدولة غير موجود في الانتخابات، موجود رئيس حكومة ومجلس نواب فقط، وبالتالي المشري ومجلس يحاولون الحافظ على مراكزهم ليس إلا، مرة بإعلان المقاطعة، ومرة بمحاولة الذهاب بالانتخابات تحت قبة البرلمان، ومرة أخرى حين قالوا إن الشعب الليبي إذا انتخب رئيس سيكون ديكتاتورا وكل هذه المحاولات باءت بالفشل، فمن هم الذين معهم الآن؟ الشعب الليبي يريد الانتخابات، وخالد المشري يعبر عن إرادة تركيا والإخوان المسلمين.


ما السيناريو المستقبلي حال نجاح الانتخابات أو فشلها في ليبيا؟

بعد نجاح الانتخابات في ليبيا هناك معركة أخرى، فهل بالفعل سيتم تسليم السلطة للمترشح الفائز وكذلك البرلمان، شهدنا أن المليشيات تهدد وهي مسيطرة على مفاصل مهمة في ليبيا، المعركة القادمة هي معركة نفاذ القانون واستلام السلطة بشكل رسمي ثم الذهاب إلى معركة إجلاء القوات الأجنبية وإعادة الإعمار والبناء.