ذكرت الصحفية الفرنسية المهتمة بشؤون شمال إفريقيا كاترين غراسيي في تقرير نشره موقع موند أفريك الفرنسي بعنوان : "استقبال سيء لوفد ليبي من قبل فالس ولودريان" أن ثلاثة مسؤولين ليبيين رفيعي المستوى تحولوا إلى فرنسا الأسبوع الماضي التقوا رئيس الوزراء الفرنسي مانوال فالس ووزير الدفاع جون ايفل لودريان سرَا، مؤكدين أنهم يريدون محاربة تنظيم "الدولة الإسلامية"، الذي يتخذ من ليبيا قاعدة خلفية له.

وتؤكد غراسيي أنه كان يفترض ألا تخرج تفاصيل عن هذه الزيارة التي قام بها كل من وزير الخارجية في الحكومة الليبية الرسمية محمد الدايري ووزير المالية كمال الحاسي ورئيس أركان الجيش الجديد عبد الرزاق الناظوري المهتمين بمسألة محاربة القواعد الخلفية لتنظيم "الدولة الإسلامية" في ليبيا.

وتستغرب غراسيي السرية التي أحاطت بالزيارة واللقاء الذي جمع المسؤولين الليبيين بكل من مانوال فالس وجون ايفل لودريان، حيث كان في برنامج الزيارة  لقاء الأجهزة الأمنية الفرنسية لمناقشة المسائل المتعلقة بالأمن في المنطقة ومعضلة الهجرة السرية.

رفض

وتؤكد غراسيي أن المسؤولين الليبيين لم ينكروا لقاءهم بالمسؤولين الفرنسيين، لكن مكاتب فالس ولودريان رفضوا التعليق على الموضوع ، حيث لم يجيبوا عن أية سؤال يتعلق باللقاء ، ما ترى فيه غراسيي التعامل السيئ للمسؤولين الفرنسيين مع نظرائهم الليبيين ، الذين كانوا يأملون أن يجري اللقاء عبر القنوات الدبلوماسية التقليدية في قصر الاليزيه.

وكشفت غراسيي أن وزير الخارجية الليبي التقى وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس يوم 14 أكتوبر في قمة مصغرة مخصصة لمناقشة الوضع في ليبيا شارك فيها أيضا وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ، حيث أكدت مصادر صحفية أن عبد الله الثني رفض حضور هذا الاجتماع إذا لم يتم استقباله من قبل الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند.

وتخلص غراسيي إلى القول إن المسؤولين الليبيين فهموا جيدا أن المسؤولين الفرنسيين لا يدعمون بشكل واضح حرب الحكومة الليبية ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" وهو ما يفسر عدم تحمس رئيس الوزراء الليبي للمقترح الفرنسي بتجهيز وتدريب الجيش الليبي، مقابل عقود وامتيازات نفطية ، ما ما تصفه غراسيي بصفقة "نفط مقابل السلاح" الأمر الذي يدفع بالسلطات الليبية إلى التفكير في الحصول على السلاح من الدول المشرقية.