توقع البنك الدولي أن يسجل الاقتصاد في بوركينافاسو خلال 2014 معدل نمو 6.8% وأن يبلغ معدل التضخم 2%، موضحا أن النمو مدفوع أساسا بنمو الإنتاج الزراعي، وإنتاج القطن وصناعة الذهب. وقال البنك الدولي في تقرير حديث حصلت وكالة الأناضول على نسخة منه اليوم السبت إن اقتصاد بوركينافاسو يبقى عرضة للصدمات الخارجية مثل قلة الأمطار، والأزمات المالية والنفطية العالمية، وعدم الاستقرار في المنطقة.

وأضاف أن بوركينا فاسو هي بلد غير ساحلي في جنوب الصحراء الكبرى ذات موارد طبيعية محدودة، حيث بلغ نصيب الفرد من الدخل 670 دولار في عام 2013، وعدد سكانها بحوالي 17 مليون  نسمة في عام 2013، وتتميز بنسبة عالية من الشباب 60%، ويبلغ معدل النمو السكاني نحو 3٪.وأعلنت قيادة أركان الجيش في بوركينافاسو اليوم، أن العميد "إيزاك زيدا" الرجل الثاني في الحرس الرئاسي تحت حكم "بليز كومباوري" الرئيس المستقيل حديثا، هو الرئيس الانتقالي للبلاد، حسب مراسل وكالة الأناضول.

وقال الجنرال "نابيري هونوري تراوري"، قائد أركان الجيش البوركيني، اليوم في مؤتمر صحفي حضره مراسل الأناضول، إنه : "تم بالإجماع اختيار العميد إيزاك زيدا لقيادة المرحلة الانتقالية المفتوحة، بعد مغادرة الرئيس كمباوري (...) وفقا للتسلسل الهرمي (العسكري) وعقب مشاورات مع قيادة أركان الجيش".وكان كل من "زيدا" و الجنرال "تراوري"، قد أعلن، كل من جهته، عن نفسه أمس الجمعة "رئيسا انتقاليا" ما زاد في إرباك الوضع على إثر استقالة الرئيس "بليز كمباوري" الذي أجبرته انتفاضة شعبية على مغادرة كرسي الحكم.

وقال البنك الدولي إن اقتصاد بوركينا فاسو يعتمد بشكل كبير على الإنتاج الزراعي، ويمثل  القطن المحصول الذي يدر عملة أجنبية للبلاد، ومع اكتشاف رواسب معدنية كبيرة، ارتفعت صادرات البلاد من الذهب إلى مستويات قياسية في السنوات الثلاث الماضية.وعلى الرغم من الركود في أسعار السلع والأزمة المالية المستمرة في منطقة اليورو، حافظت  بوركينا فاسو على النمو الاقتصادي وتقود البلدان الأعضاء في الاتحاد الاقتصادي والنقدي لغرب أفريقيا. 

وعلى مدى السنوات الـ 15 الماضية، سجلت بوركينافاسو معدل نمو اقتصادي بلغ 5.8%، وتواصل الاستفادة من الدعم المقدم من صندوق النقد الدولي ومجموعة البنك الدولي.  وفي عام 2013، كانت بوركينا فاسو عرضة للانخفاض في أسعار الذهب وركود أسعار القطن، وحقق الاقتصاد نموا بلغ 6.6% مقابل توقعات 7%.وبالإضافة إلى ذلك، فإن الاستثمارات في البنية التحتية لديها تأثير إيجابي على النمو، كما سيكون للسياسات الاجتماعية التي اعتمدتها  الحكومة في عام 2013 و 2014، تأثير على العجز في الموازنة الذي لا يزال يتطابق مع المعايير التي أٌقرها صندوق النقد الدولي.ووفقا لأحدث التقديرات من صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، من المتوقع أن يستمر النمو الاقتصادي في المدى المتوسط​​، وإن كان بوتيرة أبطأ نحو 7% للفترة بين عامي 2014- 2016، ويرجع ذلك أساسا إلى التوقعات بانخفاض أسعار الذهب في السوق الدولية.

وشهدت بوركينا فاسو بعض الاتجاهات الإيجابية في التنمية البشرية، حيث  انخفض معدل وفيات الرضع من 81 حالة لكل ألف مولود  في 2003 إلى 65 حالة لكل ألف مولود في عام 2010. وفي عام 2010، بلغ معدل وفيات الأمهات 341  لكل 100 ألف ولادة ، مقابل 848 حالة في عام 1995. واستقر متوسط ​​العمر المتوقع عند الولادة عند 57 عاما  في عام 2009، وهو أعلى قليلا من المتوسط ​​الإقليمي  50 عاما.

كما شهدت بوركينافاسو تحسنا في قطاع التعليم، حيث ارتفع معدل إجمالي الالتحاق بالمدارس الابتدائية من 57٪ في عام 2005 إلى81%  في عام 2013، وبلغ معدل الأمية بين الشباب 28.7  %  في عام 2010، مقارنة بمتوسط ​​قدره 70٪ في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.وتحسنت فرص الحصول على التعليم الثانوي أيضا من 20٪ في عام 2005 إلى 37٪ في عام 2013 لطلاب الدورة الأولى ومن 5.6٪ إلى 14٪ لطلاب المرحلة الثانية خلال الفترة نفسها.  

وقال البنك الدولي إن بوركينا فاسو تواجه تحديات أخرى في المستقبل، فوفقا للمعهد الوطني للإحصاء والسكان، قدر معدل الفقر في بوركينا فاسو 46% في عام 2009، وبالإضافة إلى ذلك، فإن مؤشر التنمية البشرية الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لعام 2014 وضع الدولة الأفريقية في المرتبة 181 من أصل 187، ارتفعت درجتين من العام الماضي. .وأشار البنك الدولي إلى أن بوركينافاسو بلد غير ساحلي يقع على مسافة أكثر من 1000  كيلو متر من أقرب ميناء، وتبقى  عرضة للتقلبات في هطول الأمطار و صادراتها من السلع.وتعتمد التنمية الاجتماعية والاقتصادية في بوركينافاسو جزئيا على انفتاحها على التجارة الدولية، وتنويع صادراتها، ويمكنها من خلال تطبيق تدابير إضافية مثل الاصلاحات لتحرير الاقتصاد  وتوفير فرص العمل من خلال المشاريع الصغيرة والمتوسطة، أن تحقق النمو المستدام.