اغتيل ناشط مدني بارز برصاص مجهولين في وقت متأخر أمس الأحد، في مدينة كربلاء، بينما كان في طريق العودة إلى منزله من التظاهرات المناهضة للحكومة، حسب ما قال أحد جيرانه.

وكان فاهم الطائي، يشارك منذ الأسابيع الأولى في الاحتجاجات المطالبة بتغيير الطبقة السياسية التي تحتكر الحكم في العراق منذ 16 عاماً، ويتهمها الشارع بالفساد، والمحسوبية، والتبعية لإيران.

وليل الأحد، وصل الطائي إلى مدخل منزله على دراجة نارية هو وصديقاه، وفق جاره الذي أكد أن "المنطقة قريبة من المقامات الدينية، ومركز الشرطة، ومجلس المحافظة، وتعتبر آمنة جداً".

ولفت إلى أنه "كان مع رفيقيه حين قتل".

ويظهر تسجيل فيديو لكاميرا مراقبة في الشارع، الطائي يترجل عن الدراجة النارية، وتصل خلف دراجة نارية أخرى يستقلها شخصان.

وبدا الراكب على الدراجة الثانية، وهو يطلق النار على الطائي مرتين على الأقل بمسدس حربي عليه كاتم للصوت، قبل أن يبدأ السائق بإطلاق النار أيضاً.

وبعدها يظهر التسجيل الناشط وهو يسقط أرضاً، والمهاجمان يتركان المكان.

واتضح فيما بعد، أن المسلحين وسيارة بيضاء برفقتهما، طاردا الناشطين الآخرين اللذين أقلا الطائي، حسب ما أفاد أحد أقربائه.

وأصيب أحدهما برصاصة في ظهره، لكنه لا يزال على قيد الحياة.

وقتل أكثر من 450 شخصاً، وأصيب أكثر من 20 ألفاً بجروح، منذ انطلاق التظاهرات المناهضة للحكومة في 1 أكتوبر(تشرين الأول) الماضي.

وتعرض ناشطون في بغداد وأماكن أخرى بالفعل لتهديدات وخطف، وقتل، ويقولون إنها محاولات لمنعهم من التظاهر.

وعثر الإثنين على جثة ناشطة شابة، 19 عاماً، قتلت بطريقة بشعة بعد خطفها وتركت جثتها خارج منزل عائلتها.

وقال علي سلمان والد الناشطة زهراء: "كنا نوزع الطعام والشراب على المتظاهرين في التحرير، ولم نتعرض للتهديد قط، لكن بعض الناس التقطوا صوراً لنا".

وأضاف "أثبت تقرير الطبيب أنها تعرضت لصعقات كهربائية".

من جهة ثانية، اختطف المصور الشاب زيد الخفاجي أمام منزله بعد عودته من ساحة التحرير فجراً، حسب ما قال أقرباؤه.

وأشاروا إلى أنه وُضع في سيارة سوداء رباعية الدفع تحت أنظار والدته، واقتادوه إلى جهة مجهولة.

ولم تعرف بعد الجهة التي تقف وراء الخطف أو القتل.

وكان الطائي، وهو متزوج ولديه أطفال، من المنتقدين علناً للتهديدات التي يتعرض لها الناشطون.

وقال على فيس بوك قبل أقل من 24 ساعة من اغتياله: "سننتصر ويعود الوطن لنا رغماً على أنوفكم.. رغم الوجع بداخلنا، إلا أننا نبتسم بغضاً بكم وبأحزابكم العفنة".