ذكر موقع راديو فرانس انتار في تقرير بعنوان : "الأمم المتحدة عاجزة أمام تردي الوضع في ليبيا" أن بعثة الدعم الأممية في ليبيا، لم تنجح بعد في محاولاتها لبدء حوار بين مختلف الأطراف المتصارعة، خاصة في ظل إعلان حكومة الثني نيتها إطلاق هجوم عسكري لاستعادة السيطرة على طرابلس من قوات "فجر ليبيا" منذ الصيف الماضي، ما أجبر حكومة الثني والبرلمان المنتخب في يونيو الماضي على اللجوء إلى مدينة طبرق شرق ليبيا.
ومازال مجلس النواب المنحل والحكومة المنبثقة عنه مجبرة على البقاء في ضواحي مدينة طبرق بسبب مخاوف من تعرضها للاعتداء إذا غادرت المنطقة.
مسار
على الصعيد الميداني يبدو أن تنظيم "الدولة الإسلامية" قد تمكن من السيطرة على مدينة درنة كما يقوم بمحاربة قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر جنبا إلى جنب و"جهاديين" من بنغازي.
ومازالت سلطات طرابلس تلاحق كتائب الزنتان التي تساند سلطات طبرق، لكن كتائب الزنتان ردت بقصف عسكري على مواقع في العاصمة طرابلس عقب قصف جوي نفذته الإمارات في طرابلس الصيف الماضي بمساعدة مصرية.
ويواصل المبعوث الأممي في ليبيا برناردينو ليون جمع مختلف أطراف الصراع إلى طاولة الحوار لبدء مسار السلام، لكن سلطات طرابلس اشترطت عدم اعتراف المجتمع الدولي بسلطات طبرق، بينما قاطعت القوى "الجهادية" اجتماع غدامس المنظم من قبل الأمم المتحدة في سبتمبر الماضي، ما جعل الاجتماع ينتهي بالفشل.
تحذيرات
على صعيد متصل نقل موقع ناكست أفريك الفرنسي المهتم بالشؤون الإفريقية عن المبعوثة الخاصة للأمم المتحدة لمنطقة الساحل ايروت غيبري سيلاسي قولها أمام مجلس الأمن الدولي إن تدهور الوضع في ليبيا يهدد استقرار دول الساحل.
واعتبرت سيلاسي أنه "إذا لم تتم السيطرة على الوضع في ليبيا سريعا، يمكن أن يتزعزع استقرار العديد من دول المنطقة في المستقبل القريب" ، مؤكدة أن " المزاعم المتواترة بشأن اتهام تنظيم الدولة الإسلامية بإقامة مراكز تدريب في ليبيا مثيرة للقلق على نحو خاص".
وذكرت المسؤولة الدولية بتدفق السلاح والمخدرات باتجاه الساحل إثر الإطاحة بالقذافي، ما ساهم في إضعاف الدول المجاورة لليبيا وغذى التهريب بجميع أشكاله.
وقالت سيلاسي إن 20 ألف قطعة سلاح قادمة من ليبيا عبرت إلى منطقة الساحل وأن القسم الأكبر من 18 طنا من الكوكايين تبلغ قيمتها 1,25 مليار دولار، تصل إلى غرب إفريقيا عبر الساحل.
وأضافت سيلاسي أن أمن منطقة الساحل تأثر أيضا بفظاعات مجموعة "بوكو حرام" في شمال نيجيريا وبالأزمة في شمال مالي وجمهورية إفريقيا الوسطى.
وأشارت سيلاسي إلى معلومات حديثة مقلقة مفادها أن "بوكو حرام" تجند مقاتلين من بين عشرات آلاف اللاجئين الذين فروا من شمال نيجيريا إلى النيجر وتشاد والكاميرون.
ونبهت سيلاسي إلى أن "ظهور ايبولا مؤخرا في مالي قد يكون الصدمة التي لا تحتمل في المنطقة"، مضيفة "من المهم أن تملك بلدان الساحل القدرات الضرورية للوقاية من انتشار هذا الوباء".
وكانت الأثيوبية ايروت غيبري سيلاسي عينت في هذا المنصب في مايو الماضي خلفا لرئيس الحكومة الايطالي السابق رومانو برودي.