رغم أزمة سياسية وأمنية مزمنة ، احتفل الآلاف من الليبيين يوم الأحد بالذكرى الثامنة للثورة التي انتهت في عام 2011 بعد 42 عاما من حكم معمر القذافي.

في طرابلس، في ساحة الشهداء ، التي كانت تعرف سابقا باسم الساحة الخضراء حيث كان القذافي يحب أن يلقي خطاباته ، تجمع الآلاف من الليبيين وهم يلوحون بالعلم الوطني ذي الألوان: الأحمر والأخضر والأسود. 

في البرنامج ، ألعاب النارية ، وأغان تُبَث عبر مكبرات صوت ، وحفلات موسيقية ، وأهازيج تقليدية.

أما في بنغازي ، ثاني أكبر المدن الليبية و مهد الثورة فكانت الاحتفالات أكثر خجلا. إذ تجمّع فقط بضع عشرات من الأشخاص بالقرب من محكمة بنغازي ، حيث بدأت أولى المظاهرات المناهضة للقذافي في عام 2011. 

هذا المكان الذي أصبح رمزا للثورة هو الآن في حالة خراب، حاملا آثار الحرب ضد الجماعات الجهادية التي أطلقت في عام 2014.

وقال محمد العجوري (32 عاما) وهو من سكان بنغازي: هذه الثورة ولدت في الشوارع والميادين التي يحملها الشباب لكن البعض يحاول سرقة أحلام وآمال شعبنا من أجل حياة كريمة.

بلد ممزق منذ 2011

منذ عام 2011 ، تمزقت البلاد بسبب الصراعات على السلطة بين العديد من الميليشيات والقبائل من أجل السيطرة على موارد البلاد.

على الصعيد السياسي ، تقاتل سلطتان من أجل سدّة الحكم في هذا البلد الغني بالنفط: حكومة الوحدة الوطنية ، التي أُنشئت في نهاية عام 2015 بموجب اتفاق برعاية الأمم المتحدة ، مقرّها في طرابلس ، في حين أن سلطة منافسة استقرت في الشرق ، الذي يسيطر عليه الجيش الوطني الليبي ، بقيادة المشير خليفة حفتر.

كانت الخدمات العامة الأساسية مفتقدة منذ سقوط نظام القذافي بينما استمر العنف والانقسامات ، مما يغذي حالة عدم اليقين واليأس ، خاصة بين الشباب.

وقال عبد الحميد المغربي ، وهو صيدلي من مدينة الزاوية التي تبعد 45 كيلومترا غربي طرابلس: إنني أتطلع لاستقرار ليبيا وقدرتهاعلى العيش بسلام.

وأضاف هذا الأب لأربعة أبناء: خضنا ما يكفي من الحروب والمذابح والدمار.