ألقت العمليات الإرهابية الأخيرة بظلالها على الاحتفالات بالذكرى الـ57 لإعلان الجمهورية في تونس. وجاءت خطب الرؤساء الثلاثة (رئيس الجمهورية محمد المنصف المرزوقي ورئيس الحكومة مهدي جمعة ورئيس المجلس الوطني التأسيسي مصطفى بن جعفر)  ظهر اليوم الجمعة في جلسة خاصة أمام نواب المجلس التأسيسي وزعماء الأحزاب والسفراء الأجانب بتونس، حافلة بـ "الدعوة إلى مقاومة الإرهاب وأخذ مخاطره مأخذا جديا والاستعداد لمقاومته".

وقال مصطفى بن جعفر، رئيس المجلس الوطني التأسيسي" نجدد دعمنا الكامل واستعدادنا المتواصل لمساندتهم بكل الوسائل الممكنة ونؤكد وقوفنا إلى جانب كل المبادرات التي تساهم في مؤازرتهم لدعم المجهود الوطني في مكافحة  الإرهاب على غرار إحداث صندوق وطني خاص لدعم المؤسستين الأمنية والعسكرية.

وأكد بن جعفر على أن "المعركة ضد الإرهاب ما تزال في بداياتها وأنه يجب الاستعداد لها بمزيد تقوية الوحدة الوطنية في مرحلة تتطلب من الجميع التنبه واليقظة".

ودعا بن جعفر إلى "اعتماد اليقظة إلى حد الاستنفار التام وإعداد العدة بوضع استراتيجية وطنية شاملة لمكافحة الإرهاب".

وتتضمن الاسترايجية  التنسيق الإقليمي والدولي وتمكن من تسهيل العمل الأمني والاستخباراتي الاستباقي للقضاء على آفة يعاني منها العالم، على حد قول بن جعفر.

من جانبه قال الرئيس محمد المنصف المرزوقي في كلمة له أمام نواب التأسيسي:" لن نربح حربنا طويلة المدى ضد الإرهاب إلا بالنفس الطويل وعلينا الالتفاف حول المؤسستين العسكرية والأمنية ودعمهما معنويا وماديا".

واعتبر المرزوقي أن "تدعيم الوحدة الوطنية هو ما يقوض مخططات العصابات الإرهابية الساعية إلى بث البلية في المجتمع والفرقة في الطبقةالسياسية وخاصة ضرب الروح المعنوية".

ودعا المرزوقي إلى "حشد كل القوى لإنجاح الانتخابات فالمصلحة الوطنية تحتم إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية في وقتها أيا كانت العراقيل والصعوبات".

في السياق ذاته، شدد مهدي جمعة، رئيس الحكومة التونسية، في كلمته أمام نواب المجلس التأسيسي على ضرورة دعم جهود المؤسستين الأمنية والعسكرية في مكافحة الإرهاب.

واعتبر جمعة أن الإرهاب "ليس سحابة صيف بل معطى دائم بإمكانه عرقلة عملية الانتقال الديمقراطي وتعسير جهود الإصلاح"،على حد تعبيره.

وأكد مهدي جمعة على أن التصدي لهذا الخطر الإرهابي يتطلّب اتخاذ إجراءات استعجالية "للضرب على أيادي العابثين بمصالح البلاد وكل الساعيين إلى فرض نمط مجتمعي غريب باللجوء إلى الترهيب والعنف والإرهاب".

وأكد رئيس الحكومة على أن "الإجراءات الأمنية التي تم اتخاذها مؤخرا لا تتنافى مع ضرورة احترام الحريات وحقوق الإنسان والقانون".

والأسبوع الماضي، شهدت منطقة هنشير التلة في جبل الشعانبي بمحافظة القصرين (غرب) مقتل 15 جنديًا وإصابة 22 آخرين في هجوم شنته مجموعتان "إرهابيتان"، بحسب وزارة الدفاع التونسية.

وتشهد الجبال المحيطة بمدينة القصرين، الشعانبي والسلوم وسمامة أعمالا إرهابية منذ ديسمبر/كانون الأول 2012 عندما قتل الوكيل أول بالحرس الوطني التونسي  (قوات نظامية تونسية) أنيس الجلاصي في اشتباك مسلح مع عناصر مسلحة على سفوح جبل الشعانبي.