كشفت مصادر مسؤولة في مشيخة الأزهر بالقاهرة، عن أن شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب سوف يعلن الخميس المقبل في ختام أعمال ملتقى «مواجهة الإرهاب»، الذي يستمر على مدار يومين اعتبارا من الأربعاء 3 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، «الدول التي تدعم الإرهاب». بينما قال وكيل الأزهر الدكتور عباس شومان أمس إنه «تم توجيه الدعوة لـ120 دولة عربية وأجنبية، من بينها إيران، وبمشاركة ممثلين عن الكنائس الشرقية، لحضور ملتقى الأزهر الدولي عن الإرهاب».
وأيد الأزهر توصيات مؤتمر مكافحة الإرهاب الذي عقد في جدة بالمملكة العربية السعودية في سبتمبر (أيلول) الماضي، وأكد وقتها أن «مواجهة الإرهاب في العالم العربي يجب أن تكون مواجهة شاملة لكل إفرازات هذا الداء الخبيث الذي ابتليت به الأمة العربية»، وقالت المصادر المسؤولة في مشيخة الأزهر إن «علماء الأزهر رحبوا وقتها بالتوصيات التي أقرها مؤتمر مكافحة الإرهاب، وأهمها محاصرة تنظيم داعش من الناحية السياسية والاقتصادية والفكرية والعسكرية والأمنية والاستخباراتية». وقال شومان، وهو الأمين العام لهيئة كبار العلماء بمصر، خلال لقائه مع الإعلاميين والصحافيين أمس بمقر مشيخة الأزهر «ملتقى مواجهة الإرهاب سيشهد تمثيلا لجميع الفئات من السنة والشيعة والصابئة لبحث مواجهة الإرهاب»، لافتا إلى أنه تم توجيه الدعوة لـ120 دولة منها إيران. وأكد الدكتور شومان أن «التكفير والعنف والإرهاب والإلحاد كلها أفكار هددت السلم العام، وهددت العالم بالدخول في دوامة الحروب، وانطلاقا من دور الأزهر الشريف لمواجهة تلك الأفكار من الإرهاب والتطرف، وهما معول للهدم والدمار، وأنه على مؤسسات الدولة الوقوف ضد تلك الأفكار، لذلك دعا الأزهر علماء الأمة للتشاور وتفنيد تلك الأفكار والرد عليها، وذلك بمشاركة ممثلين عن الكنائس الشرقية».
وقال الأمين العام لهيئة كبار العلماء بالأزهر (أعلى هيئة دينية في مصر)، إن «الإمام الأكبر الدكتور الطيب قرر أن يكون تنظيم ملتقى الأزهر لمكافحة التطرف والإرهاب أزهريا خالصا، ليكون بعيدا عن خدمة أي أغراض سياسية أو غير سياسية في الداخل أو الخارج»، مشددا على أن المؤتمر ليس سياسيا ولم يكن بإيعاز من أحد؛ بل باقتراح شيخ الأزهر، موضحا في بيان لمشيخة الأزهر أمس أن «شيوخ الأزهر على مر التاريخ وقفوا في وجه أعتى الحكام، ولم يقدموا تنازلا واحدا في أي مسألة أو قضية دينية».
وعن محاور المؤتمر، أوضح شومان أنها تشمل تحديد المفاهيم المغلوطة كـ«الإلحاد، والخلافة الإسلامية، والتطرف، وأثر الإرهاب في المجتمعات العربية» وغيرها، إلى جانب الرؤية المستقبلية لمواجهة الإرهاب، وما الذي يجب أن نفعله لمواجهة هذا الخطر، مشيرا إلى أن الملتقى الدولي للأزهر دعي له سفراء وعلماء جميع الدول العربية خاصة المملكة العربية والسعودية وعدد من الدول الغربية، مشيرا إلى حضور ممثلين عن الإيزيديين للتحدث عما تعرضوا له من إرهاب، وموضحا أنه من المقرر أن يخرج المؤتمر برؤية مستقبلية من أجل التصدي لهذه الأفكار المتطرفة. وقالت المصادر المطلعة في مشيخة الأزهر لـ«الشرق الأوسط» إن «الملتقى سيعلن في نهايته بيانا يفضح فيه الصانع الأساسي للإرهاب وفضح الدول التي تدعمه، وكل من يحاول زعزعة استقرار مصر فهم واهمون، فصانعو الإرهاب سينقلب عليهم». وتابعت المصادر بقولها إن «الأزهر سيكشف الغطاء أيضا عن أفعال تنظيم داعش الإجرامية.. وسيطالب العالم الغربي بالكف عن إلصاق الإرهاب بالإسلام حتى ولو تمت على أرض المسلمين، فعليهم أن يصفوهم بالإرهابيين دون الإسلاميين».

*نقلا عن الشرق الأوسط