كشف مسؤول أمريكي كبير ملحق بمقر القيادة الإفريقية للجيش الأمريكي، (أفريكوم)، عن استعداد عملاء أخطر جهاز فدرالي أمريكي، متخصص في محاربة تجارة المخدرات (DEA)، لافتتاح مكتب لهم بالمغرب في غضون الأسابيع الثلاثة القادمة.

المسؤول، الذي يشغل مهمة عنصر ارتباط مع القيادة العسكرية الموجود مقرها في شتوتغارت الألمانية، قال إن مكتب مكافحة المخدرات الذي يعادل مكتب التحقيقات الفدرالي FBI، سيلتحق قريبا بعدد من المكاتب الجديدة التي سيفتتحها في عدد من الدول الإفريقية من بينها المغرب، مشدّدا على أن الأمر لا يتعلق بجهاز استخباراتي، بل بجهاز أمني يتخصص في محاربة المخدرات بتعاون مع سلطات الدول التي توجد فيها مكاتبه.

 المسؤول الأمريكي، الذي تحدّث أمام وفدين من الصحافيين المغاربة والتونسيين يزورون مقر (أفريكوم) حاليا، واجه سيلا من الأسئلة حول مكتب الرباط، أحاب عنها بحساسية كبيرة ورفض التعليق على أغلبيتها معتبرا أنه غير مخول بكشف المزيد من المعلومات، وشدّد على ضرورة عدم الإشارة إلى هويته أو نشر صورته.
المسؤول الأمني الكبير قال، خلال فقرة تقديم مختلف المكاتب الفيدرالية والوكالات التي تتوفر على عناصر ارتباط داخل مقر (أفريكوم)، إن مكتب الرباط سيتخذ مقرّه داخل بناية السفارة الأمريكية بالرباط، وهي البناية الحديثة وشاسعة المساحة التي تم تدشينها مؤخرا. "مهمتنا لا تقتصر على محاربة المخدرات، بل تهريب الأموال، أيضا، لأن العصابات لديها أموال في كل مكان، والأمر يرتبط كذلك، بطبيعته بالأسلحة، وبالتالي، فنحن نقوم بأشياء أساسية، أولها تبادل المعلومات، وهو الأمر الغالب على علاقاتنا مع شركائنا في أوروبا مثلا، ثم الشراكة، وهو ما نقوم به مع دول أمريكا اللاتينية، في إطار علاقة جد متطورة، إذ نساعد هذه الدول على تطبيق القانون ومعالجة مشكل تهريب والاتجار في المخدرات".
وأمام إصرار الصحافيين لمعرفة الأهداف الدقيقة للمكتب، وعما إن كان إحداثه يرتبط بنشاط كبير لأنواع محددة من المخدرات، قال المسؤول الأمريكي إن كل ما نستطيع قوله هو أن "الهيروين يأتي، أساسا، من آسيا صوب سواحل شرق إفريقيا، ومنها ينتقل جنوبا لينتشر إلى باقي دول العالم، والكوكايين يأتي من أمريكا الجنوبية نحو غرب إفريقيا وينتقل شمالا، ثم إلى باقي دول العالم، ثم هناك الحشيش الذي ينتقل من شمال إفريقيا صوب أوروبا".