تمكن الجيش الليبي في عملية خاطفة من استعادة السيطرة على مدينة سرت التي كانت خاضعة للتشكيلات المسلحة التابعة لحكومة الوفاق منذ سنوات.. وأعلن المتحدث باسم الجيش الليبي أحمد المسماري أن العملية استغرقت 3 ساعات مؤكدا أن الجيش أقدم عليها بعد أن أضحت المدينة بؤرة للإرهابيين.. كما شدد على أن القوات المسلحة عاكفة على تقديم كافة الخدمات التي يحتاجها أهالي المدينة.. للحديث أكثر عن أهمية سيطرة القوات المسلحة على المدينة ودورها في حسم المعركة بالعاصمة طرابلس التقينا عضو مجلس النواب صالح افحيمه.

برأيك ما أهمية سيطرة الجيش على مدينة سرت؟

مدينة سرت تقع عند الحد الفاصل بين شرق ليبيا وغربها إنها تتوسط البلاد وتربط بين شرق وغرب وجنوب ليبيا وبالتالي فإن المسيطر عليها يسيطر على قلب ليبيا ومنه يستطيع التحرك لمختلف الاتجاهات في البلاد.

وماذا بشأن الأهمية الاقتصادية للمدينة؟

بالتأكيد فإن لمدينة سرت أهمية اقتصادية كبيرة حيث أنها مهمة للسيطرة على منطقة الهلال النفطي ممثلا في ميناء رأس لانوف النفطي ورأس لانوف التجاري وميناء السدرة بالإضافة إلى أنه يوجد بها ميناء سرت التجاري وعندما كانت سرت خاضعة للتشكيلات المسلحة كانت الموانئ النفطية مهددة لكن بعد استعادة القوات المسلحة العربية الليبية السيطرة عليها أصبحت ثروات ليبيا النفطية في مأمن.

كيف تابعت تفاصيل سيطرة الجيش على مدينة سرت؟

مدينة سرت مرت بالعديد من الحروب طيلة السنوات التسع الماضية حرب عام 2011 ثم عملية الشروق وسيطرة تنظيم الدولة "داعش" على المدينة وبعد ذلك سيطرة تشكيلات مسلحة تابعة لحكومة الوفاق على المدينة الساحلية وأخيرا انتهى كل ذلك بسيطرة الجيش الليبي على المدينة وقد كان هذا الحدث مختلف عن سابقيه لأن الجيش دخل المدينة دون حرب تقريبا ولاقى ترحيبا كبيرا وهو ما يؤكد أن التشكيلات المسلحة التي كانت متواجدة في المدينة لم يكن مرحبا بها

هل توجد علاقة بين سيطرة الجيش على سرت وحسم معركة طرابلس؟

نعم خاصة وأننا نستطيع القول أن سرت هي العاصمة العسكرية لليبيا فثلث عناصر القوات المسلحة من الجيش وبعد تحريرها من التشكيلات المسلحة انضموا للجيش وهو ما سيسهم في حسم معركة طرابلس بل إن هذه العملية ستكون حجر الزاوية في تحرير العاصمة وكل المدن الليبية.

كما يوجد في مدينة سرت الساحلية قاعدة القرضابية الجوية ومطار سرت المدني وأعتقد أن سيطرة الجيش عليهما تمكنه من استغلالهما لحسم المعركة ضد التشكيلات المسلحة.

منذ أن أعلن قائد الجيش خليفة حفتر عن معركة الحسم في طرابلس والأنظار تتجه نحو العاصمة فلماذا عمد الجيش لتحرير سرت أولا؟

لأن مدينة سرت هي النقطة الأخيرة في الاتجاه الشرقي التي تسيطر عليها التشكيلات المسلحة وعندما أصبحت تلك التشكيلات تتحصن بالعاصمة طرابلس أراد الجيش تخفيف الضغط على محاور القتال في طرابلس ففتح جبهة سرت وتمكن من السيطرة عليها وأحرز تقدمات إلى ما بعدها بحوالي 120 كيلو متر فالجيش الآن يتمركز في منطقة "بوقرين" ويتمكن يوميا من الوصول إلى السدرة ثم الرجوع كل هذه التطورات جعلت مدينة مصراتة معقل التشكيلات المسلحة في مرمى القوات المسلحة العربية الليبية التي ستتمكن خلال أيام من استعادة السيطرة على مدينة تاورغاء وبعد ذلك مدينة مصراتة والعاصمة طرابلس ويتمكن الجيش الليبي من تحرير مختلف مدن البلاد من التشكيلات المسلحة التي عاثت فيها فسادا وأعتقد أن هذا ليس ببعيد خاصة وأن الانتصارات التي يحققها الجيش تؤكد أتننا نسير في هذا الاتجاه.