بوابة افريقيا الاخبارية \ متابعات 

1) وادي الهَيرة أو الهيرة هي أرض زراعية بعلية تملكها الدولة الليبية، تبلغ مساحتها 3700 هكتار، 

2) يمتد الوادي على جانبي الطريق الرابط بين العزيزية وغريان و مـن قدم الجَبل الغربي جنوباً ( غريان ) إلى مشارف مدينة العَزيزية شمالاً ، ومن حدود منطقة الزاوية غَرباً إلى حدود السَبيعة وسوق الأحد شَرقاً .

3) تذكر الرواية الشفوية بأن الوادي كانت أرضه شَاسعة المساحة ذات طبيعة متباينة بين المنبسطة والمرتفعة والمنخفظة ، وهو مَرعى خصب تكثر به أشجار السَدر والعوسج والبَّلوط والسَرو والحشائش المتنوعة والكثيرة كالديسْ والحَلفاء والأعشاب الطبية الجَعدة والربيانة والشَندقورة والشَيح والزَعتر وغير الطبية كا النجم والنجيل وغيرها مما لا يعد ولا يحصى ويختـرقه نهـر كبيـر يطلق عليه ( وادي الهَيرة ) المتفرع إلى عدة مجاري رئيسية وفرعية تنتهي بالوصول إلى البحر الأبيض المتوسط في الشمال .

وقد استقر به رجل ثري له من المَال السَارح ( المواشي ) الخير الكثير اسمه ( مُحسن ) حتى أطلق على هذا الوادي اسم هذا الرجل الثري والغني

وبمجيء الحكم التركي إلى ليبيا استولت الحكومة التركية على الوادي وجَعلته من ضمن ممتلكاتها وأطلقت عليه ( وادي الهَيرة ) نتيجة لخصوبة تربته واتساع رقعة أرضه .

4) بعد استقرار الأمور قررت الحكومة التركية في ليبيا بيع وادي الهَيرة بالمزاد العَلني ، فكان من الطبيعي أن يتقدم للمزاد أقرب قبيلتين مجاورتين وملاصقتين للوادي وهما : قبيلة ورشفَّانة وقبيلة الرقيعات .

انتدبت قبيلة ورشفَّانة أحد رجالاتها واسمه ( بن سَالمْ ) شيخ قبيلة أولاد مبارك التي تعد من أكبر قبائل ورشفَّانة عدداً في السكان ، وانتدبت قبيلة الرقيعات أحد رجالاتها واسمه ( بن حمَادي ) اللذان اجتمعا في المكان والزمان المحددين وفُتح بينهما المزاد .

استمر المزاد على هذه الرقعة الخصيبة والشَاسعة من الأرض لعدة سنوات كلا يزايد على منافسه من دون استقرار المَزاد على أحد المتنافسين .

راودت أحد الرجلين المتنافسين فكرة اختمرت في دَاخله وهو الشَيخ بن سَالم شيخ أولاد مبارك من قبيلة ورشفَّانة الذي قرر أن يجتمع مع الشَيخ بن حمَادي المنتدب عن قَبيلة الرقيعات ويتفق معه على عدم المزايدة والتي لا يستفاد منها إلاَّ الأتراك واتفقا على أن يتخلى الشيخ بن حمادي عن حقه في شراء الوادي ودخوله في المزايدة العَلنية ، واتفقا مشافهة على أن يتم تقسيم الوادي بينهما مناصفة .

اشترت فبيلة ورشفَّانة وادي الهَيرة الذي وأصبح ملكاً خَالصاً لها بناءً على ورقة ( فَرمان ) صادرة من الحَاكم التركي .

أراد بن حمَادي مَندوب قبيلة الرقيعات أخذ نصيبه من الوادي في الجَهة الشَرقية المتأخمة لحدود أرض فبيلته ، فجمع الشيخ بن سَالمْ شيوخ وزعماء قبيلته وأخرج لهم ورقة شراء وادي الهَيرة من الحَاكم التركي وأخبرهم بأن الوادي صار ملكاً مُشاعاً لهم بناءً على هذه الورقة ، إذا أرادوا الدفاع عنه فليتجهزوا لذلك ، كما أخبرهم بأن قبيلة الرقيعات ستقتحم الوادي لأنه كذب على زعيمهم وخذله في اقتسام الوادي مقابل ملكية الوادي لقبيلته ، وبسرعة تم تقسيم الوادي بين أبناء قبيلة ورشفَّانة حسب كثافتهم السكانية وبما يعرف عندهم فـي ذلك الوقت بـ ( الحَبلْ ) و( السِّكة ) .

كان من نتائج ذلك قيام حرب ومعارك طاحنة وغارات مستمرة بين القبيلتين الجَارتين استمرت فترة طويلة من الزمن ، ولم تنتهي إلاَّ بدخول الاستعمار الإيطالي إلى ليبيا حيث تنتهي المعارك والصراع المحتدم والتطاحن الداخلي بتحالف أبناء الوطن الواحد مع بعضهم البَعض لمقاومة العدو المشترك والمتمثل في الاستعمار الإيطالي البغيض .

5) أدرجت الدولة تلك المنطقة ضمن المناطق التي تعاني من التصحر، وبسبب هذة المشكلة التي أصبحت عائقا حقيقيا وزحف الرمال بكميات كبيرة على الطريق الرئيسي الرابط بين العزيزية وغريان والذي يعتبر من الطرق الرئيسية الرابطة بين الشمال والغرب الليبي أدرجته الدولة من ضمن مشروعها لمكافحة التصحر بما يسمي "مشروع الهيرة"

6) قامت اللجنة الوطنية لمكافة التصحر ووقف الزحف الصحراوي، بتصميم وتخطيط ساتر شجري على جانبي الطريق والذي يبلغ طول الساتر 7 كيلومتر على جانبي الطريق بحيث تبلغ المسافة الكلية 14 كيلومتر وعرض الساتر 200 متر تبدأ من نهاية المسافة القانونية للطريق، وبلغ عدد الأسطر التي تم تشجيرها 20 سطراً تقريباً. وتم حفر الأجوار وكان لكل جورة حجم 80×80×80 سم والمسافة بين الجورة والأخرى 5 متر

7) بدأ المشروع بأعمال المسح والحفر بتاريخ 18-12-2005، وبدأت أعمال التشجير بتاريخ 22-2-2006، وكان توزيع شتول الغابات على الخطوط حيث السطر الأول والثاني والخامس والتاسع والحادي عشر والخامس عشر نوع الشتول المغروسة كينا، والسطر الثالث والرابع والسابع والعاشر والرابع عشر نوع سنط حقيقي، والسطر الثاني عشر نوع شجر الغاف، والسطر الثامن عشر والتاسع عشر والعشرون والواحد والعشرون نوع سنط مسلح، كما تم زراعة أكثر من 500,000 ألف شتلة غابات من مختلف الأنواع (الكينا، كازارينا، الغاف، البطم، الخروب، أكاسيا فكتوريا  السنط الحقيقي، السنط المسلح ، كما أنجز تشجير 600 هكتار بعدد 60 ألف شتلة زيتون.